ارتفع سعر صرف اليورو هذا اليوم في ظل اتجاه المتداولين نحو طلب اليورو و تقليص تشاؤمهم حول أزمة الديون السيادية، حيث أن الانخفاض الحاد الذي حصل في سعر صرف اليورو كان بعد إعلان اليونان بأن صانعي القرار يتجّهون لإجراء تصويت شعبي على خطط التقشّف، و الأسواق المالية تعلم بأن الشعب اليوناني غير راض عن هذه الخطط. لكن، بعد أن تم دعوة رئيس الوزراء اليوناني باباندريو إلى اجتماع يتم مناقشه الموضوع معه من قبل القادة العالميين، أصبح المتداولون أقل تشاؤماً مما سمح لليورو بالارتفاع اليوم متجاهلاً سلبية البيانات الاقتصادية التي صدرت من الاتحاد الأوروبي.
البيانات الاقتصادية الأوروبية
أظهرت البيانات الاقتصادية الأوروبية اليوم انكماشاً في قطاع الصناعة الألماني بحسب ما أظهر مؤشر مدراء المشتريات الذي حقق مستوى 49.1، و رغم أن هذه القيمة أفضل من التوقعات، إلا أنها ما زالت تعبّر عن انكماش في القطاع. كذلك، ارتفعت البطالة في ألمانيا صاحبة الاقتصاد الأكبر في الاتحاد الأوروبي إلى مستوى 7.0% على نحو غير متوقع، و هذا بالتالي اعتبر سلبياً.
لكن، بسبب تقليل المتداولين تشاؤمهم وسط بعض القناعات التي تولّدت في الأسواق المالية بأن ميركل و ساركوزي سوف يقنعان اليونان في التخلّي عن التصويت الشعبي، نرى بأن البيانات السلبية لم تؤثّر كثيراً، خصوصاً بعد أن قال الرئيس الفرنسي " فاجأ هذا الإعلان أوروبا كلها، و الخطة هي السبيل الوحيد لحل مشكلة الديون في اليونان " قاصداً بذلك الاستفتاء الشعبي اليوناني المقترح.
حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي
استطاع سعر صرف اليورو هذا اليوم الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأدنى عند سعر 1.3634 ليحقق الأعلى له عند مستوى 1.3802 دولار لليورو الواحد. إن الحركة الصاعدة التي اتخذها اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم قد ترتبط في الثبات فوق سعر 1.3695 الذي يشير لها التحليل الفني بأنها أهم مستويات الدعم اللحظية للزوج، و الثبات فوق هذا المستوى قد يرجّح مزيداً من المحاولات لاختبار مستويات المقاومة التي أولها مستوى 1.3825 دولار لليورو الواحد.
البيانات الاقتصادية البريطانية و حركة سعر صرف الجنيه
بيانات مؤشر مدراء المشتريات للبناء في الاقتصاد البريطاني أظهرت ارتفاع النمو خلال شهر تشرين الأول، حيث أن المؤشر ارتفع من مستوى 50.1 إلى 53.9 نقطة، و هذا اعتبر إشارة إلى أن الاقتصاد رغم ضعفه الكبير، إلا أن هنالك محاولات أن لا يسقط ضحية الانكماش.
استطاع أيضاً الجنيه الإسترليني هذا اليوم أن يعوّض بعض الخسائر التي تكبّدها سابقاً مقابل الدولار الأمريكي، فالدولار الأمريكي انخفض هذا اليوم مقابل سلّة العملات الأجنبية، و هذا ما ساعد الجنيه الإسترليني على الارتفاع من مستوى 1.5913 ليصل مستوى 1.6046 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. إن تداولات الزوج الإيجابية حتى هذه اللحظة لم تكن قادرة على دفع الجنيه الإسترليني للاستقرار فوق 1.6050، و بذلك يبقى التحليل الفني متشاءماً حول الزوج، إذ أن الثبات ما دون ذلك المستوى قد يعيد الضغوط السلبية على الجنيه في أي لحظة.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
أصبحت التداولات ضيقة جداً على الزوج، حيث أن سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني تداول خلال جلسة اليوم بين الأعلى 78.41 و الأدنى 77.92، و التداولات الحالية تميل لصالح الدولار الأمريكي إلى حد ما، لكن بشكل عام، نستطيع أن نرى بأن التداولات الحالية التي حصلت بعد التدخّل في سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي لم تكن كافية لإبقاء الزوج في مستوياته المرتفعة التي تحققت في وقت سابق هذا الأسبوع.
التحليل الفني يظهر بأن استقرار التداول فوق مستوى 77.70 قد يبقي على الميل الصاعد للزوج، لكن في حال تم كسر مستوى الدعم المشار له، فقد نرى بأن الزوج يعود للانخفاض من جديد.