أخي معاذ,,
هذه الجريمة ليست مقتصرة على الفوركس أو أي مجال استثماري، بل إن هذه الجريمة ليست مقتصرة فقط على عالمنا الشرق أوسطي، وإنما تتعداه إلى كافة ربوع المعمورة.
حتى هنا في أوروبا لا يسلم أحد من المكالمات والمضايقات وباعة الوهم، وقد وصلت إلى درجة من اليقين أن ليست الشركات و المواقع من يبيع بيانات العملاء للآخرين وإنما حتى البنوك تفعل هذا. وهذا الكلام أقوله عن تجربة شخصية.
في هذا الزمان لم يعد هناك مكان لاحترام آدمية الإنسان أو اعتبار، فالكل أصبح في نظر الكل سلعة للمتاجرة.
قبل سنوات جاءني هاتف من شخص غريب يريد أن يروج لبضاعته، فقلت له قبل أن تستسهل في الكلام فقط أريد منك أن تجيب عن سؤال مهم: من أين حصلت على رقم هاتفي؟ فقال الأحمق من دفتر المكالمات. قلت له رقمي مخفي منذ أن ركبته ولا يوجد بأي دائرة أو دفتر هواتف. فمن أين حصلت عليه؟ كانت النتيجة أن أغلق الهاتف دون الترويج لأوهامه التي يود الضحك بها على الخلق.
الخلاصة أن لا أحد يهتم إلا بجمع النقود بما فيها البنوك، ولا يوجد مشكلة لدى الشركات الكبرى من دفع مبالغ طائلة في سبيل الحصول على أكبر قاعدة ممكنة من العملاء. وما كارثة الفيسبوك عنا ببعيد.
أخيراً أود التنبيه على خطر داهم ومعضلة موجعة، وهي أن بعض ممن يتصل يمتلكون كارزما خيالية في فن الإلقاء والترويج للأوهام، بدليل أن عدد الضحايا كل يومٍ في ازدياد. فلا تعول على قدراتك لصدهم فهم محترفون، وبمجرد أن تسمع عرضاً أو كلاما ترويجياً فلا تتردد في قفل الخط بوجهه فهو لا يستأهل أن يرد عليه. وأما انتهاك الخصوصية فقد أصبحت اليوم ليست المشكلة بضخامة الاستجابة والسير وراء السراب.