التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب مشرف على إنهاء الأسبوع على ارتفاع
ارتفع سعر كل من الذهب و الفضة خلال جلسة أمس و هذا اليوم، فانخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي إلى جانب القلق تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية، أسباب تدفع في المعادن الثمينة للارتفاع، خصوصاً مع انتظار المتداولين لبيانات الوظائف الأمريكية هذا اليوم و التي قد تسبب تذبذب كبير في الأسواق المالية، فيتم استخدام المعادن الثمينة لتخفيض مخاطرة التذبذب في الأسواق.
يوم أمس، حافظ كل من البنك المركزي الأوروبي و البنك البريطاني على سعر الفائدة، لكن عاد البنك المركزي الأوروبي للعمل في السياسات المالية الغير اعتيادية من خلال برنامج شراء السندات المدعومة ابتداء من الشهر القادم تشرين الثاني، و تقدّر الخطّة هذه بحوالي 40 مليار يورو. كذلك، رغم أن البنك البريطاني حافظ على سعر الفائدة عند نفس المستوى، إلا أن البنك رفع سقف برنامج شراء الأصول من 200 مليار جنيه إلى 275 مليار جنيه، و كل من البنكين يهدفان لدعم الاقتصاد في ظل تعمّق التباطؤ الاقتصادي الدولي و أزمة الديون السيادية الأوروبية.
هذا اليوم، خفّضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لـ 12 بنكاً بريطانياً، و هذا التخفيض أيضاً كان داعماً لأسواق المعادن الثمينة، كما و أن السياسات المالية التي اتخذت من قبل البنك البريطاني و البنك المركزي الأوروبي، من شأنها أن تزيد طلب المعادن الثمينة، خصوصاً و أن البنك المركزي الأوروبي أشار من خلال تصريح السيد تريشيه أمس بأن مستوى التضخم قد يبقى فوق مستويات 2.00% هذه السنة، أي فوق مستوى البنك المثالي المطلوب، و هذا داعم لطلب الذهب.
خلال جلسة نيويورك أمس، شهدنا جلسة إيجابية في مؤشرات الأسهم، و تبعت هذه الجلسة جلسة أوروبا التي انتهت فيها تداولات أسواق بريطانيا و ألمانيا بإيجابية. إن الاتجاه الصاعد الذي شهدته أسواق الأسهم، تطلّب أيضاً المعادن الثمينة لتخفيض مخاطرة تلك الأسواق ذوات العائد المرتفع، بذلك، أغلق سعر الذهب جلسة نيويورك أمس على ارتفاع مقداره 0.47% عند سعر 1650.30 دولار للأونصة، فيما ارتفع البلاتين بمقدار 1.68% ليغلق الجلسة عند مستوى 1512.00 دولار. بالنسبة لسعر الفضة، فقد ارتفع أمس ارتفاعاً حاداً ليغلق جلسة نيويورك عند مستوى 31.93 دولار للأونصة مكتسباً حوالي 4.65%.
إن السياسات المالية التي تغيّرت في كل من البنك المركزي الأوروبي و البنك البريطاني، ساعدت على تحسين توقعات النمو في الاقتصاد الدولي مما دعم أسواق العائد المرتفع، لكن كذلك ما زال المتداولون قلقون جداً من أزمة الديون السيادية الأوروبية و حقيقة أن كل ما يتم فعله حالياً لا يستطيع أن يوقف امتداد الأزمة ولا إيقاف التباطؤ الاقتصادي الدولي، و هذا ما يفيد المعادن الثمينة بشكل واضح لتطلبها مع تغطية مخاطر حالة عدم اليقين.
أشار وزير الخزانة الأمريكي " تيموثي جيثنر " بأن أزمة الديون السيادية الأوروبية قد تكون ذات تأثير عميق على الاقتصاد الأمريكي، فيما أعطى إشارات على مخاطر أزمة الديون السيادية على القطاعات المصرفية الأوروبية بل على العالم كله. من الجهة الأخرى في العالم، أبقى البنك المركزي الياباني هذا اليوم على سعر الفائدة ثابتاً عند 0.10%، لكن جدد التزامه بخطط التحفيز و قام برفع برنامج شراء الأصول ليصل إلى 15 تريليون ين ياباني.
إن خطط التحفيز التي تم اتخاذها أمس من البنك المركزي الأوروبي و البنك البريطاني، و هذا اليوم من بنك اليابان، تبعت سياسة مالية اعتمدت في الفيدرالي الأمريكي من خلال تغيير في سياسة شراء الأصول و الانتقال من أدوات الدين قصيرة الأمد إلى أدوات الدين طويلة الأمد و التي يبلغ مقدارها 400 مليار دولار، و كلك ذلك حصل لدعم الأسواق المالية المتعثّرة و التي تثبت لنا الحاجة لملاذ آمن و احتياطيات تخفيض مخاطرة ، لكن ما يجب الانتباه له، هو توقعات مستويات التضخم وسط هذه التدخلات من البنوك المركزية لدعم الاقتصاد الدولي و كلها ذات تأثير إيجابي على المعادن الثمينة.
نستطيع أن نرى سعر الذهب اليوم و قد استمر في الارتفاع، ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1656.00 دولار بارتفاع مقداره 0.35%، و كذلك ارتفع سعر البلاتين بمقدار 0.53% ليتداول في هذه اللحظات حول مستوى 1520.00 دولار للأونصة. لكن الفضة، رغم ارتفاعها اليوم، إلا أنها عادت للانخفاض مجدداً ليتداول الآن على انخفاض مقداره 0.09% بسبب بعض عمليات جني الأرباح التي حصلت، لكن بشكل عام ما زال سعر الفضة ضمن نطاقه المرتفع لهذا الأسبوع.
هذا اليوم، سوف نكون مع بيانات الوظائف الأمريكية، و هذه البيانات قادرة على تحسين أو خفض الثقة في الأسواق بشكل واضح، و مثل هذه البيانات قد تسبب تذبذب هائل في الأسواق المالية. لذلك، علينا مراعاة هذه البيانات بشكل دقيق و التوقعات لهذه البيانات تشير إلى احتمال أن يكون الاقتصاد الأمريكي قد اكتسب 55 ألف وظيفة جديدة خلال الشهر الماضي، ليعوّض حالة التوقّف عن النمو في الوظائف التي حصلت خلال الشهر السابق له. تشير التوقعات أيضاً إلى أن نسبة البطالة قد تبقى عند 9.1%، و هذه البيانات قد نرى تفسيرات كثيرة لها حال صدورها، بين حقيقة وضع الاقتصاد الأمريكي المتباطئ و حاجته لتحسّن كبير في الوظائف، و بين توقعات دعم الفيدرالي للاقتصاد الأمريكي من خلال سياسة تخفيف كمي ثالثة.
المضاربة لعبت دوراً كبيراً في ارتفاع أسواق المعادن الثمينة خلال الأيام الماضية، و هذا قد يسبب موجات جني أرباح في حال حصل أي أمر يستدعي ذلك، و لذلك قد نرى المعادلة أكثر صعوبة هذا اليوم ، و يجب الانتباه بشكل كبير لتداولات اليوم.