ولكن هل حقا بإمكان المستثم...رين في الأسواق المالية أن يعوضوا خسائرهم؟ وهل هناك أناس بالفعل صنعوا ثرواتهم بهذه الطريقة؟ والإجابة هي نعم، وقصص النجاح التي يتداولها الناس كثيرة، ولكن ماهو القاسم المشترك بينها؟ لو نظرنا إلى الأسباب التي تجعل معظم الناس تخسر نجد أنها تنحصر في ثلاثة أسباب أساسية وهي (الطمع والجشع) ، (الخوف والجبن) ، (التردد والتشتت) ، وعليه لا بد من مواجهة تلك الأسباب بالأسلحة المناسبة لها، فمثلا الطمع والجشع لا بد من مجابهته بسلاح (الالتزام وضبط النفس)، أما الخوف والجبن فلا بد من مواجهته بسلاح (العلم والمعرفة)، وثالث الآفات التردد والتشتت فهذه تواجه من خلال (فهم الاستراتيجيات وتحديد الأهداف).
ولعل أبرز مثال يخطر في بالنا اليوم هو مثال المستمثر "وارن بافيت"، ذلك الرجل الذي بدء مستثمرا صغيرا في الأسواق المالية بمبلغ يقل عن عشرة آلاف دولار وحقق رأسمالا يعادل 100 مليار دولار، من دون أن يستفيد من أيّ إرث، أو أن يتولى تجارة عائلية كنقطة انطلاق، ومن دون معلومات داخلية أو علاقات مميزة أو راتب كبير. وتعتبر الثرة التي حققها "بافيت" أهم من مجموع إجمالي الناتج القومي الداخلي في كل من كوبا، وكوريا الشمالية واليمن معا! ولعل قصة النجاح هذه، تكون دافعا ومحفزا للكثيرين لكي يحذو حذوه، فما الذي يمنع من أن تكون أنت أيضا كذلك؟ إن كل شخص يرغب في الاستثمار قادر عبر استخدام المبادئ والطرق نفسها على تحقيق ثروة والمحافظة عليها.
فما الذي يمنعك اليوم من أن تحقق لنفسك قصة نجاح تروى على مر الأجيال؟ خاصة في زمننا الحالي حيث يمكن الحصول على المعلومات بطرق أسهل مما كان عليه الحال في الماضي، مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم قاطبا.
قد لا تتمكن من فعل ذلك في يوم وليلة، ونحن لا ندع إمكانية تحقيق ذلك، ولكن كل ما عليك فعله هو أن تنظر حولك، وتحدد طريقك، وتمشي فيه، متسلحا بالعلم والمعرفة، متعلما من أخطاء الماضي، وتذكر أن المستثمر الناجح هو الذي يرى حلا لكل مشكلة، لا مشكلة في كل حل، وهو لا يرضى بأنصاف الحلول، فهو حازم مع نفسه، مدرك لأهدافه، صبور عليها.
والحل اليوم أمام عينيك، أنت لا زلت تخسر، أو تحقق أرباحا ضئيلة غير مرضية، فلماذا لا تكن من الناجحين الذين يطرقون أبواب رزق أخرى؟ قد يكون الخير هناك؟ هل فكرت بذلك يوما؟ ما الذي يمنعك؟ هل هو خوفك؟ نقص خبرتك؟ غياب العلم والمعرفة؟ اشاعات سمعتها من هذا أو ذاك؟ ما هي الحقيقة؟ هل سألت نفسك يوما لماذا لا أخوض غمار تجربة استثمارية جديدة؟ تذكر .. لا يوجد نجاح بدون فشل .. وتذكر أن المخترع "توماس أديسون" قبل أن يتوصل إلى اختراع المصباح الكهربائي فشل أكثر من 374 مرة في تجاربه، وعندما يأس معاونه من نجاح الفكرة، شجعه توماس على الاستمرار وذلك حينما علمه أن كل تجربة فاشلة هي معرفة جديدة، وقال لمساعده لقد أصبحنا اليوم نعرف 374 طريقة لا يمكن من خلالها صنع مصباح كهربائي، مرحى .. مرحى.
واليوم نقول لكل من دخل سوق الفوريكس وفشل، أو يرغب في دخول ذلك السوق ويخاف أن يصاب بالفشل؟ افعلها ولا تتردد، وإلا سوف تبقى طيلة حياتك اسير خوفك من الفشل، ومن يخاف أن يخطئ لن يفعل شيئا، والأخطاء هي مشاعل تنير درب النجاح.