2016-09-29
تنهمر فواتير ما قبل الأزمة على المصرف الأكبر في ألمانيا "دويتشه بنك"، بعدما طالبته وزارة العدل الأمريكية في الخامس عشر من هذا الشهر بدفع 14 مليار دولار لتسوية ادعاءات متعلقة ببيع سندات الرهن العقاري.
في اليوم التالي لهذا الإعلان انخفض سهم البنك الذي يعاني بالفعل خلال العام الجاري بنسبة 8% ولامس الثلاثاء أدنى مستوياته على الإطلاق، بحسب تقرير نشرته "الإيكونوميست".
"دويتشه بنك" ليس الوحيد.. ولكن !
أجرت البنوك الأمريكية تسويات مع وزارة العدل بلغت 3.2 مليار دولار لبنك "مورجان ستانلي" و16.7 مليار دولار لـ"بنك أوف أمريكا"، بالإضافة إلى غرامات أقل دفعت للوكالة الفيدرالية لتمويل الإسكان.
- يقال إن "سيتي جروب" في طريقه لتسوية النزاع الخاص به بعدما نجح في تخفيض المبلغ المطلوب من قبل وزارة العدل الأمريكية إلى 7 مليارات دولار بدلاً من 12 مليار دولار.
- يصر "دويتشه بنك" على عدم سداد أي مبلغ بالقرب مما حددته وزارة العدل، رغم أنه دفع حوالي 1.9 مليار دولار لوكالة تمويل الإسكان، لكن هل يمكن للبنك أن يتحمل فاتورة أضخم؟
- في عام 2015 خسر البنك 7.4 مليار دولار، وقرر الرئيس التنفيذي "جون كرين" عدم توزيع الأرباح وأخبر المساهمين ألا يتوقعوا شيئا خلال عام 2016.
- بلغت نسبة الأسهم إلى الأصول شديدة الخطورة (مؤشر مهم لمرونة البنوك) 10.8% نهاية يونيو/ حزيران، وهو مستوى أقل من البنوك الأخرى، بينما يعتزم "كرين" رفعه إلى 12.5% بحلول عام 2018.
البنك يواجه غرامات محتملة أخرى
بيع حصة البنك في المصرف الصيني "Hua Xia" سيساهم في تقليص الفجوة الحاصلة بسبب ارتفاع قيمة الأصول الخطرة، بالإضافة إلى بيع وحدة أعمال تجارة التجزئة "Postbank"، فهناك حاجة للتخلص من الأصول غير الأساسية.
- الغرامات الكبيرة ستجعل من الصعب على البنك إغلاق ما تبقى من أعمال دون مطالبة المستثمرين بمزيد من رأس المال، كما أنها تصعب مجهودات الوصول لمستهدف مؤشر الأسهم إلى الأصول شديدة الخطورة.
- خصص البنك بالفعل 6.16 مليار دولار لنفقات التقاضي، وليس من المفترض أن تغطي مطالبات وزارة العدل الأمريكية وحسب وإنما أيضاً التحقيقات الدائرة حول تراخي المصرف مع غاسلي الأموال والسماح بتحويل مبالغ طائلة من روسيا.
- توقع المحللون أن يدفع "دويتشه بنك" 3 مليارات دولار على خلفية قضايا الرهن العقاري (قرب ما دفعته البنوك الأمريكية) لكن التوقعات تشير الآن إلى ضعف هذا المبلغ.
"دويتشه بنك" يقاتل بمفرده
تضع وزارة العدل الأمريكية بنوكا أوروبية أخرى صوب أعينها مثل، "باركليز" و"كريدي سويس" و"إتش إس بي سي" و"رويال بنك أوف سكوتلاند" و"يو بي إس"، والتي ارتجفت أسهمها بعد هذه الأنباء.
- قدم "كريدي سويس" 1.6 مليار دولار لتغطية جميع التكاليف القانونية، فيما خصص "رويال بنك أوف سكوتلاند" 9.7 مليار دولار لنفقات التقاضي لا تشمل العقوبات المحتملة بشأن قضايا سندات الرهن العقاري.
- انتشرت مؤخراً شائعات تفيد بأن "دويتشه بنك" قد يندمج مع منافسه المحلي "كومرتس بنك" أو بيع وحدة إدارة الأصول لديها لجمع الأموال.
- طلب "جون كرين" من موظفيه ألا يصبحوا مشتتين بسبب التكهنات حول عمليات اندماج أو خطط بيع محتملة، مضيفاً: لدينا ما يكفي على الطاولة لنحله بمفردنا.
- تجرى الانتخابات في ألمانيا العام القادم وقد يكون هذا سبباً وراء حذر المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" من التدخل في الأمر سواء بالتمويل أو بالضغط على السلطات الأمريكية.
وستتفقد المؤسسات المالية وعلى رأسها البنوك الثقة مما سيؤثر على معظم الاستثمارات حول العالم