سجلت عقود الذهب الآجلة أعلى سعر لها في أكثر من 3 أشهر بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية الناعمة، والتي رفعت من حالة عدم اليقين المتعلقة بتوقيت رفع أسعار الفائدة.
ففي قسم كومكس من بورصة نيويورك التجارية، تداولت عقود الذهب الآجلة تسليم كانون الأول/ديسمبر بين 1191.40 دولار للأونصة وهو أعلى سعر لها منذ 22 حزيران/يونيو، وأدنى سعر لها اليوم عند 1174.50 دولار للأونصة، قبل أن تتداول عند 1187.20 دولار بإرتفاع قدره 7.50 دولار أو ما يعادل 0.64٪. وجاء وصول الذهب لهذا السعر الأعلى له منذ عدة أشهر بعد أن إرتفع بنسبة 7٪ منذ بداية الشهر.
ومن المتوقع أن تجد عقود الذهب الدعم عند 1143.0 حيث أدنى سعر ليوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، والمقاومة عند 1204.0 حيث أعلى سعر ليوم 1 حزيران/يونيو.
وفي وقت سابق اليوم، صدرت مجموعة من البيانات الأمريكية أثرت بشكل مباشر على تداولات الذهب، من ضمنها معونات البطالة الأمريكية حيث أظهرت البيانات التي أعلنتها وزارة العمل الأمريكية أن الطلبات الأولية للحصول على المعونات قد تراجعت بمقدار 7 الاف طلب الأسبوع الماضي إلى ما مجموعه 255 ألف طلب لتعادل أدنى مستوى لها في 42 عاماً. وكان المحللون يتوقعون إرتفاع الطلبات بمقدار 8 الاف طلب إلى 270 ألف طلب.
وفي ذات الوقت، أظهرت بيانات أخرى أن مؤشر أسعار المستهلكين الشهري قد تراجع بمقدار 0.2٪ الشهر الماضي، كما كان متوقعاً، وبعد تراجعه بنسبة 0.1٪ في آب/أغسطس. أما مؤشر أسعار المستهلكين السنوي فلقد بقي ثابتاً في أيلول/سبتمبر، بينما كانت التوقعات تترقب تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1٪.
كما إرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الشهري بنسبة 0.2٪ الشهر الماضي، بينما كانت التوقعات تترقب إرتفاعاً بنسبة 0.1٪. أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي السنوي فلقد إرتفع بنسبة 1.9٪ في أيلول/سبتمبر، بينما كانت التوقعات تترقب إرتفاعاً بنسبة 1.8٪.
وينظر مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى مؤشرات الأسعار الأساسية كمقياس مفضل للضغوط التضخمية على المدى الطويل لأنها تستبعد فئات المواد الغذائية والطاقة المتقلبة الأسعار بشكل موسمي. ويحاول البنك المركزي الوصول بالتضخم في البلاد إلى مستوى 2٪ من التضخم الأساسي أو أقل من ذلك قليلاً.
وفي تقرير منفصل، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن مؤشر ظروف العمل العامة قد سجل قراءة قرها -11.4 نقطة الشهر الحالي، مقابل -14.7 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون أن يرتفع المؤشر إلى -8.0 نقطة في تشرين الأول/أكتوبر.
وهدأت هذه البيانات التي يغلب عليها التفاؤل من المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي ودفعت الأسواق لتوقع تقديم موعد رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، كان توقيت رفع أسعار الفائدة من طرف بنك الاحتياطي الفيدرالي مصدرا دائما للجدل في الأسواق العالمية.
وغير الدولار إتجاهه بعد صدور هذه البيانات أمام أغلب العملات الرئيسية وتحول من التراجع إلى التقدم وعلى نطاق واسع مقابل العملات الرئيسية الأخرى في أعقاب البيانات، ليبدأ تعافيه من أدنى مستوى له في شهرين ونصف تقريباً.
ومن المفترض أن تتسبب التوقعات بارتفاع معدلات الفائدة في تعزيز الإتجاه الهبوطي للذهب، حيث سيدفع ذلك المعدن النفيس للتنافس على الحصول على أموال المستثمرين مع الأصول ذات العائد الذي يرتفع بإرتفاع سعر الفائدة.
هذا وإرتفع مؤشر الدولار الأمريكي والذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى بنسبة بلغت 0.30٪ ليسجل قراءة قدرها 94.63 بعد أن كان متراجعاً في وقت سابق من الجلسة، وسجل أدنى مستوى له منذ 26 آب/أغسطس عنج 93.83.
ومن بين أخبار المعادن الثمينة كذلك، إرتفعت عقود الفضة الآجلة تسليم كانون الأول/ديسمبر بنسبة بلغت 0.24٪، أو ما يعادل 3.8 سنتاً، لتتداول عند 16.155 دولار للأونصة.
كذلك في بورصة كومكس، إرتفعت عقود النحاس الآجلة تسليم كانون الأول/ديسمبر بنسبة بلغت 0.29٪، أو ما يعادل 0.7 سنتاً، لتتداول عند 2.423 دولار للرطل.
وتحققت مكاسب النحاس بعد أن ساعدت التوقعات بأن يتخذ أصحاب القرار في الصين أجرائات جديدة لمساعدة الإقتصاد الصيني على الإنتعاش بعد صدور فيض من البيانات الإقتصادية التي أكدت التراجع في نمو ونشاط ثاني أكبر إقتصاد في العالم.
وتعتبر الأمة الآسيوية العملاقة هي المستهلك الأكبر للنحاس في العالم، حيث كانت قد إستهلكت ما يمثل تقريبا 40٪ من الاستهلاك العالمي خلال العام الماضي.