ونود أن نوضح هنا إلى أن عملية الرهن العقاري كان لها وجود كبير في الأسواق منذ عقود في الولايات المتحدة الأمريكية و كانت تتم عن طريق البنوك و المؤسسات الائتمانية القوية وشركات الرهن العقاري, وكان معظم المؤسسات المالية تقوم بخلق (originating mortgages) عمليات الرهن و وتسجلها ضمن دفاترها, هذا بالإضافة إلى أن الشائع في نوعية هذه الرهونات كان:-
وتجدر الإشارة هنا إلى أن شركتي (Fannie Mae, Freddie Mac), هم أول من أشعل شرارة بدء الأزمة العقارية الأمريكية, وترجع نشأة شركة فاني ماي إلى عام 1968 المدعومة من قبل الكونغرس الأمريكي و الحكومة الأمريكية أو كما يطلق عليه Government Sponsored Enterprise GSE وتبع بعد ذلك بنحو عامين إنشاء مؤسسة فريدي ماك, هذه الشركتان قامت بتوفير السيولة للسوق الثانوي (سوق التداول) للرهونات العقارية, مما ساعد ذلك إلى مقدرتها على توفير السيولة لديها وذلك عن طريق بيع الرهونات العقارية التي لديها في هذا السوق و القيام بخلق المزيد من الرهونات الأخرى وذلك بدلاً من انتظار أجل الرهونات التي سبق إصدارها, ويعد ذلك من أكبر مسببات الأزمة و التي سوف يتم ذكر هذه العملية فيما بعد.
هذا وقد كان لشركتي فاني ماي و فريدي ماك الأثر الإيجابي على سوق الرهونات العقارية وذلك عن طريق توسعة ملكية المنازل على مختلف مستويات الأفراد في الولايات المتحدة, وكنتيجة لدعم الحكومة للشركتين الأمر الذي جعلهما محتكرتين للسوق العقاري وبالتالي ارتفاع أرباح هذه الشركتين لعقود.
وطبقاً لهذا الدعم الحكومي, يتولد نوع من الأمان و الثقة في هذه الشركات, عل إعتبار أن أي مشكلة مالية سوف تتعرض لها هذه الشركتان سوف تقوم الحكومة بدعمهم و هذا ما يطلق علي الضمان الضمني أو (Implicit guarantee), وقد ساعد هذا المفهوم (الضمان الحكومي الضمني) إلى الاقتراض عن طريق إصدار سندات المصنفة بــ AAA بعائد اقل مقارنة بالمؤسسات المالية الأخرى .
ونأتي هنا ونذكر عمليات الرهن العقاري والتي قامت كل من شركتي فاني ماي و فريدي ماك بالتوسع في عمليات إصدار الرهونات العقارية المدعومة بأصول عقارية أو ما يطلق عليها.....Mortgage-backed securities MBSs .
وقد قامت هذه الشركات بالشراء و الاستثمار في الرهونات العقارية و الرهونات العقارية المدعومة بأصول بمبالغ ضخمة, في الوقت الذي كانت فيه متطلبات كفاية راس المال لهذه الشركات اقل من متطلبات كفاية راس المال للمؤسسات والبنوك المالية الأخرى.