واصلت أسعار المعدن الأصفر تحقيق مكاسب للعام التاسع على التوالي خلال عام 2009 بارتفاعات قدرت بنحو 24% في ظل ضغوط التراجع التي عاني منها الدولار بسبب تداعيات الأزمة العالمية، وهو ما انعكس بالتالي على أسعار الذهب في السوق المصري التي شهدت ارتفاعات قياسية أدت إلى كساد سوق صناعة وتجارة المصوغات والمجوهرات في السوق المحلي.
وتعد تجارة الذهب والفضة والبلاتين والأحجار الكريمة عصب الاقتصاد لأي بلد ومن هنا تأتي أهمية تعاون جميع الجهات من أجل ازدهار تلك التجارة الهامة، وقال كيفورك مظلوميان عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات في اتحاد الغرف التجارية وعضو مجلس إدارة الشعبة للمصوغات وللمجوهرات في غرفة الإسكندرية إن تدهور أحوال الصناع والتجار خلال التسع سنوات الأخيرة أدى إلى تأثيرها المباشر على السوق المصري خاصة وأن هناك ارتباط كبير في أسعار الذهب بمصر لكونها تسير مع الأسعار العالمية.
%500 زيادة بأسعار الذهب
وقال إنه بالنظر إلى أسعار الذهب في مصر لعام 2000 بلغ سعر الجرام 29 جنيه وبلغت الأسعار في عام 2003 نحو 64 جنيه للجرام الواحد ووصلت الأسعار في شهر يناير 2008 إلى 143 جنيه وفي عام 2009 سجلت 167 جنيه للجرام واحد، أي أن نسبة الزيادة بلغت أكثر من 500% خلال السنوات التسعة الماضية.
وأضاف أن الارتفاع الشديد في أسعار الذهب أدى إلى كساد سوق صناعة وتجارة المصوغات والمجوهرات حيث انخفضت القوة الشرائية مما أدى إلى انخفاض عدد الجرامات المباعة بشكل ملحوظ في الأسواق مما دفع بعض التجار إلى غلق عدد من المصانع والورش المتناهية الصغر وعدد من المحلات التجارية وتحويلها إلى أنشطة أخرى.
وقال مظلوميان إن تحميل جرام الذهب بأعباء ضريبية ورسوم مثل ضريبة المبيعات التي تحصل على الجرام بمصلحة الدمغة والموازين المصرية بخلاف ضريبة الدمغة أدى إلى فقدان الذهب المصري قدرته التنافسية العالمية.
وأكد أن هناك عمليات تهريب وسوق سوداء للؤلؤ والماس المشطوف الذي تحصل عليه ضرائب وجمارك دون اللؤلؤ والماس الخام بالإضافة إلى الساعات الثمينة التي تعاني من نفس الموقف نتيجة فرض رسوم جمركية عليها.
وكشف أن غالبية مبيعات الذهب في الفترة السابقة كانت لسيدات بيوت وزوجات لمسئولين في الإدارة العليا للأجهزة الحكومية.
وطالب مظلوميان بإنشاء صندوق أسهم للذهب في مصر حيث سيسهم الصندوق في إضافة سلة جديدة للاستثمار أمام العرض النقدي المتزايد في مصر، ضاربا المثل بصندوق دبي للسهم الذهبي الذي سيتم العمل به في نهاية العام الحالي.
وقال إن صناديق أسهم الذهب تعمل في 11 بورصة حول العالم تستثمر في 924 طنا من الذهب والتي حققت بنهاية يونيو الماضي 28.5 مليار دولار كما أن عمليات التداول عبر الانترنت في أسواق المعادن الثمينة وتقييم دور التداول من شانها أن تقوم بتحسين كفاءة السوق الالكتروني من خلال خفض الجمارك وتكاليف التعامل وسرعة تنفيذ العمليات سواء البيع أو الشراء وفتح سوق جديدة وعمالة مدربة على أحد ثطرق التسويق وهو سوق الكتروني ومن أدوات هذا السوق طرح أدوات مالية جديدة من آليات الشراء بالهامش والبيع على المكشوف وتقليص عمل المكاتب الخلفية "الورش والمصانع".
وطالب بتضافر الجهود من أجل قيام حملة قوية للسلامة والصحية المهنية للعاملين بقطاع المصوغات والمجوهرات تحت رعاية وزارة القوي العاملة والهجرة المصرية بالتعاون مع شعبة المصوغات برئاسة رفيق عباسي لتوعية العاملين بقطاع المصوغات والمجوهرات بالأمراض الناتجة عن ممارسة العمل في هذه الصناعة وكيفية الوقوع منها.
وأشار مظلوميان إلى من المشاكل والصعوبات التي تواجه قطاعات الصناعات المعدنية ومنها صناعة المعادن الثمينة "فضة، ذهب، بلاتين" مع تكدس الأسواق المحلية بالمنتجات المستوردة الصينية "الإكسسوار الصيني بالاسم التجاري ذهب صيني" هو ارتفاع أسعار المعادن الثمينة وأيضا ارتفاع القيمة المضافة "المصنعية" للمنتجات المحلية بخاصة مع رفع أسعار الطاقة الكهربائية بنسبة 100% منذ عام 2005 وحتى عام 2009 مما يهدد بتسريح 30 ألف عامل ـ من أصل 50 ألف ـ في حال توقف نشاط هذه الشركات الكبيرة وهي نسبة كبيرة تبلغ 60% من العاملين في ذلك المجال.
خدعة الذهب الصيني
أكد أعضاء مجلس إدارة الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات في الاتحاد العام للغرف التجارية أن السوق المحلي تأثر سلبا بشكل كبير بسبب تكدس الأسواق بالمنتجات الصينية والتي تعرف باسم "الدهب الصيني" موضحا أن الموجود في الأسواق ليس ذهبا بأي حال من الأحوال وإنما هو مجرد إكسسوار تحمل اسم "الدهب الصيني"، وطالبوا بعدم انخداع المستهلك لأن هناك دهب صيني حقيقي بالفعل ففي الصين الذهب لا يقل عن عيار 21 وهو ليس له علاقة بالموجود بالأسواق المصرية من مجرد إكسسوار.
عيارات الذهب
أشار إلى أن الذهب له علميا عيارات عديدة هي 999.99 ـ 999.9 ـ 980.996 ـ 937.5 ـ 916 ـ 875 ـ 750 ـ 585 ـ 500 ـ 417 ـ 375 ـ 33 ـ 250 ـ 125 ـ 121 ـ 19 ـ 18.
وقال إن الذهب له ألوان مختلفة منها ( الأصفر ـ الأخضر ـ الأزرق ـ الأسود ـ الأبيض ـ الرصاص ـ البني)، وفي مصر يوجد ثلاث ألوان وهم (الأصفر ـ الأحمر ـ الأبيض).
تسعير المعادن الثمينة.
أسعار المعادن الثمينة ترتفع وتنخفض في أسواق التعامل الدولية تباعا للتغير في عدة عوامل وظروف اقتصادية وسياسية كالحروب في المناطق الاستراتيجية في العالم أو حدوث انهيارات اقتصادية في إحدى الدول الرئيسية وحدوث أزمات سياسية دولية وانعدام الثقة في العملة الورقية والرقمية يصعب السيطرة عليها أو التكهن بنتائجها.
وتنقسم العوامل التي تؤثر على أسعار المعادن الثمينة في الأسواق الدولية وتحكم حركاته ويعتبر من المهم للمستثمرين الإلمام بها ومتابعتها وتوقع نتائجها المستقبلية إلى نوعين الأولى عوامل يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار المعادن الثمينة منها الأزمات الاقتصادية والمالية الكثيرة للدول الكبرى وانخفاض أسعار الفائدة وارتفاع معدلات التضخم والتوتر الدولي والأحداث السياسية التي تهدد بمشاكل بين القوى الرئيسية الدولية وكذلك الحروب والاضطرابات الدولية خاصة التي تكون ذات تأثير على الاقتصاد الدولي و العامل الثاني نقص المعروض من المعادن الثمينة بالسوق بسبب توقف بعض الدول عن طرح معادنها الثمينة للبيع وهناك عوامل تؤدي إلى انخفاض أسعار المعادن الثمينة منها الركود الاقتصادي وانخفاض معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة أو زيادة المعروض من المعادن الثمينة بالسوق نتيجة زيادة الإنتاج أو زيادة عرض كميات للبيع من الدول التي تمتلك مخزونا كبيرا منه بالإضافة إلى الهدوء والاستقرار الدولي.
أسواق المعادن الثمينة
أسواق المعادن الثمينة الرئيسية في العالم هي ( سوق لدن ـ سوق زيوريخ ـ سوق انتفرب ـ سوق هونج كونج ـ سوق نيويورك ـ سوق دلهي ـ سوق سيدني ـ سوق موسكو ـ سوق باريز ـ سوق بيجين).