كيف يسيطر اليهود على اقتصاد العالم؟
العديد من العرب والمسلمين حول العالم يتحدثون عن سيطرة اليهود على اقتصاد العالم وتحكمهم في سياسات الدول الكبرى سواء كان هذا الحديث عن واقع فعلي بالأدلة، أو مجرد نظريات للمؤامرة من أجل تبرير هزيمة العرب والمسلمين في أيامنا الحالية.
السؤال هنا، هل يتحكم اليهود في اقتصاد العالم بالفعل؟ وما هي طبيعة هذه السيطرة؟
عائلة روتشيلد
هي أغنى عائلة عرفها التاريخ البشري. هذه العائلة تملك بمفردها نصف ثروات العالم.
يقدر خبراء المال ثروة هذه العائلة بمقدار تريليون دولار، وإذا علمنا أن ميزانية جميع دول العالم لعام 2013م بلغ قرابة 73 تريليون دولار أمريكي طبقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإن هذه العائلة تملك ثروة هائلة بالفعل، وهي أكبر.
عديد من التقارير تشير إلى أن إجمالي ثروة هذه العائلة أكبر من ذلك بكثير، وأنها تصل إلى قرابة 500 تريليون دولار، أي ما يعادل حوالي 7 أضعاف إجمالي موازنات جميع دول العالم.
تنبع جذور هذه العائلة من (ماير أمشيل روتشيلد)، وهو يهودي من مواليد مدينة فرانكفورت الألمانية، والابن الرابع لتاجر الصرافة أمشيل موسى روتشيلد من بين 8 أولاد.
تمكن ماير روتشيلد من بناء إمبراطورية مصرفية دولية ضخمة في فترة الستينيات من القرن الثامن عشر. فعبر أبنائه الخمسة توسعت أعمال ماير روتشيلد المصرفية عبر العالم، ليتم توريث هذه الإمبراطورية الضخمة والتوسعية لجيل بعد جيل.
تمركز كل ابن من أبناء روتشيلد الخمسة في واحدة من المراكز المالية الأوروبية الكبرى، فرانكفورت الألمانية ولندن الإنجليزية ونابولي الإيطالية وفيينا النمساوية وباريس الفرنسية. ومع حلول القرن التاسع عشر وصلت عائلة روتشيلد إلى قمة قوتها وعلوها، وأصبحت أبرز عائلة في مجتمع المال والبنوك العالمي.
الغريب في الأمر أنه لا يوجد أي ذكر لهذه العائلة في قائمة مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة لأغنى 500 شخصية في العالم، رغم أن هذه العائلة هي الأغنى حاليًا وعلى مر التاريخ. السبب في ذلك يرجع إلى أن ثروة روتشيلد تم توزيعها على مئات الورثة عبر ثلاثة قرون من الزمن؛ مما أضعف من قيمة الثروة الشخصية لكل فرد من أفرادها على حدة.
تقول نظريات المؤامرة التي تدور حول هذه العائلة إن حادثتي اغتيال الرئيسين الأمريكيين جون كينيدي وأبراهام لينكولن تمت بإيعاز من هذه العائلة، بسبب نية هذين الرئيسين تأميم بنك الاحتياطي الفيدرالي عن طريق إصدار أصول خزانة مدعومة للعملات. حيث إن هذه العائلة تملك حصة كبيرة من الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة، بالإضافة لحصص ليست بالقليلة في البنوك المركزية للدول الأوروبية المتقدمة.
تأثير العائلة في مجرى التاريخ
نتيجة لعبقرية هذه العائلة في مجال المال والأعمال، ونتيجة لما وصلوا إليه من ثروة ونفوذ، فقد كان لأفرادها دور رئيسي في التأثير على بعض أحداث التاريخ من أجل الاستفادة بتحقيق المزيد من الثروة والنفوذ والقوة.
1- الحروب النابليونية
من بين هذه الأحداث كان دعمهم المالي الضخم للقوات البريطانية أثناء فترة الحروب النابوليونية.
ناثان ماير روتشيلد لم يتدخل في البداية في الحروب النابليونية التي وقعت في الفترة بين 1803 – 1815م، لكن في عام 1813م رأى ناثان أن هذه الحروب تمثل تهديدًا على أعماله؛ فقام بأخذ خطوة تجاه وقف توسع الإمبراطورية الفرنسية في أوروبا.
قام ناثان بإرسال شحنات من المعادن الثمينة إلى القوات التابعة لدوق ويلنغتون المتمركزة في جميع أنحاء القارة الأوروبية بلغت قيمتها 10 مليون دولار أمريكي (يكافئ 900 مليون دولار في الوقت الحالي)، مما ساهم في هزيمة الجيوش الفرنسية حتى قيل إن ناثان هو الذي هزم نابليون.
2- شراء الاقتصاد البريطاني
في واحدة من أكبر القصص الأسطورية الخاصة بعبقرية هذه الأسرة كانت تلك الخاصة بمعركة واترلو الشهيرة بين نابليون والبريطانيين.
في البداية جاءت الأخبار بأن الهزيمة على وشك أن تلحق بالجيش البريطاني في هذه المعركة، لكن أحد عملاء ناثان روتشيلد تمكن من رؤية فوز الجيوش البريطانية بعد وصول إمدادات، فقام بالتسلل إلى بريطانيا حيث قام بإخبار ناثان روتشيلد بالخبر قبل أي وسيلة إعلامية.
هنا قام ناثان ببيع كل السندات الحكومية التي يملكها في سوق لندن للأوراق المالية، فقام جميع المضاربين بالبيع مثله؛ مما أدى لانخفاض كبير في أسعار السندات الحكومية البريطانية. وفي اللحظة الأخيرة قام ناثان بشراء كل ما أمكنه من سندات حكومية بسعرها المتدني نتيجة عمليات البيع الجماعية، لتأتي الأخبار بانتصار بريطانيا في معركة واترلو وترتفع معها قيمة الأسهم لأرقام خيالية.
3- قناة السويس
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن عائلة روتشيلد ساهمت في بناء وامتلاك قناة السويس.
عائلة روتشيلد كانت هي الداعم والمؤثر الرئيسي على الحكومة البريطانية من أجل اتخاذها قرار شراء أسهم في قناة السويس.
وقد تسبب هذا القرار في حدوث جدل كبير في بريطانيا، وذلك لأن رئيس الوزراء البريطاني اتخذ قرار الشراء منفردًا دون الرجوع للبرلمان.
4- استقلال البرازيل
في العشرينيات من القرن التاسع عشر كانت البرازيل تسعى للاستقلال عن البرتغال، في وقت تعددت فيه المعارك بين الطرفين. في النهاية وافقت البرتغال على استقلال البرازيل شريطة أن تقوم بدفع تعويض تبلغ قيمته 2 مليون جنيه إسترليني كرسوم للحكومة البرتغالية.
قام ناثان روتشيلد بتمويل قيمة الرسوم هذه، خصوصًا مع وجود اتفاقية أخرى تقضي أن البرازيل هي التي تتحمل الديون الخاصة بالحكومة البرتغالية لصالح ناثان روتشيلد. وبالطبع مثل هذا الاتفاق فائدة كبيرة لعائلة روتشيلد التي استفادت من قيمة الفوائد على هذه الديون.
روتشيلد والصهيونية
عائلة روتشيلد ليس لها رأي موحد تجاه الصهيونية. فعلى الرغم من أن العديد من أفراد العائلة كانوا من الداعمين للحركة الصهيونية وأهدافها، إلا أن آخرين كانوا معارضين لقيام دولة يهودية.
اللورد فيكتور روتشيلد على سبيل المثال كان من معارضي مساعدة اللاجئين اليهود الهاربين من المحرقة النازية. لكن البارون والتر روتشيلد كان هو المبعوث الذي قدمت إليه الحكومة البريطانية وعد بلفور الخاص بإنشاء وطن خاص لليهود في فلسطين.
جيمس يعقوب روتشيلد والذي كان من أكبر الداعمين للوطن الإسرائيلي، تولى إدارة بنك العائلة عام 1868م ليقوم بمنح 500 ألف فرنك سويسري سنويًّا للاتحاد الإسرائيلي العالمي نيابةً عن اليهود الشرقيين. والد جيمس كان هو راعي أول مستوطنة يهودية في فلسطين. كما قام جيمس روتشيلد بشراء أراضي من أمراء الدولة العثمانية في المنطقة التابعة لفلسطين المحتلة حاليًا، حيث تمكن من الاستحواذ على أكثر من 125 ألف فدان.
عائلة روتشيلد لعب دورًا رئيسيًّا في تمويل البنية التحتية للدولة الصهيونية، حيث قام جيمس روتشيلد بتمويل بناء مبنى الكنيست الإسرائيلي وتقديمه هدية للدولة الصهيونية. وخارج غرفة الرئيس تم عرض رسالة بعثتها إحدى سيدات عائلة روتشيلد إلى رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز، والتي قامت فيها بالتبرع لإقامة مبنى جديد للمحكمة العليا.
سيطرة اليهود على الإعلام
عرف اليهود من وقت كبير سابق أن السيطرة على الإعلام ستعطيهم مجالًا واسعًا لعملية “غسيل مخ” للعقول البشرية، تؤدي إلى قلب الحقائق في أذهان الناس، وطبع الصورة التي يريدونها فقط في العقول.
ففي دراسة للأستاذ زياد أبو غنيمة أوضح فيها أن اليهود وضعوا عددًا من القواعد الخاصة التي يستطيعون عبرها التحكم في عقول الناس إعلاميًّا. فيجب أن يكون أي نوع من أنواع النشر في العالم تحت سيطرة اليهود بشكل أو بآخر، وعدم ترك الفرصة لأعداء اليهود من توفير وسائل إعلامي يعبرون فيها عن رأيهم بأريحية مطلقة. كذلك فقد عمد اليهود إلى محاولة السيطرة على جميع وكالات الأنباء الكبرى حتى يتمكنوا من تمرير ومنع الأخبار حسب هواهم. كل هذه الأمور نجدها بوضوح في المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث لا تجد وسيلة إعلامية مرئية أو إذاعية أو مقروءة إلا ويوجد بها يهود في مراكز قيادية متقدمة.
فوكس نيوز وأيه بي سي نيوز وسي إن إن، وغالبية شركات إنتاج الأفلام في هوليوود، وصحف الواشنطن بوست ونيويورك تايمز، مرورًا ببي بي سي البريطانية والقنوات التليفزيونية الفرنسية والألمانية وغيرها، كل هذه الوسائل الإعلامية تجد فيها يهودًا متحكمين، سواء في مراكز إدارية أو فنية.
وكالة أنباء رويترز مؤسسها هو جوليوس باول رويتر الألماني اليهودي. وكالة الأنباء الفرنسية كانت تسمى سابقًا وكالة أنباء هافاس نسبة إلى أحد مؤسسيها اليهود.
الصحفي وولتز بليتزر في سي إن إن، وبربارا وولتزر في أيه بي سي نيوز، ويوجين ماير وكاثرين غراهام في الواشنطن بوست، وهنري غرونوالد في مجلة التايم، وجوزيف ليلفيلد وماكس فرانكل في نيويورك تايمز، ووارين هنري فيليب في وول ستريت جورنال، وسيمون رامو في لوس أنجلوس تايمز، والقائمة تطول ولا تنتهي.
تملك العائلة اليهودية الأمريكية (آرثر ساليزبرغر) صحيفة نيويورك تايمز.
تملك العائلة اليهودية (كاثرين غراهام ماير) صحيفة واشنطن بوست.
كما يترأسون قنوات سي بي إس الأمريكية، ودار النشر الشهيرة سايمون آند شوستر، ومجموعة إن بي سي الأمريكية، ومجموعة ديزني، ومجموعة آي أند آي التي تضم قنوات مثل هيستوري شانل ولايف تايم، ومجموعة قنوات سوني الترفيهي، وشبكة قنوات أيه بي سي وغيرها.
تجارة السلاح
خارج دولة الكيان الصهيوني قليلًا ما نجد يهودي يملك شركة سلاح عالمية، المثال البارز على ذلك هو شركة كولت الشهيرة لصناعة المسدسات، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، تملكها حاليًا مجموعة زيلخا للاستثمار التابعة لأسرة زيلخا اليهودية، ويترأس الشركة دونالد زيلخا. أيضًا شركة سيغ ساور الألمانية لصناعة الأسلحة يترأسها اليهودي رون كوهين.
داخل دولة الكيان الصهيوني توجد العديد من الشركات التي تقوم بإنتاج وتصدير العديد من الأسلحة. عدد من هذه الأسلحة يملك شهرة واسعة حول العالم مثل (Uzi submachine gun) الذي يعتبر أشهر مدفع رشاش في العالم.عدد من البنادق الإسرائيلية الشهيرة تتمثل في بندقية الجليل والنقب وتافور.
تصنع إسرائيل أيضًا عددًا من الأسلحة لاستخدامها الداخلي، مثل الدبابات والمدافع والصواريخ جو- أرض.
شركات الغذاء
من بين أبرز شركات الغذاء العالمية التي يديرها اليهود يوجد سلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة للأطعمة السريعة التي يتولى فيها اليهودي جاك فرينبيرغ منصب المدير التنفيذي. جاك هو الرئيس الشرفي للغرفة التجارية الأمريكية الإسرائيلية.
اليهودي الأمريكي هاوارد شولتز هو المدير التنفيذي ورئيس سلسلة محلات ستاربكس الشهيرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
نجح اليهود في استقطاب عدد من الشركات العالمية لدعم دولة الكيان الصهيوني والاستثمار بها. من هذه الشركات توجد شركة كوكاكولا للمشروبات الغازية الداعمة القوية لدولة الكيان الصهيوني منذ عام 1966م. في عام 1997م كرمت البعثة الاقتصادية الإسرائيلية شركة كوكاكولا تقديرًا لدعمها المستمر طوال 30 عامًا. شركة كوكاكولا تقوم برعاية جائزة سنوية للغرفة التجارية الأمريكية الإسرائيلية، هذه الجائزة ذهبت عام 2009م للوبي الصهيوني لضغطه على مجلس الشيوخ من أجل رفض قرار أممي بوقف إطلاق النار على قطاع غزة.
شركة نستله السويسرية للصناعات الغذائية تملك ما نسبته 50,1% من أسهم شركة أوسيم الإسرائيلية للصناعات الغذائية. شركة نستله تقوم باستثمار مبلغ مليون دولار من أجل أعمال البحث والتطوير في الشركة الإسرائيلية.
شركات الإلكترونيات والبرمجيات
اليهودي الأمريكي أندرو غروف هو مؤسس شركة أنتل الشهيرة للإلكترونيات.
اليهودي الأمريكي لاري إليسون هو مدير ومؤسس شركة أوراكل للبرمجيات.
اليهودي الأمريكي مايكل ديل هو مؤسس والمدير التنفيذي لشركة ديل لإنتاج الحواسيب المحمولة.
اليهودي الأمريكي سيرجي برين هو المؤسس المشترك لشركة جوجل الشهيرة.
شركات أخرى
اليهودي تشارليز لازاروس هو مؤسس شركة (تويز أر أس) للعب الأطفال.
اليهودي الألماني ليفي شتراوس هو مؤسس شركة (ليفيز) الشهيرة للملابس.
اليهودي الأمريكي كالفن كلاين هو مؤسس شركة كالفن كلاين الشهيرة للأزياء.
اليهودي سيدني جوزيف غولد هو مؤسس (غولد جيم).