تفصح عبارات الأسف التي قابلت إغلاق قاعدة أبحاث شركة بفايزر Pfizer في المملكة المتحدة، عن قلق عميق قائم حول قوة قطاع التصنيع الدوائي البريطاني. وفي حين قد يبدو هذا فزعاً دون داعٍ – تعافي قطاع التصنيع بقوة كافية –، إلا أنه أمر مفهوم. فقدان المرفق الذي طور عقار فياجرا المشهور – وفي قطاع تبرع فيه بريطانيا – يعد صفعة قوية. ورغم كل شيء، فإن صناعة المنتجات الدوائية، صناعة وصفها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، بأنها عامل رئيس لنجاح قطاع التصنيع في المستقبل. وعلى الرغم من ذلك، فليست هناك جدوى للمقاومة. الأمر المهم هو أن على بريطانيا أن تتعلم الدروس الصحيحة من القرار.
إن للإغلاق علاقة على الأقل بالتغيرات في هيكل صناعة المنتجات الدوائية، مثلما له علاقة بالتنافسية البريطانية. وتحت ضغوط من المساهمين بشأن إنتاجية أذرع الأبحاث الخاصة بشركاتهم، فإن شركات المنتجات الدوائية الكبيرة تتقشف – تخفض الأبحاث داخل الشركة، وتقوم بإسناد مهامها إلى القطاع الأكاديمي، وشركات الأبحاث الخاصة. وتفزر بالتقشف في قاعدة أبحاثها المحلية في الولايات المتحدة، تماماً مثلما تفعل جلاسكو سميثكلاين، وساترازينيكا في المملكة المتحدة. وبعد قولنا هذا، وفي أجواء غير مقيدة، فإن ثمة مخاطر بأن يتسرب المزيد من نشاط العمل بعيداً إلى بلدان العالم الثالث.
يجب أن تحافظ المملكة المتحدة على ميزتها التنافسية. ولكن يجب ألا يكشف عن المزيد من التدخل – أو المعاملة التفضيلية. وتستفيد الصناعة فعلياً من ''صندوق البراءات'' الذي تم إنشاؤه حديثاً، الذي يقدم ميزات ضريبية إلى الملكية الفكرية التي تم تطويرها في بريطانيا. ومن المهم كذلك أن تبقى بريطانيا مكاناً جذاباً لتطبيق الأبحاث. يعني هذا اجتذاب أفضل العقول إلى الجامعات البريطانية، والشركات. وبهذا المعنى، فإن قيود تأشيرات الدخول الجديدة مضللة بشكل عميق. وأخيراً، يجب على الحكومة أن تضمن أن من الأسهل، والأرخص ثمناً، إجراء التجارب العيادية.
ثمة حاجة إلى تشجيع الاستثمار في قطاع العمل – وخصوصاً لدى الشركات الأصغر حجماً التي يجب تأسيسها، أو توسعتها لدفع الاقتصاد. يخفي نجاح بريطانيا في شركات المنتجات الدوائية الكبيرة فشلاً في دعم اللاعبين الأصغر حجماً (على النقيض من سويسرا، على سبيل المثال، التي استطاعت أن تدعم الطرفين).
على بريطانيا كذلك أن تجتذب، وتستبقي، رأس المال البشري. وفي خضم حماسها المفهوم لمعالجة العجز، ألغت الحكومة نظام الضريبة الشخصي الذي كان مواتياً لغاية الآن. وفي حين أن التخفيضات المبدئية على الضريبة أمر غير محتمل، فإن وجود خريطة طريق لإجراء تخفيضات مستقبلية سوف يكون أمراً يتسم بالحكمة.
تخطط الحكومة لكي تحدد رؤيتها للنمو في فصل الربيع. والقلق الذي سببه قرار ''بفزر'' يعزز الحاجة إلى وضوح أكثر – عاجلاً وليس آجلاً.