رغم الانخفاض الذي شهدته أسعار المعادن الثمينة هذا اليوم بتأثير من ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي و عمليات جني الأرباح من قبل المضاربين في تلك الأسواق، إلا أننا نرى المعادن الثمينة ما زالت تتداول قريباً من مستوياتها المرتفعة نسبياً. سعر الفضة يتداول قريباً من أعلى مستوياته من 31 عاماً مضت فيما سعر الذهب يتداول قريباً من أعلى سعر تاريخي. البلاتين يشهد تداولات إيجابية بشكل عام، لكن الانخفاض الحاد الذي تعرّض له سابقاً يبقي على السعر في مستوياته المعتادة.
خلال تداولات نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر أونصة الذهب نحو الأعلى عند سعر 1441.30 دولار للأونصة مقترباً بشكل كبير من السعر القياسي السابق له، و بعد هذا أغلق عند سعر 1438.60 بارتفاع مقداره 0.69% من افتتاح نيويورك يوم أمس. بالنسبة لسعر الفضة، فقد استطاع الاندفاع بشكل حاد نحو الأعلى ليحقق يوم أمس أعلى سعر للأونصة منذ 31 عاماً و لامس سعر الفضة مستوى 37.44 دولار للأونصة الواحدة و أغلق عند مستوى 37.42 بارتفاع مقداره 2.86%. شارك البلاتين أيضاً في الموجة الصاعدة، وأغلق سعر البلاتين على ارتفاع مقداره 1.15% عند مستوى 1753.00 دولار للأونصة.
تمتزج الطلبات في أسواق المعادن الثمينة، منها طلبات الملاذ الآمن و منها طلبات تتجه للمعادن الثمينة لتغطية مخاطر التضخّم الذي أصبح مقلقاً في العديد من الدول العالم. يتّجه البعض إلى أسواق المعادن الثمينة أيضاً لطلب المعادن الثمينة لتقليص المخاطرة في استثمارات أخرى و كذلك نرى بأن قوى مضاربة و استثمار مباشر في السعر السوقي للمعادن الثمينة أصبح واضحاً و يدفع أسعارها للارتفاع.
اتسمت تداولات مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس في الإيجابية، و أغلق مؤشر داوجونز على ارتفاع مقداره 0.56%، و كذلك نرى هذا اليوم بأننا أمام مزيد من الإيجابية في أسواق الأسهم الآسيوية رغم الانخفاض الذي شهده مؤشر نيكاي الياباني بعد إعلانات من شركات السيارات مثل شركة تويوتا تم الإشارة فيه إلى احتمال تعليق الإنتاج في بعض المصانع التابعة لها بسبب التضرر الكبير جراء الزلزال و التسونامي الذي ضرب في اليابان إلى جانب مشاكل الطاقة بعد انهيار مفاعل نووي بعد الكارثة الطبيعية التي تعرّضت لها اليابان. لكن بشكل عام، ارتفعت معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية هذا اليوم منها مؤشر هانج سينج الذي يتداول الآن على ارتفاع مقداره 0.64%%.
دخلت المعادن الثمينة هذا اليوم تصحيحاً هابطاً إثر عمليات جني الأرباح من قبل المضاربين الذين يستغلّون المعادن الثمينة لدخول استثمارات في السعر السوقي، لكن رغم الانخفاض الذي تتداول فيه المعادن الثمينة اليوم نستطيع أن نرى بأنها ما زالت محتفظة في معظم مكاسب يوم أمس الفضة منها على وجه الخصوص.
يتداول سعر الذهب اليوم على انخفاض مقداره 0.17% و نراه الآن حول مستوى 1436.10 دولار للأونصة، فيما سعر الفضة فقد حوالي 0.61% ليتداول سعر الفضة الآن عند 37.19 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة للبلاتين، نراه يتداول عند سعر 1751.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.11%.
الانخفاض الذي يحصل الآن في أسواق المعادن الثمينة ساعد فيه الارتفاع الواضح في سعر صرف الدولار الأمريكي و كذلك بعض الانخفاض الذي شهده سعر برميل النفط بعد أن لامس يوم أمس سعر النفط مستوى 106.30 دولار للأونصة. لكن بشكل عام، ما زلنا نرى طلبات متفرّقة على شكل ملاذ آمن بسبب أزمة الشرق الأوسط السياسية و كذلك أزمة الديون الأوروبية و احتمال دخول اليابان في الركود مجدداً و كذلك المشاكل التي تعاني منها بريطانيا. لا يجب أن ننسى أيضاً أن الاقتصاد الأمريكي يبدي لنا الآن بيانات تميل للسلبية كان آخرها يوم أمس من سوق المنازل الذي أظهر انكماش مبيعات المنازل الجديدة بمقدار 16.9% بعد أن أظهرت بيانات يوم الثلاثاء انكماش في أسعار المنازل بمقدار 0.3% و إظهار بيانات يوم الاثنين انكماش مبيعات المنازل القائمة بمقدار 9.6% مما يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يشهد انخفاضاً في الأداء.
نحن اليوم في انتظار بيانات مرتبطة في النمو من أوروبا و كذلك بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية، معظم التوقعات لتلك البيانات تشير إلى احتمال انخفاض وتيرة النمو لكن مع استمرارها في أوروبا لكن في المملكة المتحدة تشير التوقعات إلى احتمال انكماش في مبيعات التجزئة. من الولايات المتحدة سوف نكون مع بيانات البضائع المعمّرة التي من المحتمل أن تظهر لنا انخفاضاً في النمو. كل تلك البيانات إثبات على أن الاقتصاد الدولي يتباطأ و تبدو بعض علامات الضعف فيه.