التحليل الأساسي للنفط
الخبر تراجع النفط لليوم الثاني وسط المخاوف المحيطة بالاقتصاد العالمي
التحليل
تراجع النفط لليوم الثاني على التوالي في نيويورك نتيجة المخاوف المنتشرة بين المستثمرين بشأن تعافي الاقتصاد العالمي، خصوصا بعد التوقعات التي سادت الأسواق أن قادة أوروبا قد يفشلون في احتواء الأزمة مع تصريحات أوباما أن الاستجابة الأوروبية لأزمة الديون غير كافية، الأمر الذي قد يقلل الطلب على الخام.
في غضون ذلك و في ظل تراجع أداء الاقتصاد الأمريكي من المتوقع أن تتراجع معدلات النمو في الصين التي تستهلك عشر النفط العالمي بنسبة 5% خلال الخمس سنوات القادمة هذا إلى جانب أنها ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يضع الاقتصاد العالمي في محك جديد خصوصا في ظل الأزمات القائمة حاليا.
تراجعت عقود الخام الآجلة لتسليم تشرين الثاني بنحو 1.57$ إلى 79.64$ للبرميل في تداولات بورصة نيويورك، في حين تراجع العقد بالأمس بنحو 3.24$ إلى 81.21$ للبرميل. أيضا تراجعت عقود مزيج خام برنت لتسوية تشرين الثاني بنحو 51 سنت إلى 103.30$ للبرميل.
بالعودة إلى أزمة الديون السيادية الأوروبية التي شهدت في وقت سابق تفاؤل إلا أنه ما لبث أن عادت المخاوف مرة أخرى نتيجة التكهنات أن قادة أوروبا لن يتوصلوا إلى حل جذري للأزمة و خصوصا اليونان التي تعمل على رفع الضرائب لعدم استنزاف ميزانية الدولة إلى جانب نيتها لشطب السندات الحكومية التي أصدرتها مسبقا و رفع المديونية عنها. هذا في انتظار الدعم القادم على الأخص من ألمانيا.
من ناحية أخرى نذكر بما جاء في تقرير وكالة الطاقة الأمريكية لربط وضع الاقتصاد الأمريكي بما يدور في أوروبا حيث أظهر التقرير ارتفاع مخزون الخام الأمريكي لأول مرة في أربعة أسابيع هذا إلى جانب ارتفاع مخزون الجازولين بقيمة 791 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الثالث و العشرون من أيلول، حيث جاءت هذه البيانات متفقة مع توقعات معهد البترول الأمريكي التي أشارت إلى ارتفاع المخزون أيضا.
على الجهة المقابلة تراجعت أسواق البورصة الآسيوية متأثرة بما يحدث في أوروبا إلى جانب تراجع بورصة الصين أيضا، في انتظار ما سيستقر عليه التصويت اليوم في البرلمان الألماني و كيفية احتواء أزمة الديون السيادية بالتركيز على اليونان باعتبارها أكثر البلدان المتعرضة للإفلاس في الاتحاد الأوروبي.
لا شك أن النفط وقع فريسة لهذه الأحداث و الأزمات التي أثارت الرعب في نفوس المستثمرين و أضفت مزاجا سلبيا، و من المتوقع أن يستمر هذا المزاج لفترة أخرى لعدم اقتناع المستثمرين بشكل حقيقي بما يفعله قادة أوروبا لطمأنة الاقتصاد العالمي. ذلك بسبب الحاجة إلى نتيجة إيجابية على أرض الواقع خصوصا بعد تأثر العديد من الاقتصاديات العالمية بهذا التراجع مثل الدول الآسيوية التي تعتبر أوروبا سوقا خصبا لها. و أوروبا نفسها التي مثلت 16% من استهلاك النفط في العام الماضي طبقا لبعض الإحصائيات. على أمل أن تجد المستشارة الألمانية ميركل اليوم ضالتها في تسوية الأوضاع الأوروبية اليوم.
افتتحت عقود الخام الآجلة لتسليم تشرين الأول عند المستوى 80.67$ للبرميل ليتداول حاليا عند مستوى 81.14$ للبرميل، مسجلا أعلى مستوى عند 81.42$ للبرميل و الأدنى عند 79.64$. في غضون ذلك و مع تراجع النفط ارتفع الدولار الأمريكي كملاذ آمن نتيجة لتخوفات المستثمرين المذكورة سابقا.