ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي و تداول سعر النفط في مستوياته المعتادة منذ يومين، كانت أسباباً من الممكن أن تؤثر سلباً في أسعار الذهب و الفضة لكن في المقابل نرى بأن الذهب و الفضة يقاومان ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي بسبب التركيز على الذهب كملاذ آمن جراء الظروف السياسية الغير مستقرّة في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا إلى جانب التوتر الاقتصادي في العالم جراء احتمال ارتفاع مستويات التضخم و ضعف النمو الاقتصادي.
هذا اليوم، نرى سعر الذهب و الفضة مستمران في التداول الإيجابي، بين طلب الذهب كملاذ آمن و بين طلب الفضة من قبل المضاربين، لكن القلق تجاه النمو في الاقتصاد الدولي و احتمالات أن تقوم الصين بمزيد من التصعيب في شروط الائتمان.
يتداول سعر الذهب اليوم عند مستوى 1430.50 دولار للأونصة مكتسباً 0.11% من إغلاق نيويورك الأخير و ارتفع أيضاً سعر الفضة بمقدار 0.06% هذا اليوم. أما البلاتين، فيتداول في هذه اللحظات على انخفاض مقداره 0.50%. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:37 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:37 بتوقيت نيويورك)
تداولات الأسواق الآسيوية هذا اليوم مالت للسلبية بعد بيانات اقتصادية مقلقة صدرت من الصين، حيث نرى بأن مؤشر نيكاي الياباني أغلق على انخفاض مقداره 1.46% و كذلك مؤشر شنغهاي الصيني الذي انخفض بمقدار 1.47%. مؤشر هانج سينج يتداول الآن في انخفاض مقداره 0.94% و كذلك العديد من المؤشرات الأخرى تتداول حالياً في ميل نحو الهبوط.
أظهرت بيانات هذا اليوم انخفاضاً حاداً في الصادرات و كذلك الواردات الصينية مما يشير إلى تباطؤ عميق في التجارة الصينية، إن تأثير الصين في الاقتصاد الدولي كبير باعتبار الصين الاقتصاد الثاني الأكبر حجماً في العالم، و مع مثل هذه البيانات التي شاركت بيانات أستراليا الغاية في السلبية ناحية الوظائف، نرى القلق عاد ليسيطر على الأسواق المالية تجاه التعافي الاقتصادي الدولي .
من ناحية أخرى، يزداد التوتّر السياسي في ليبيا، و نرى بأن الأوضاع السياسية في مصر لم تستقر بعد. هذا و هنالك دول في الخليج العربي تشهد أيضاً حالات من عدم الارتياح السياسي مما يقلق الأسواق المالية الدولية عامة. بيانات التجارة الألمانية هذا اليوم كانت سبباً آخر لأن نرى ضغوطاً سلبية على التوقعات المستقبلية للاتحاد الأوروبي، ألمانيا أكبر اقتصاد مؤثر في أوروبا و نرى بأن الصادرات في الاقتصاد الذي يعتمد في الأصل على الصادرات قد انكمشت بمقدار 1.0% خلال شهر كانون الثاني-يناير الماضي.
طلب الذهب مستمر، و كذلك المضاربة في الفضة مستمرة، لكن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي يقلل التأثيرات لهذه الطلبات. أيضاً التداولات الجانبية في سعر برميل النفط في مستويات بين 104.00 و 106.00 معظم الجلسات الأخيرة يجعل من تداولات أسواق المعادن الثمينة محدودة بعض الشيء.
الإيجابية قائمة، و الطلب مستمر على الذهب و الفضة برغم السلبية التي يتداول فيها سعر البلاتين. بشكل عام، نرى بأننا أمام احتمال اتجاه صاعد في الذهب و الفضة مع استمرار القلق تجاه التعافي الاقتصادي في العالم اقتصادياً و سياسياً و بذلك لا نستبعد عودة الاتجاه الصاعد بشكل أكثر وضوحاً. لكن في المقابل، يجب أن نرى بعض الضعف في الدولار الأمريكي لجعل قوى الطلب أكثر وضوحاً في سعر الذهب بالدولار.