ما خرج به يوم أمس اجتماع البنك المركزي السويسري كان مفاجئا للكثرة، متوقعا للقلة. ألإبقاء على الحد الاقصى للفرنك السويسري تجاه اليورو على ال 1.2000 جاء مفاجئا فاذا بالعملة السويسرية تعاود التحرر من الخوف، وتسجل أعلى مستوى منذ شهر سبتمبر الماضي.
الفائدة لا حاجة الان الى تحريكها، فالتضخم مستقر بالمدى القريب، ومرشح للتراجع بالمدى المتوسط. توقعات المركزي له التراجع الى 0.3% وهو مرجح. مخاطر الإنكماش تبقى الهمّ الأكبر بالنسبة للمسؤولين الماليين والاقتصاديين السويسريين. هذا ما جعل رئيس المركزي يؤكد بأنه جاهز لمعاودة التدخل إذا دعت الحاجة لذلك.
جاهز لمعاودة التدخل.. السوق لم يأبه للأمر، لأن التدخل إن حدث فليس الآن...
القلق في سويسرا كبير من تأثيرات الأزمة الاوروبية على اقتصاديات البلاد. الجزء الأكبر من صادرات الصناعة السويسرية تذهب الى الجيران الأوروبيين، كما أن الجزء الأكبر من إيرادات السياحة تأتي منهم أيضا.
القمة الأوروبية عززت الآمال في بادئ الأمر بتحولات إيجابية، ولكن معاودة ظهور الخلافات، ومواقف وكالات التصنيف الائتماني السلبية بددت الآمال، وأيقظت الحذر والتشكك من جديد.
فرنسا قد تفقد تصنيفها. ألمانيا مهددة أيضا. وناهيك عن إيطاليا وإسبانيا اللتان لم تعودا بحاجة لتعريف أو تدليل. تحركات السندات الإيطالية مثار خوف أوروبي مستمر والقمة الأوروبية لم تفعل فعلها الطيب على هذا الصعيد.
البنك المركزي لم يرفع الحد الادنى لليورو مقابل الفرنك الى 1.2500. لعل الوضع الذي يمرّ به اليورو حاليا هو ما دعا الى التمهّل، خوفا من الفشل في فرض القرار.
على كل حال الموقف يوحي بالضعف ولن يكون مستغربا لنا إن رأينا السوق مصمما في الإيام القادمة على مقاس إرادة المركزي وقدرته مجددا،مقاس ذلك بشراءات مكثفة للفرنك ومحاولة دفعه باتجاه ال 1.2000 مجددا. الماضي يدلّل على أن هذا الموقف غير مستبعد..
في الطريق ال 1.2200/10 محطة طلب منتظر محطة تالية على ال 1.2135..