أوروبا .. القارة المنسية في “العصر الذهبي” العالمي للغاز
الأحد يوليو 01 , 2012
طباعة
توقع خبراء مجتمعون في دوفيل (شمال غرب فرنسا) ان يشهد الغاز الطبيعي “عصرا ذهبيا” على المستوى العالمي مدفوعا بالكثير من نقاط القوة وانطلاق عمليات استخراج الغاز الحجري, لكن اوروبا قد تبقى خارج هذا العصر.
وفي الوقت الذي يكون فيه الطلب على الطاقة مقبلا على الانفجار في العقود المقبلة, فان “الذهب الازرق” يستفيد من درجة تصنيف “ايه ايه ايه”, كما ذكر فيليب بوكلي المدير العام لشركة “جي آر تي غاز” التي تدير الشبكة الفرنسية لنقل الغاز الطبيعي.
وبالفعل, فان الاحتياطات المحددة في العالم تكفل اكثر من 200 عام من الاستهلاك على مستوى الكرة الارضية وفق الوتيرة الحالية. كما ان انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضعيفة الناجمة عن الغاز تجعل منه طاقة بيئية مفضلة على الفحم والنفط. واخيرا, فان سعره مغر مقارنة بمصادر طاقة اخرى ولو انه يتقلب بقوة بحسب المناطق.
وبفضل هذه العوامل, ينمو الطلب على الغاز بشكل كبير في كل مكان, مع استثناء كبير هو اوروبا, كما قالت آن-صوفي كوربو المتخصصة في شؤون الغاز في وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع زيادة الطلب العالمي على الغاز 17 في المئة في غضون خمسة اعوام.
والعام الماضي, كان هذا التفاوت فاضحا. فقد قفز استهلاك الغاز بنسبة تقارب 2 في المئة في العالم, مع بقاء منطقة واحدة تسير عكس التيار تماما وهي القارة العجوز التي شهدت خلافا لذلك تدهورا كبيرا في هذا الاستهلاك (-11 في المئة في الاتحاد الاوروبي).
وهذا التدهور مرتبط بالمناخ الحار الذي ساد في 2011 وبتاثيرات الازمة الاوروبية في الوقت نفسه, ولكن خصوصا بمعادلة اصبحت اكثر صعوبة في مجال توليد الكهرباء.
واوضحت خبيرة وكالة الطاقة الدولية ان الغاز يجد نفسه في هذه الحالة “عاجزا تماما” امام الاختراق الذي تحققه الطاقات المتجددة, ويجد نفسه ايضا في حالة تنافس مع اسعار الفحم, وهو في غالب الاحيان الطرف الخاسر في هذه المعركة الاقتصادية.
والتناقض مع اميركا الشمالية حاد للغاية لان تنمية استخراج الغاز الحجري على نطاق واسع فيها سمح بتدهور كبير في اسعار هذا المصدر للطاقة الذي بات على ما يبدو في صدد الحلول محل الفحم في مجال انتاج الكهرباء وقد يشجع تجدد حالة صناعية اميركية.
وهذا ما يشكل اندفاعة للغاز الحجري التي تبقى اوروبا خارجة عنها في الوقت الحالي بسبب الخلافات التي تحيط بتراجع توليد الكهرباء بواسطة المياه, وهي التكنولوجيا الوحيدة المعروفة التي تسمح باستخراج المياه من تحت الارض لكنها تثير الخلاف بسبب مخاطرها على البيئة.
وفي الوقت الراهن, حسمت بولندا وحدها في القارة العجوز موقفها في الانطلاق في عملية استغلال حقول الغاز الحجري بهدف سياسي بامتياز وهو التخلص من الغاز الروسي.
من جهته, يرى يوري فيروبيان رئيس الفرع الفرنسي للمجموعة الروسية العملاقة في مجال الغاز “غازبروم”, عدوا اخر لتنمية العصر الذهبي في مجال الغاز في اوروبا, وهو الاتحاد الاوروبي الذي سيضاعف الحواجز التي تحول دون وصول المستهلكين الى اشباع شهيتهم للغاز وخصوصا عبر عدم تشجيع بناء انابيب لنقل الغاز وعبر مساعدات سخية جدا للطاقات المتجددة.