يوم عاشوراء هو أفضل يوم في شهر المحرم، فيقع صيام يوم عاشوراء في منزلةٍ تلي منزلة صوم عرفة، ذلك أنَّ صيام يوم عرفة يكفِّر سنتين، أما صيام عاشوراء فيكفِّر سنة واحدة، وإن تكفير سنةٍ كاملةٍ لا شك في أنه خير كبير وفضل عظيم أيضًا.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ"؛ لذا يجب علينا أن نحرص على صيامه لتمحى الآثام والذنوب في عام كامل وما أكثرها، خاصة في زماننا هذا الذي هُجر فيه الدين فصار غريبًا، وفشت فيه جميع المعاصي والمنكرات والقبائح والرذائل.
مراتب صيام يوم عاشوراء
• أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم
• ويلي ذلك : أن يصام التاسع والعاشر
• ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم
في يوم عاشوراء نَجَّى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ : "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى تَصُومُونَه؟" فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ." فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأَمَرَ بِصِيَامِه"، فإن نجاة نبي الله موسى من عدو الله فرعون مناسبة عظيمة، لنصرة الحق على الباطل، وانتصار جند الله، وإهلاك جند الشيطان، وهذه بحق مناسبة يهتم بها كل مسلم؛ ولذا قال : "نحن أحق بموسى منكم"؛ ولِمَا عُرف فضل ذلك اليوم وشرفه فقد كان للسلف حرص كبير على إدراكه، حتى كان بعضهم يصومه في السفر؛ خشية فواته.
- فوائد صيام يوم عاشوراء:
• يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام .
• هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكراً لله.
• يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها.
• فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه.