الهدوء يخيم على الأسواق بعد حركة البنك المركزي الأوروبي ، و الأضواء لا تزال مسلطة على اجتماع وزراء المالية الأوروبيين
وصلنا إلى نهاية الأسبوع الاقتصادي، بعد أن نشر البنك المركزي الأوروبي البهجة بإقراره إقراض الدولار الأمريكي لبنوك منطقة اليورو، و تتسلط الأنظار اليوم على اجتماع وزراء المالية الأوروبيين الذي سيبدأ اليوم و سيستمر لمساء الغد، و من المتوقع أن تتركز المحادثات على أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، خاصة مع تجدد المخاوف في الأسواق حول قدرة اليونان على سداد ديونها.
دعمت مستويات التفاؤل في الأسواق أمس بعد أن قرر البنك المركزي الأوروبي التعاون مع البنك الفدرالي، البنك البريطاني، البنك المركزي الياباني، البنك الوطني السويسري بتقديم ثلاث عمليات إقراض منفصلة أمد استحقاق كل عملية منهم ثلاثة شهور و ذلك بهدف ضمان وجود ما يكفي من الدولار الأمريكي في بنوك منطقة اليورو حتى نهاية هذا العام.
أن هذه الخطوة تعد محاولة من البنوك المركزية للتأكد من وجود السيولة الكافية في الأسواق المالية حتى لا يصيب الاقتصاد حالة من الجمود، بالإضافة لتهدئة الأسواق التي تعاني من اضطراب عارم بسبب أزمة الديون السيادية، و هذا ما دعم اليورو ليرتفع أمس بشكل ملحوظ.
من المقرر أن يجتمع الوزراء الأوروبيين اليوم في بولندا لمناقشة كيفية إنشاء صندوق إنقاذ جديد لمنطقة اليورو، و وقف حالة الفوضى التي تسيطر على الأسواق و التكهنات باحتمالية إفلاس اليونان، و التي سببت انخفاضا حادا في مؤشرات الأسهم العالمية على مر الأيام القليلة الماضية.
تحسنت مستويات الثقة في الأسواق أمس بعد تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي و المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بأنهم على ثقة بأن اليونان ستبقى في منطقة اليورو، على الرغم من جميع المطالب العالمية لتخفيض العجز في الميزانية العامة و احتواء أزمة الديون السيادية التي باتت المؤرق الأول للاقتصاد العالمي، و هذا حسب ما أكده القادة بعد اجتماعهم مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الذي علق قائلا بأن البلاد ستبذل قصارى جهدها لإعادة العجز في الميزانية العامة للمستويات المقبولة.
قامت المفوضية الأوروبية أمس بتخفيض التوقعات المستقبلية المرتبطة بمنطقة اليورو خلال الربع الثالث لمستويات 0.2% و بنسبة 0.1% خلال الربع الرابع من العام الجاري، مقارنة بالتوقعات السابقة للمفوضية بمتوسط 0.4% للربعين المذكورين، و أكدت المفوضية بأن تداعيات أزمة الديون قد ضيقت النطاق على مسيرة الانتعاش الاقتصادي.
أكد رئيس المفوضية الأوروبية جوسيه مانيول باروزو الأربعاء أن المفوضية ستفصح عن خيارات توحيد السندات الأوروبية ضمن "سندات موحدة لمنطقة اليورو" محذراً أنه لن يضع حلاً نهائياً لإنهاء أزمة الديون، ولكنها ستكون تحت شعار تكامل اقتصادي و سياسي، حيث أن موقف المنطقة سيكون أقوى عند تكاتفها اقتصادياً و سياسياً.
عزيزي القارئ، لا تزال الأضواء مسلطة على أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو فالتوقعات تتزايد يوم بعد يوم، بسقوط اليونان في منطقة خطر الإفلاس، و هذا ما أججه تحضيرات حكومة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للقطاع المصرفي في ألمانيا لسيناريو إفلاس اليونان، إلا أن تعليقات المستشارة بعد ذلك قد أزالت تأثير هذه التحضيرات بأنها لن تدع اليونان تسقط في دائرة الافلاس.