أسبوع أمريكي جديد يبدأ ببيانات صناعية وينتهي بتقرير الوظائف... ويتوسطه عطلة يوم الاستقلال
أسبوع جديد يهل على الاقتصاد الأكبر في العالم وبيانات جديدة ستطرح على الساحة الأمريكية والتي ستعكس النشاطات الاقتصادية في البلاد، تلك البيانات ستكون مغطية جوانب عديدة من القطاعات الأمريكية الصناعية والخدمية منها، بالإضافة إلى قطاع العمل الأمريكي، واضعين بعين الاعتبار أن يوم الأربعاء المقبل سيصادف الرابع من تموز/ يوليو أي عيد الاستقلال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقد شهد الأسبوع الماضي تذبذباً في تداولات المستثمرين منذ بداية الاسبوع، حيث أن الدولار الأمريكي اكتسب قوة كبيرة في الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع المنقضي، وذلك مع تنامي قلق المستثمرين بأن قمة الاتحاد الأوروبي لن تأتي بشيء جديد في اجتمعها يومي الخميس والجمعة، إلا أن الاتحاد الأوروبي نجح في نشر الأمل بين المستثمرين بإعلانه عن قرار جديد.
حيث اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على البدء بالسماح لإعادة رسملة مباشرة للبنوك من خلال صناديق الاستقرار وأيضا العمل على تخفيف حدة الضغوطات فيما يتعلق بالمديونية التي تؤثر على اسبانيا وايطاليا، وسيتم ذلك عن طريق السماح باستخدام الأموال للوصول إلى الاستقرار دون الحاجة إلى الخضوع لعمليات الإنقاذ معتمدة.
بالعودة إلى البيانات التي ستصدر عن الاقتصاد الأكبر في العالم خلال الأسبوع الجاري فسكون على النحو التالي:
الاثنين - الثاني من تموز/ يوليو 2012
سيكون قطاع الصناعة الأمريكي حاضراً لبدء جولة البيانات الصادرة مع بداية الأسبوع، حيث سيصدر عن قطاع مؤشر معهد التزويد الصناعي الذي من المتوقع أن يظهر تباطؤ في وتيرة الأنشطة الصناعية خلال شهر حزيران/ يونيو، مشيرين بأن الأنشطة الصناعية عانت من الضعف الواضح مؤخراً، في حين من المتوقع أن تنخفض الأسعار المدفوعة لمؤشر معهد التزويد الصناعي إلى 45.9 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 47.5.
وسيصدر أيضاً بيان يتيم عن قطاع المنازل الأمريكي ألا وهو مؤشر الإنفاق على البناء، ومن المحتمل أن يرتفع المؤشر بنسبة 0.2% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.3%، وهنا نركز على أمر بغاية الأهمية فإن قيم حبس الرهن العقاري ارتفعت طوال الفترة الماضية لتقترب من أعلى مستوى لها منذ حوالي ربع قرن، وبالتالي فإن قطاع المنازل لا يزال بعيداً عن الاستقرار.
الخميس - الخامس من تموز/ يوليو 2012
يأتي الدور على قطاع العمل الأمريكي الذي سيبدأ بياناته بإصدار تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، حيث من المتوقع أن يكون القطاع قد نجح في خلق وظائف تصل إلى 95 ألف وظيفة خلال حزيران/ يونيو مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 133 ألف وظيفة مضافة، في حين سيصدر أيضاً تقرير طلبات الإعانة الأمريكية التي لا تزال تتأرجح بين الصعود والهبوط لتعكس تباين أنشطة قطاع العمل الأمريكي.
وتكمن الأهمية في تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص أنه يصدر قبل تقرير الوظائف الأمريكي بيومين، لذلك فإنه يعطي نظرة ولو مبدئية عن وضع القطاع، إلا أنه في هذا اليوم وبعد صدور تقرير وظائف القطاع الخاص، فإن البيانات ستنتقل بنا إلى قطاع الخدمات، حيث من المتوقع أن ينخفض مؤشر معهد التزويد الغير صناعي للخدمات خلال حزيران/ يونيو.
الجمعة - السادس من تموز/ يوليو 2012
أخيراً سيصدر مع نهاية الأسبوع تقارير هامة تُغطي جوانب حساسة في الاقتصاد الأمريكي، إذ نجد بأن الساحة الأمريكية ستكون مسرحاً للمفاجآت، حيث سيصدر تقرير الوظائف المرتقب من العالم أجمع، ومن المتوقع أن يكون الاقتصاد الأمريكي قد أضاف خلال حزيران/ يونيو وظائف تصل إلى 93 ألف وظيفة مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 69 ألف وظيفة.
في حين من المتوقع أن يثبت معدل البطالة عند الارتفاع السابق الذي بلغ 8.2%، وهنا نعيد التركيز على أن الاقتصاد الأمريكي بشكل عام لا يزال بعيداً عن التعافي الكلي من الأزمة التي تمر بكبرى اقتصاديات العالم الرئيسية، مشيرين بأن الأزمة الأوروبية وضعف مستويات النمو عالمياً أضعف من مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي.
وفي النهاية عزيزي القارئ لا بد لنا من الإشارة إلى أن العيون ستبقى على البيانات الصادرة في الساحة الأمريكية ولكن سيكون التركيز موجّه أيضاً على أوروبا وتطورات الأوضاع الاقتصادية التي تعاني من ضعف في أنشطتها، مع العلم أن الدولار الأمريكي سيكون محطّ اهتمام المُستثمرين في تلك الأثناء وذلك في حالات التشاؤم التي تنتابهم في خضم حالة عدم التيقّن بما ستؤول إليه الأوضاع في القارة العجوز...
منقول