ما هو TED
في شباط/فبراير عام 1984 اجتمعت مجموعة من عشاق التكنولوجيا بناء على فكرة من مؤسس TED ريتشارد شاول ورمان Richard Saul Wurman في مونتري في كاليفورنيا بهدف تبادل الأفكار حول ثلاثة مواضيع: التكنولوجيا، والترفيه والتصميم. و هكذا كانت بداية مؤسسة TED التي استمرت حتى يومنا هذا. وتضمن أول حديث العرض التوضيحي للقرص المدمج، والكتاب الإلكتروني، والرسومات الغرافيكية ثُلاثية الأبعاد. بينما بيّن عالم الرياضيات بُنْوَا مانديلبروت كيفية القيام برسم خريطة للشريط الساحلي باستخدام نظريته التي يقوم بتطويرها عن رياضيات الكسور.
تنبأ أيضاً نيكولاس نيغروبونتي Nicholas Negroponte مؤسس مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ذلك العام بظهور وانتشار الأجهزة ذات شاشات اللمس قبل أكثر من عشرين عاماً من قيام شركة "أبل" بطرحها في الأسواق. ولكن على الرغم من الأشخاص اللامعين الذين حضروا خسر المؤتمر المال، ومضت ستة سنوات قبل أن يحاول ورمان وشريكه هاري ماركس مرة أُخرى، وقد كان العالم مستعداً هذه المرة، فحقق المؤتمر الأرقام المرجوة حيث أصبح حدثاً سنوياً في مونتري في كاليفورنيا يجذب العديد من الأشخاص من جميع التخصصات المختلفة الذين يجمعهم الفضول والانفتاح الفكري والاكتشافات المثيرة للأسرار (وكان حينها قائماً على الدعوات الخاصة فقط).
و قد تحققت عبر السنين العديد من التنبؤات التي تم طرحها في هذا المؤتمر مثل الروبوتات، و السيارات ذاتية القيادة والتقنيات التي تمكن العلماء من تجديد أطراف الإنسان. لقد أصبحت جميع هذه التنبؤات حقيقة واقعة في يومنا هذا.
توسعت العروض التقديمية لتشمل العلماء، والفلاسفة، والموسيقيين ،ورجال الأعمال ورجال الدين. وأصبح TED واحداً من أهم الأحداث الفكرية والعاطفية للكثير من الناس سنوياً. وهذا ما حدث بالتأكيد مع ريادي الإعلام كريس أندرسون Chris Anderson الذي التقى ورمان عام 2000 لمناقشة مستقبل المؤتمر، مما أسفر عن الاتفاق عام 2001 على الاستحواذ على TED من قبل مؤسسة أندرسون "Sapling" غير الربحية، وأصبح أندرسون القيم عليها. ووفقاً لرؤيته الإبداعية التي جعلت TED على ما هو عليه اليوم، تمت إضافة ثلاث أحداث رئيسية إلى TED:
• TEDGlobal: مؤتمر شقيق يُعقد في مواقع مختلفة حول العالم.
• جائزة TED: يُمنح الفائز أمنية واحدة لتغيير العالم، ويتلقى مليون دولار لتحقيق فكرته.
• أحاديث TED: تعرض المحتوى المميز للأحاديث على الإنترنت مجاناً.
على الرغم من أن بداية المؤتمر تعود إلى عام 1984، إلا أن المنظمة لم تأخذ شكلها الحالي ببصمتها الواسعة الانتشار إلا قبل تسع سنوات. في عام 2006، عندما قررت إدارة TED وضع أرشيف للأحاديث المسجلة على الإنترنت مجاناً، كانت الفكرة أن هناك حدوداً لمدى تأثير الحديث على الجمهور المكون من ألف شخص حتى وإن كانوا متأثرين جداً. وقالت جون كوهين June Cohen المنتجة التنفيذية لوسائل إعلام TED: "كان هُناك الكثير من الشكوك، وساور الناس القلق حيال تغيير نموذج عملنا لأننا كنا ندير مؤتمراً للنخبة إلى حدٍ ما. و تنص الحكمة التقليدية أنه إذا كان لديك منتج فاخر، كمؤتمر للنخبة، سترغب بأن تحافظ على أسعارك مرتفعة وفكرتك الخاصة نادرة". وتضيف قائلة: "لم تحدث أي نكسة كما توقع البعض، وقام الناس بدفع الآلاف من الدولارات لحضور المؤتمرات، وقد كان هذا درساً لنا في قوة الانفتاح". قام TED بمواصلة ذلك عام 2008 عن طريق السماح لمجموعات منظمة بشكل مستقل في جميع أنحاء العالم بعقد مؤتمرات "TEDx" وترويج صيغة الحديث ب18 دقيقة. في نفس الوقت قامت المنظمة بإطلاق مشروع للترجمة، وخلق بُنية تحتية لأحاديث TED لتتم ترجمتها إلى أكثر من مائة لغة.
كيفية عمل حديث TED:
هو عبارة عن حديث يؤديه مُفكر، أو خبير أو فنان شغوف في عمله حول موضوعات متنوعة تتعدى حدود "التكنولوجيا، والتصميم والترفيه". يتم استخدام ثماني كاميرات احترافية مع تصميم وإضاءة احترافيين. وكانت نقطة التطور المهمة هي عرض الأحاديث على شبكة الإنترنت، حيث تحول من مؤتمر إلى منصة لعرض الأفكار، وهذا ما يمثله شعارها: "أفكار تستحق الانتشار"،عن طريق عرض فيديو محكم وقصير لجميع المتابعين. وأما بالنسبة إلى الانتقادات التي وُجهت إلى TED تقول كوهين: "كلما ازداد عدد الناس الذين تؤثر عليهم، كلما كنت مستهدفاً بشكل أكبر، إنه شيء طبيعي كنتيجة للنمو كمنظمة إعلامية".