اسواق الأسهم أظهرت تراجع ملحوظ طوال اليوم الاربعاء، و ذلك في ظل تفاقم الأوضاع في المنطقة الأوروبية المثقله بالديون السيادية، خاصة و أن الإتحاد الأوروبي قد أشار رسمياً من قبل لكونه ليس لديه أي خطط حالية لتوفير الإنقاذ المالي لإيطاليا، ذلك بالإضافة لكون حزب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يريد أن يجعل خروج أعضاء الأتحاد الأوروبي من منطقة اليورو يعد خياراً متاحاً أمامهم.
منذ قليل انهارت أسواق المال العالمية عقب الصدمة التي تلقتها من قبل زعماء الإتحاد الأوروبي، حيث لحظنا انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بما يقرب نحو 400 نقطة، عقب إعلان قادة الإتحاد الأوربي رسمياً أنهم ليس لديهم حالياً أي خطط لأنقاذ إيطاليا من الديون السيادية التي تثقل علي كاهلها، و ذلك على الرغم من أن العائد على سندات الحكومة الإيطالية قد قفز الى أعلى مستوياته منذ بدأ الإتحاد الأوروبي اليورو. ذلك التصريح يوحي لنا عزيزي القارئ أن ايطاليا لن تجد دعم في الوقت الحالي من قبل الإتحاد.
الجدير بالذكر أن مصادر رسمي في الاتحاد الأوروبي قد نوه لكون ألمانيا وفرنسيا قد ناقشا خطط جديدة لإصلاح أساسى في منطقة الإتحاد الأوروبي اليورو، تتضمن تلك الخطط إقامة إتحاد أوروبي أكثر تكاملا علي الرغم من كونه ربما يكون أصغر من الإتحاد الحالي، و ذلك يدعم ما أشارت إليه هاندلسبلات أن حزب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يريد أن يجعل خروج الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من الإتحاد خيار متاح لديهم.
الحق يقال، فأن أسواق المال العالمية و خاصة الإوروبية قد أخذت في الإنهيار منذ بداء تداولات اليوم الإربعاء، خاصة و أن المستثمرين كان ينتابهم القلق و المخاوف تجاه تفاقم أزمة الديون السيادية للمنطقة الأوروبية التي لم يتضح لها حل بعد، خاصة في ظل التقدم البطيء للإصلاح السياسي في ايطاليا و اليونان، حيث أننا شهدنا في الواقع موجة عمليات بيع هائلة أودت بالأسهم إلى أدنى مستوياتها خلال جلسة اليوم الأربعاء خوفا من كون الأسوأ لا يزال قد يحدث خلال الفترة المقبلة.
كما شهدنا خلال تداولات اليوم إستياء المستثمرين وسط تزايد الإضطرابات السياسية مع آخر التطورات السياسية التي تشهدها منطقة الإتحاد الأوروبي اليورو، و قد أصبح ذلك أكثر وضوحاً عقب رفع ليش كليرنت متطلبات هامش المتاجرة علي السندات الحكومية الإيطالية في أسواق المال، خاصة و أنها رفعتها لرقم قياسي جديد بلغ أكثر من نسبة 7% بالأمس.
الجدير بالذكر أن التذبذب و التوتر أصبح يزداد بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة تجاه مدي احتمالية نجاح الإصلاح السياسي في إيطاليا و اليونان، الذي سوف ينعكس بالتابعية علي وضهعم الاقتصادي الحرج، علي الصعيد الأخر فأن الإجراءات التي اتخذتها ليش كليرنت مؤخرا علي متاجرة السندات الحكومية الإيطالية قد تكلف الإتحاد الأوروبي الكثير لإنقاذ إيطاليا المحاصرة حاليا بالديون، علماً بأن كل من البرتغال و ايرلندا حينما بلغت تكاليف الاقتراض بهما تقريبا نفس تلك المستويات التي وصلت إليها إيطاليا الآن قد اجبروا علي طلب مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي.
مؤشرات الأسهم الأمريكية قد أظهرت تراجع كبير في نهاية جلسة اليوم متؤثرة بتفاقم الأوضاع في المنطقة الأوروبية، حيث أغلق مؤشر داو جونز الصناعي علي تراجع بنحو 389.24 نقطة أي بنسبة 3.20%، ليغلق عند مستويات 11,736.93، في حين تراجع مؤشر ستاندر أند بورز عند الإغلاق بنحو 46.82 نقطة أي بنسبة 3.67% ليغلق عند مستويات 1,229.10 نقطة.