الأسواق العالمية توجه الأنظار إلى تقرير الوظائف الأمريكي
وصلنا عزيزي القارئ إلى نهاية هذا الأسبوع، حيث شهدت الأسواق العالمية المزيد من التخبط في ظل القلق الذي لا يزال يسيطر بعض الشيء على المستثمرين حول مستقبل أزمة الديون الأوروبية، في حين قام كل من البنك المركزي البريطاني و البنك المركزي الأوروبي بتقديم المزيد من االتسهيلات النقدية الأمر الذي دعم مستويات الثقة في الأسواق، أما اليوم فتتجه الأنظار إلى الاقتصاد الأمريكي حيث سيصدر تقرير العمالة الشهير عن شهر أيلول.
تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي خلق 60 ألف وظيفة جديدة خلال أيلول/سبتمبر، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي أظهرت فشل الاقتصاد الأمريكي في خلق أي وظيفة، إلا أن معدلات البطالة تبقى التحدي الأبرز أمام مستقبل التعافي والانتعاش في الاقتصاد الأمريكي، مع الإشارة إلى أن التوقعات تؤكد على أن معدلات البطالة بقيت خلال أيلول/سبتمبر عند مستويات 9.1 بالمئة.
هذا و كان مؤشرADP للتغير في وظائف القطاع الخاص قد أشار يوم الأربعاء أن القطاع الخاص قد أضاف 91 ألف وظيفة خلال شهر أيلول/سبتمبر، بأعلى من التوقعات بقيمة 75 ألف وظيفة جديدة، و مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها بقيمة 91 ألف وظيفة جديدة.
و من المتوقع أن يظهر تقرير العمالة أن القطاع الخاص أضاف ما يقارب من 90 ألف وظيفة في أيلول، أما القطاع الصناعي فمن المتوقع أن نشهد ثباتا في معدلات التوظيف، و تشير التوقعات أيضا إلى أن معدل الدخل في الساعة قد ارتفع في أيلول ليصل إلى 0.2%، أما على المستوى السنوي فمن المتوقع ثبات المؤشر عند قيمة 1.9%.
يذكر بأن معدلات البطالة المرتفعة إلى جانب تشديد شروط الائتمان تواصل إثقال كاهل الأنشطة الاقتصادية على وجه العموم في الاقتصاد الأمريكي، وما لم نرى انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكي بوتيرة ملحوظة، فإن الاقتصاد الأمريكي لن يكون قادراً على النمو على المدى الطويل بشكل أو بآخر.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يواصل حملته الترويجية في مختلف الولايات الأمريكية لخطته الجديدة لدعم قطاع العمالة والتي تقدر بقيمة 447 مليار دولار أمريكي، ولكن الخطة تواجه معارضة على ما يبدو من أعضاء الحزب الجمهوري، وذلك ما قد يؤدي إلى عدم اقرار الخطة بالكامل.
هذا وكان رئيس البنك الفدرالي بن برنانكي قد أكد في شهادته أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة بأن قطاع العمالة لا يزال يعاني من ضعف شديد و ذلك ما أثر سلباً على مرحلة التعافي الاقتصادي، حيث سيطر الضعف الاقتصادي على معظم القطاعات الاقتصادية ما دفع معدلات النمو إلى التباطؤ بشكل ملحوظ خلال هذا العام.
و يتوقع البنك الفدرالي أن تتحسن الأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، إلا أن ذلك لا يعني أن الاقتصاد الأمريكي سيتمكن من النمو بمعدلات قوية، حيث يبقى قطاع العمالة أحد أهم القطاعات التي يجب أن تشهد تحسناً ملحوظاً من أجل عودة الاقتصاد الأمريكي للنمو ضمن إمكانياته على المدى الطويل.
سيصدر أيضا من الاقتصاد الأمريكي مؤشر مخزونات الجملة لشهر آب، حيث من المتوقع ارتقاع المؤشر بنسبة 0.6% بعد الارتفاع السابق بنسبة 0.8% في شهر تموز، أما مؤشر ائتمان المستهلك فمن المتوقع ارتفاعه بقيمة 8.0 مليار دولار مقارنة بالقراءة السابقة بقيمة 11.97 مليار دولار أمريكي.
و صدر اليوم من كندا تقرير الوظائف لشهر أيلول، حيث انخفض معدل البطالة بشكل مفاجئ ليصل إلى 7.1% مقارنة بالقراءة السابقة بقيمة 7.3% و التوقعات بقيمة 7.3% أيضا. أما مؤشر صافي التغير في عدد الوظائف فقد ارتفع بقيمة 60.9 ألف وظيفة مقارنة بالانخفاض السابق بقيمة 5.5 ألف و بأعلى من توقعات المحللين بقيمة 15.0 ألف.
و بين التقرير أن قطاع انتاج البضائع قد أضاف 6.6 ألف وظيفة‘ في حين تخلت شركات القطاع الصناعي عن 23.5 ألف وظيفة، و لكن معظم الوظائف الجديدة في شهر أيلول جاءت من قطاع الخدمات الذي أضاف ما يقارب من 54 ألف وظيفة.
و يشكل تقرير الععمالة الذي صدر عن شهر أيلول علامة مشجعة بالنسبة إلى الاقتصاد الكندي الذي لا يزال يعاني بعض الشيء من الارتفاع الكبير في الدولار الكندي، حيث أثر ذلك سلبا على أنشطة الاقتصاد الكندي ناهيك أيضا عن تراجع معدلات الطلب العالمي و خصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الضعف المستمرر في أنشطة الاقتصاد الأمريكي علما بأن الولايات المتحدة تشكل أكبر شريك تجاري بالنسبة إلى كندا.