و ان الصندوق اخطأ في تقديرة للاساسيات الاقتصاد المصري لذلك كانت هذه النتيجة في سقوط الجنيه و ارتفاع التضخم اكثر
من 100% حالياً مما ادى الى معاناة الشعب المصري اقتصادياً رغم ان التعويم كان بطلب من صندوق النقد الدولي .
اسباب الانهيار من وجهة صندوق النقد ..؟!
مشروعات عبثية : يقول صندوق النقد الدولي ان احد اسباب انهيار الجنيه بهذه القسوة و السرعة هو ضخ الحكومة المصرية
اموال ضخمة في مشاريع بدون اي جدوى او عائد اقتصادي في المستوى المطلوب مما اهدر هذه الاموال بغير مكانها .
المدخرات و ضوابط التحويل : السبب الثاني حسب صندوق النقد الدولي ان الحكومة كانت تراهن ان يقوم المصريين باخراج
مدخراتهم من الدولار بعد التعويم وضخها في جهاز الصرف الحكومي و لكن لم يحدث ذلك من غالبية المصريين لتوقعهم
ان الدولار سوف يرتفع و هذا ما حصل ، حيث ان الدولار انخفض لوقت قصير بعد التعويم و سرعان ما عاد لصعود بنفس
سعر السوق السوداء وقت التعويم 18 جنيه بل وتعداه ، اضافه لوضع الدول التي يعمل بها المصريين بالخارج ضوابت على
التحويلات من العملة الصعبة الى مصر .
الاموال الساخنة : و يقصد بها هنا صندوق النقد اذون الخزانة و التي قامت البنوك في مصر برفع الفائدة علية بنسبة 20%
و هذه تعتبر اعلى نسبة بالعالم تطرحها البنوك و الخطة كانت ان تجذب البنوك عبر هذه الخطوة قرابة 11 مليار دولار .
الا انها فشلت و لم يتم جذب سوى واحد مليار دولار فقط .
استثمار الاجانب و الدولار الجمركي : كانت تراهن الحكومة ايضاً على اغراء الاجنبي لدخول في البورصة المصرية لكن لم
يتم جذب سوى 400 مليون دولار فقط ، اضافة لتحديد الدولار الجمركي على 20 دولار الذي رفع من قيمة الواردات
و بنت اغلب الشركات ميزانيتها على 20 جنيه امام كل واحد دولار .
-------------------
كما يتضح لي ان صندوق النقد الدولي نادم على الضغط على الحكومة المصرية لتسريع التعويم لعدم ادراكه مدى
هشاشة الاقتصاد المصري بهذه المرحلة ، و هذا خطأ طبعاً يدفع ثمنه الان المواطن المصري و الشعب المصري
من قوت يومه بالمعاناة الاقتصادية ، ان صح التعبير بعد ما (خربوها) جائوا لتبرير و تناسوا مساومتهم الحكومة المصرية
على 12 مليار دولار قرض من الصندوق مقابل تسريع التعويم ..!