مع التوترات السياسية في الشرق الأوسط و شمال أفريقياً، و في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية و غيرها من البيانات الاقتصادية الهامة هذا الأسبوع، نرى المعادن الثمينة تتداول بإيجابية صاعدة مستفيدة من طلبات الملاذ الآمن التي تتجه لها و كذلك من طلبات المضاربين التي تستغل الارتفاع فيها. القلق تجاه التعافي الاقتصادي الدولي عاد ليؤثر مرّة أخرى في تداولات المعادن الثمينة إيجاباً و كذلك احتمال ارتفاع التضخم رغم توقعات ضعف وتيرة النمو أصبحت مقلقة و تكتسب المعادن الثمينة مزيداً من الجاذبية.
بتلك الأسباب، نرى المعادن الثمينة يلمع بريقها في الأسواق المالية جاذباً ا لمتداولين من كل اتجاه. فنرى الطلب لا يضعف رغم اقتراب سعر الذهب من الأسعار القياسية له و كذلك ارتفاع سعر الفضة ليتداول قرب أعلى مستوياته منذ ثلاثين عاماً. البلاتين ما زال يواجه بعض الضغوط السلبية إثر اعتباره معدناً صناعياً، و التوقعات الجديدة من الحكومة الصينية التي تشير إلى احتمال الانخفاض في أداء النمو الاقتصادي أعطى المتداولين سبباً لتوقع أن هذا قد ينعكس على أداء القطاعات الصناعية مما يبقي على البلاتين تحت بعض الضغوط السلبية، لكن في المقابل نرى البلاتين.
خلال تداولات نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب و أغلق عند مستوى 1411.20 دولار للأونصة مكتسباً 0.11% و كذلك ارتفع سعر الفضة و أغلق عند مستوى 33.98 دولار للأونصة بعد أن اكتسب 1.80%. البلاتين لم يحقق ارتفاعاً خلال تداولات نيويورك يوم أمس، بل على العكس واجه ضغوطاً سلبية و انخفض بمقدار 0.66% و أغلق عند سعر 1793.00 دولار للأونصة.
البيانات الاقتصادية التي صدرت من الولايات المتحدة يوم أمس أشارت إلى انخفاض في نمو الإنفاق الشخصي و كذلك شهدنا انكماشاً أكبر من المتوقع في مبيعات المنازل و هذا ما أثّر على البلاتين و دفعه للانخفاض بينما ساعد الذهب على الارتفاع متأثراً في طلب الملاذ الآمن. بالنسبة للفضة، فجذبت المضاربة بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية لتستمر في اتجاهها الصاعد القوي.
الارتفاع في مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس لم يكن سلبياً على طلبات الملاذ الآمن و لا على المضاربة التي اتجهت نحو الفضة. بل نرى بأن ارتفاع الأصول الاستثمارية لدى عديد من الجهات في الأصول المرتفعة العائد يصاحبه طلبات على الأصول الآمنة لتقليل مخاطر تلك الاستثمارات مرتفعة العائد. فيما البلاتين، فقد اعتبر يوم أمس ذو جاذبية قليلة جداً وسط مخاوف تأثيرات سياسيات تصعيب شروط الائتمان في الصين و كذلك التوتر في المنطقة العربية بأن يكونا سبباً لانخفاض أداء القطاعات الصناعية أهمها قطاع صناعة السيارات.
هذا اليوم، استمرت التداولات الإيجابية في أسواق الأسهم، حيث شهدنا جلسة إيجابية جداً في آسيا و استفادت الأسهم من انخفاض سعر برميل النفط، حيث أن الانخفاض في سعر برميل النفط قد يكون سبباً لأن نرى دعماً أكبر لحالة التعافي في الاقتصاد الدولي عكس الارتفاع في سعره الذي قد يكون ذو تأثير سلبي عليه برفع مستويات التضخم و تغيير العادات الاستهلاكية مضراً في مسيرة التعافي الاقتصادي.
يوم أمس، ارتفعت مؤشرات السلع رغم الانخفاض في سعر برميل النفط، حيث نرى بأن مؤشر S&P GSCI استطاع أن يحقق ارتفاعاً مقداره 0.29 نقطة رغم انخفاض سعر النفط يوم أمس، و كذلك شهدنا ارتفاعاً في مؤشر RJ/CRB للسلع و الذي يتأثر بشكل أكبر في أسعار المعادن الثمينة من المؤشر الأول.
تشهد المعادن الثمينة في هذه اللحظات موجة صاعدة جديدة، حيث نرى سعر الذهب اليوم يتداول عند مستوى 1415.00 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.27% و كذلك نرى سعر الفضة الآن يتداول بارتفاع مقداره 0.56% عند سعر 34.17 دولار للأونصة. البلاتين عوّض كل خسائر يوم أمس، و يتداول سعر البلاتين بارتفاع مقداره 0.67% معوضاً كل خسائره خلال جلسة نيويورك يوم أمس، يتداول سعر البلاتين عند مستوى 1805.00 دولار للأونصة.
اليوم ما زلنا في انتظار بيانات اقتصادية هامة جداً، أهمها اليوم بيانات البطالة الألمانية و بيانات التضخم الأوروبية، و كذلك مستوى البطالة في الاتحاد الأوروبي و تمتد البيانات أكثر إلى مؤشر ISM الأمريكي، هذه البيانات من المرجّح أن تكون محركّة قوية للأسواق المالية مما قد ينعكس على حركة المعادن الثمينة بوضوح.