التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
المعادن الثمينة في انتظار مستجدات حلول أزمة الديون السيادية
يصبح انتظار قرار الزعماء الأوروبيين أكثر سخونة، و نرى المتداولين في الأسواق المالية يشعرون في التوتّر في الانتظار الذي طال. هنالك بشائر تظهر بأن الخطّة قد تكون جيدة و قد تكون قادرة على تخفيف شدّة أزمة الديون، لكن الشك الذي يملأ الأسواق المالية الآن هو مدى كفاية الخطط التي سوف تصدر حتى تكون قادرة على منع امتداد الأزمة ليس لبعض الوقت، بل بشكل نهائي.
الأسواق المالية الأمريكية و الأوروبية أمس تداولت في إيجابية من ناحية أسواق الأسهم، فبيانات الشركات الإيجابية من الولايات المتحدة إلى جانب التفاؤل الذي ساد الأسواق دفع في مؤشرات الأسهم الأمريكية و الأوروبية أمس للارتفاع. لكن هذا اليوم، قام بنك الشعب الصيني بإصدار سندات متعددة الآجال لسحب 55 مليار يوان من القطاع المصرفي، حيث أن البنك يحاول إدارة السيولة في تداولات البنوك المفتوحة، و رغم أن هذه الخطوة ليست كبيرة، إلا أنها أقلقت الأسواق الآسيوية بعض الشيء هذا اليوم إذ أن البعض عاد ليحس في تهديد مزيد من التصعيب في الشروط الائتمانية في الصين مما دفع مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم للانخفاض.
أظهر مؤشر الثقة في الأعمال الصغيرة اليابانية انخفاضاً هذا اليوم لمستوى 46.4، و هذا يدل على توقعات انكماش في القطاع، و هذا أيضاً ضغط سلباً على الأسواق المالية الآسيوية، و سبب اضطراباً في التداول. فمؤشرات انخفضت منها مؤشر نيكاي الياباني، لكن في المقابل نرى بأن مؤشر شنغهاي المركّب الصيني و مؤشر هانج سينج حققا ارتفاعاً رغم خطوة بنك الشعب الصيني هذا اليوم. فهنالك تفاؤل في الأسواق المالية عموماً في انتظار قرارات القادة الأوروبيين، لكن هذا التفاؤل ممزوج في قلق كبير. لكن في اليابان، تصريح تم فيه تهديد الأسواق المالية من استمرار ارتفاع سعر صرف الين، و ما قد يسفر عنه من تدخل جديد في سعر صرف الين لخفضه، أقلق المتداولين حول وضع اليابان و الصادرات فيها، إذ أن بنك اليابان قد لا يتحدّث بهذه اللجة ما لم يكن هنالك داع كبير لذلك.
إن القلق الذي يشوب الثقة في الأسواق المالية يبقي على الميل الصاعد للمعادن الثمينة بشكل عام، فجلسة نيويورك أمس، و كذلك جلسة آسيا اليوم شهدتا تداولات إيجابية بالنسبة لأسعار المعادن الثمينة الرئيسية، و هذا الارتفاع في أسعار المعادن ساعد فيه بقاء سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية في مستويات متدنية. بذلك، ساعد انخفاض سعر صرف الدولار على تدفق سيولة إلى أسواق المعادن الثمينة شملت مضاربة ساعدت في ارتفاع الأسعار.
خلال جلسة نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 0.69% و أغلق الجلسة عند مستوى 1653.30 دولار للأونصة، كذلك ارتفع سعر الفضة بمقدار 1.08% و أغلق الجلسة عند مستوى 31.74 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة للبلاتين، فقد استطاع الارتفاع بمقدار 2.25% ليغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1545.00 دولار.
نستطيع أن نلاحظ بأن تداولات يوم أمس شملت تدفق طلب سببه التفاؤل في الأسواق المالية، و هذا أنشأ بعض التفاؤل في الطلب خصوصاً مع الارتفاع في أسعار السلع و البلاتين كان أكثر المعادن الثمينة استفادة خلال جلسة يوم أمس و هذا اليوم أيضاً.
نستطيع أن نرى سعر الذهب اليوم يتداول بإيجابية، فقد ارتفع سعر الذهب اليوم بمقدار 0.08% ليتداول في هذه اللحظات حول سعر 1654.60 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض بمقدار 0.28% إذ تعرّض لبعض عمليات جني الأرباح، لكن بالنسبة للبلاتين، فما زال يتداول بإيجابية و يتداول الآن عند سعر 1549.00 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.26%. هذه الأسعار المشار لها في هذه الفقرة كما هي في حوالي الساعة 03:08 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:08 صباحاً بتوقيت غرينتش ).
انتظار قرارات القمّة الأوروبية قد يكون سبباً لأن نرى ميلاً صاعداً في أسعار المعادن الثمينة، و ذلك بسبب طلب المعادن الثمينة أما لتغطية بعض المخاطر، او كملاذ آمن من حالة عدم اليقين، لكن ما يجب ملاحظته هو أن الاتجاه الصاعد ما زال ضعيفاً مما يشير إلى حذر كبير بين المتداولين في أسواق المعادن الثمينة، و هذا قد يؤدي إلى موجة جني أرباح واضحة في حال ظهر سبب يدفع المتداولين للخروج من أسواق المعادن الثمينة.