بيانات الأسبوع الماضي أشارت إلى تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي خلال سبتمبر .. والأزمة الأوروبية خيمت على تداولات الأسبوع الماضي
واصل الاقتصاد الأمريكي إصدار المزيد من البيانات الاقتصادية الخاصة بشهر سبتمبر في الأسبوع الماضي،
والتي أظهرت المزيد من الدلائل عن ما آلت إليه الأمور في عجلة التعافي والانتعاش،
وبالأخص عقب تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في الآونة الأخيرة،
علماً بأن جمهور المستثمرين يرقب بعين الحذر بيانات سبتمبر و أكتوبر،
حيث ستكون تلك البيانات هي الفيصل في موضوع إقرار جولة ثالثة من خطط التخفيف الكمي لدعم الاقتصاد الأمريكي.
بداية مع بيانات قطاع المنازل، ذلك القطاع الذي بدأ الأزمة المالية الأسوء منذ سبعة عقود -قطاع المنازل-، حيث شهدنا ارتفاع مؤشر الإنفاق على البناء خلال أغسطس وبأفضل من التوقعات،
مما يؤكد على أن القطاع يواصل أداءه المتأرجح، أو لا يزال يبحث عن استقراره المفقود، إلا أن المؤكد هو استمرار الضعف في القطاع على الرغم من تباين أدائه مؤخراً، تماماً كما أكد الفدرالي الأمريكي في العديد من المناسبات مؤخراً.
وبالانتقال إلى بيانات قطاع الصناعات التحويلية، فقد شهدنا صدور مؤشر معهد التزويد الصناعي في قراءة شهر سبتمبر،
والذي أظهر بأن القطاع يواصل التحسن التدريجي، حيث شهدنا ارتفاع المؤشر وبأعلى من التوقعات، ليعزى ذلك الارتفاع في أداء قطاع الصناعة إلى الانخفاض النسبي الذي شهدته أسعار النفط الخام خلال سبتمبر، الأمر الذي دعم الصادرات الصناعية الأمريكية بشكل خاص، وباقي الصادرات الأمريكية بشكل عام.
يذكر بأن أية قراءة للمؤشر فوق مستويات 50.0 تعتبر توسعاً في أنشطة القطاع، مع العلم بأن مؤشر معهد التزويد الصناعي صدر عند 51.6 بالمقارنة مع قراءة شهر أغسطس والمسجلة عند 50.6، وبأعلى من توقعات الأسواق والتي بلغت 50.3، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل المسير في طريق التعافي والانتعاش، ولكن بوتيرة يصفها البنك الفدرالي الأمريكي بأنها "معتدلة".
وقد شهدنا خلال الأسبوع الماضي أيضاً صدور مؤشر معهد التزويد الغير صناعي (للخدمات) في قراءته الخاصة بشهر سبتمبر، لنشهد انخفاض المؤشر بشكل طفيف ليصل إلى 53.0، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 53.3، وبأعلى من التوقعات التي بلغت 52.8، علماً بأن قطاع الخدمات الأمريكي يشكل حوالي 70 بالمئة من الاقتصاد الأمريكي.
وقد مهد مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص الطريق أمام تقرير الوظائف الأمريكي والذي صدر يوم الجمعة، حيث حملت بيانات المؤشر مبشرات حول أداء قطاع العمالة خلال شهر سبتمبر، وذلك بحسب مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، والذي أظهر نجاح القطاع الخاص في توفير 91 ألف فرصة عمل جديدة خلال تلك الفترة الأمر الذي تم تأكيده في تقرير العمالة الصادر عن وزارة العمل الأمريكية والذي بين أن القطاع الخاص أضاف 137 ألف وظيفة في شهر سبتمبر، ليستبشر المستثمرون خيراً حول تقرير الوظائف الأمريكية والذي صدر يوم الجمعة، مع الإشارة إلى أن البيانات بشكل عام أكدت على صحة كلام البنك الفدرالي الأمريكي والذي أكد على أن قطاع العمالة شهد تحسناً تدريجياً أو معتدلاً في الآونة الأخيرة.
يوم الجمعة، أو اليوم المشهود بالنسبة للمستثمرين والأسواق، حمل لنا بيانات جيدة، على الرغم من بقاء معدلات البطالة في البلاد دون تغيير، حيث شهدنا نجاح الاقتصاد الأمريكي في توفير 103 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر سبتمبر، وبأعلى من التوقعات، هذا إلى جانب استقرار معدلات البطالة في الولايات المتحدة خلال الشهر ذاته عند 9.1 بالمئة.
وبالحديث عن أداء الأسواق المالية في الأسبوع الماضي فقد تأرجحت أسواق الأسهم على مدار الأسبوع الماضي، بسبب التفاؤل حيال أزمة الديون الأوروبية تارة والتشاؤم تارة أخرى، حيث فشلت أسواق الأسهم الأمريكية في تحديد اتجاهاً عاماً في الأسبوع الماضي، أما الدولار الأمريكي فقد استهل تداولات الأسبوع الماضي بانخفاض كبير بسبب إقبال المستثمرين عن المخاطرة والعملات والأصول ذات العائد المرتفع، في حان عاد للارتفاع في ختام تداولات الأسبوع الماضي، وسط ابتعاد المستثمرين عن المخاطرة وعودتهم إلى العملات ذات العائد المتدني كالدولار، وذلك بسبب ما تردد من بيانات حول أزمة الديون الأوروبية في الأسبوع الماضي...