أسواق العملات تعلن حالة التأهّب القصوى
تنتظر الأسواق هذا اليوم بيانات الوظائف الأمريكية، و من هذه الأسواق أسواق العملات الأجنبية التي أعلنت حالة التأهب القصوى في انتظار البيانات. اتخذ المتداولون التدابير اللازمة في انتظار هذه البيانات التي قد يختلف تفسيرها اليوم من متداول لآخر، و من محلل اقتصادي لآخر. فتوقعات البيانات الاقتصادية هذا اليوم تشير إلى أن معدّل البطالة في الولايات المتحدة قد يكون استقر عند 9.1% خلال الشهر الماضي آب/أغسطس، فيما تشير التوقعات إلى أن التغيّر في الوظائف عدا القطاع الزراعي لنفس الشهر كان أقل من الشهر الماضي، حيث تشير التوقعات إلى أن عدد الوظائف المستحدثة انخفض من 117 ألف إلى 68 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي.
إن هذه التوقعات حول البيانات الأمريكية تظهر حقّاً التباطؤ في قطاع التوظيف، لكن اعتدنا في كثير من الأحيان أن تخرج النتائج الحقيقة عن التوقعات المعلنة مسبقاً عنها، خصوصاً في بيانات التغيّر في الوظائف. في النظرة الأولية، قد يكون استحداث عدد وظائف يزيد عن التوقع و يزيد عن السابق إيجابي، و استحداث وظائف أقل من المتوقع قد يعتبر سلبي على الاقتصاد و إشارة إلى تعمّق التباطؤ فيه. لكن هذا اليوم، سوف يكون تفسير هذه البيانات أكثر تعقيداً، إذ أن هذه البيانات سوف تغيّر احتمالات قيام الفيدرالي الأمريكي بإقرار سياسة تخفيف كمي ثالثة لدعم الاقتصاد، إيجاباً نحو إقرار الخطّة الثالثة، أو سلباً لتأجيل هذه السياسة المالية.
من هنا، و بسبب ارتباط بيانات اليوم في توقعات سياسات الفيدرالي الأمريكي القادمة، يصعب التنبّؤ في تفسير المتداولين في الأسواق المالية لبيانات الوظائف اليوم التي اشتهرت في دفعها للأسواق المالية نحو تذبذب كبير، و اليوم سوف يكون هذا التذبذب أكبر من المعتاد، ليس في الضرورة كنطاق سعري، لكن كحركة و ربما الاتجاه.
فضّل المتداولون هذا اليوم ترك الأصول المرتفعة العائد و الاتجاه نحو الأصول المنخفضة العائد، و كذلك اتجه المتداولون نحو الملاذ الآمن و الذي منها الفرنك السويسري. حيث تعرّض الفرنك لطلب كبير هذا اليوم مما سبب انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الفرنك من مستوى 0.8086 إلى مستوى 0.7809، و بذلك تم كسر مستوى 0.8020 و كذلك 0.7970 و تحوّلت إلى مقاومة، و البقاء تحت الثاني قد يرجّح اختبار مستويات متدينة قد تصل إلى 0.7750 بحسب ما يشير له التحليل الفني.
بالنسبة للين الياباني، فقد شهد هذا اليوم تداولات ضيقة مقابل الدولار، لكنها مالت لصالحه، حيث نرى بأن سعر صرف الدولار الأمريكي انخفض مقابل الين الياباني من مستوى 76.96 إلى مستوى 76.74 ين للدولار الأمريكي الواحد. فطلب الدولار وسط تصفية المراكز المالية مرتفعة العائد، يقابلها أيضاً طلب الين في تصفية مراكز أخرى استخدم الين الياباني فيها طرف كعملة ذات عائد منخفض، و عملة تزويد متاجرة.
أما الجنيه الإسترليني، فيتداول اليوم على القليل من الارتفاع بالرغم من قوّة الدولار الأمريكي، فانخفاض سعر صرف اليورو و عمليات جني الأرباح على اليورو، سببت اتجاهاً نحو الجنيه الإسترليني إلى جانب العملات الأخرى. كما و أظهر مؤشر مدراء المشتريات للقطاع البناء البريطاني انخفاضاً أقل من المتوقع في النمو، و هذا ما حافظ على عزم الجنيه إلى حد ما. ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بعد ملامسة مستوى 1.6170 و حقق الأعلى عند سعر 1.6217، لكن نرى فعلاً بأن التداول ضعيف جداً مما يوحي بأن عزم الجنيه الإسترليني الصاعد قليل جداً و قد لا يدوم طويلاً مقابل الدولار خصوصاً لو عجز الجنيه عن الثبات فوق مستوى 1.6205 و 1.6250 مجدداً، الفواصل الفنية الهامة.
بيانات أسعار المنتجين في أوروبا لم تكن المحور المؤثر في حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار، بل أن إشارات ظهرت من تريشيه عن أن هنالك نصائح من قبل عضو في البنك المركزي الأوروبي لخفض الفائدة، و هذا الإعلان سبب انخفاض في سعر صرف اليورو بشكل حاد، واستمر هذا الانخفاض لليوم الرابع على التوالي، فيه انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار من الأعلى 1.4287 وصولاً للأدنى عند سعر 1.4206. إن تداول سعر صرف اليورو تحت مستوى 1.4250 قد يضع مزيداً من الضغوط السلبية عليه بحسب التحليل الفني.