بوريس جونسون يتخلى عن الترشح لخلافة كاميرون بسبب “مفاجأة غير سارة”
أعلن رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الذي قاد الحملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي تخليه عن خوض السباق لخلافة رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون.
وبعد ان عدد المهام التي تنتظر الرئيس المقبل للحكومة البريطانية، قال جونسون انه “خلص الى ان هذا الشخص لا يمكن ان يكون انا”.
وكانت الحملة لخلافة ديفيد كاميرون بعدما قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الاوروبي قد اتخذت منحى لا يخدم جونسون مع الاعلان المفاجئ عن ترشح حليفه السابق وزير العدل مايكل غوف.
وقرر الاتحاد الاوروبي اعطاء المملكة المتحدة بعض الوقت لبدء مفاوضات الخروج من الاتحاد. وسيعرف اسم رئيس الوزراء البريطاني الجديد في التاسع من ايلول/سبتمبر بعد تصويت اعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 150 الفا للاختيار بين مرشحين يعينهما نواب الحزب.
وكان المرشحان الاوفر حظا وزيرة الداخلية تيريزا ماي التي تعد مرشحة توافقية ورئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الذي كسب الرهان بفوز مؤيدي الخروج من الاتحاد.
لكن اعلان وزير العدل البريطاني مايكل غوف أحد قادة الحملة المؤيدة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي صباح الخميس ترشحه يمكن ان يغير الوضع ويضعف موقع جونسون.
وقال غوف، وهو حليف بوريس جونسون في الحملة التي سبقت الاستفتاء “مع الاسف توصلت الى نتيجة تفيد ان بوريس جونسون لا يستطيع تولي القيادة او بناء فريق للمهمة التي تنتظرنا” اي اجراء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
واعلنت تيريزا ماي في مؤتمر صحافي ترشيحها لخوض السباق.
وكتبت في رسالة نشرتها صحيفة “تايمز”: “بعد استفتاء الاسبوع الماضي يحتاج بلدنا الى قائد قوي ومعترف بمؤهلاته لاجتياز هذه الفترة من الغموض الاقتصادي والسياسي، ولاجراء مفاوضات حول افضل الطرق للخروج من الاتحاد الاوروبي”.
وكشف استطلاع للرأي اجراه معهد يوغوس لصحيفة “تايمز” وشمل الفا من انصار المحافظين لكنه لا يأخذ في الاعتبار ترشح غوف، أن وزيرة الداخلية ستحصل على 36% من الاصوات متقدمة بذلك على جونسون (27%)، وسيحصل المرشحون الآخرون على اقل من 7%.
ويفترض ان يستكمل الطامحون الى المنصب إعلان ترشيحاتهم الخميس.
وكان وزير العمل ستيفن كراب الوحيد الذي اعلن ترشحه رسميا حتى يوم الأربعاء.
وسيكون بين المرشحين ايضا وزير الدفاع السابق ليام فوكس كما قالت مصادر في محيطه.
المرأة الحديدية الجديدة
والمعروف عن تيريزا ماي تشكيكها في جدوى الاتحاد الاوروبي، وقد اثارت مفاجأة باعلانها الوقوف في معسكر البقاء في الاتحاد الاوروبي في اطار الانضباط الحكومي.
وبما انها حرصت على الا تخوض الحملة في الصف الاول يرى فيها العديد من المحافظين تسوية يمكن ان تسمح بلم شمل حزب يعاني من انقسامات عميقة.
اما بوريس جونسون فقد قادة معسكر الخروج من الاتحاد الاوروبي وبدا مرشحا بطبيعة الحال لخلافة كاميرون وإن كان حوالي% من النواب المحافظين صوتوا مع بقاء المملكة في الاتحاد.
وقال والده ستانلي المعارض للخروج من الاتحاد ان “بوريس اثبت انه رابح ومتحدث رائع يتجاوز الخطوط السياسية ويصل الى كل الناخبين”.
وستكون المنافسة حادة بين تيريزا ماي التي تبدو “امرأة حديدية” وفي بعض الاحيان قاسية وبوريس جونسون الذي لم يخف طموحه الى المنصب على الرغم من مظهره البسيط.
ويتوقع ان يواجه الرجل الذي يلقب “بو-جو” ويتمتع بشعبية كبيرة وكان توافقيا الى حد كبير خلال سنواته الثماني على رأس بلدية لندن موقفا عدائيا جديدا عليه من قبل انصار البقاء في الاتحاد الاوروبي وكذلك من قبل بعض الذين صوتوا مع الخروج من الاتحاد الذين يدينون الرسائل الملتبسة التي تفتقد الى الاستراتيجية.
ويشكك عدد كبير من نواب حزب المحافظين المؤيدين للخروج من الاتحاد الاوروبي في قدراته على اجراء المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي التي يبدو انها ستكون شاقة كما قال احدهم لصحيفة “ذي غارديان”.
ولم تتردد تيريزا ماي في استهداف جونسون من دون تسميته، معتبرة أنه “يجب ان يتذكر البعض ان الحكومة ليست لهوا، إنها مسألة جدية لها عواقب حقيقية على حياة الناس”.
لا مفاوضات قبل تفعيل المادة 50
وبعد خمسة ايام من الاستفتاء، حذر القادة الاوروبيون الاربعاء من ان المملكة المتحدة لا تستطيع الاحتفاظ بامتيازات السوق الواحدة بدون مقابل.
وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك “لن تكون هناك سوق واحدة حسب الطلب” رافضا كل نوايا لندن المتعلقة بالحد من حرية تنقل الاشخاص.
واكدت الدول الـ 27 ايضا من جديد انها لن تجري “اي نوع من المفاوضات” قبل ان تقوم لندن بتفعيل بند الخروج من الاتحاد الاوروبي اي المادة 50 من معاهدة لشبونة.
من جهة اخرى، اكدت فرنسا واسبانيا التي تواجه خطر انفصال كاتالونيا، انهما تعارضان مشاركة اسكتلندا في اي مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي بعد خروج بريطانيا.
وقال رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي ان “المعاهدات الاوروبية تناقض ذلك، وإذا رحلت المملكة المتحدة فسترحل اسكتلندا من مؤسسات الاتحاد الاوروبي”.
وردت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن “نحن في بداية العملية”، مؤكدة انها “متشجعة بالرغبة في الاصغاء” التي ابداها رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر اللذين التقتهما في بروكسل.
وتسود الفوضى صفوف حزب العمال ايضا، وبينما يتمسك زعيم المعارضة جيريمي كوربن بمنصبه على الرغم من طلب 80%من نواب الحزب رحيله قدم نائب الرئيس اعتذاراته الى الامة عن هذا الوضع.
واعلنت وسائل الاعلام البريطانية مساء الاربعاء ان انجيلا ايغل، أحد الاعضاء المستقيلين من حكومة الظل التي يقودها كوربن يمكن ان تتحداه في انتخابات جديدة على رأس الحزب.