تعميق التعاون الصيني الأمريكي يفيد الاقتصاد العالمي - مقال -
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة Xinhua، أن التقارير تشير إلى موافقة الرئيس الأمريكى ترامب على دعوة الرئيس الصينى شي لزيارة الصين ، شي يحث على دفع التعاون الصيني-الأمريكي قدما في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والطاقة ، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى منتجع مار ألاجو بولاية فلوريدا لعقد قمة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وذلك في زيارة رسمية الى أمريكا خلال الفترة من 6 الى 7 ابريل الجاري. ويتجه الاهتمام نحو التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة في ظل العديد من القضايا الاخرى. وأن تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين لا يعود بالمصلحة على الشعبين فقط، وأنما نعمة بالنسبة للاقتصاد العالمي.
التكامل في عملية تحويل نمو الاقتصاد
عند أقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في عام 1979، كان حجم التجارة الثنائية 2.5 بليون دولار فقط، وفي عام 2016، يرتفع إلى 519.61 بليون دولار. من بينها، شهدت الطائرات والمعدات الطبية والمنتجات الزراعية وغيرها من المنتجات الامريكية طلبا قويا في الصين، ودخلت قهوة ستاربكس وماكدونالدز وبيتزا هت وول مارت الكثير من حياة الشعب الصيني اليومية. وبالمثل، يستفيد المستلك الأمريكي من الملابس ولعب الاطفال والمعدات الكهربائية وغيرها من السلع الاخرى التي تجمع بين الجودة والسعر المنخفض.
ويرى رئيس غرفة التجارة الامريكية الصينية شي تشن أن اختيار السوق جعل الاقتصاد الصيني والامريكي متكاملين ومترابطين الى حد كبير، وقد شكلت العلاقات التجارية بين البلدين ونمط المصالح "موجود حيث أنت موجود، وانت موجود حيث انا موجود، لا احد ينفصل على احد."
وأشارت باحثة بمركز أبحاث الإقتصاد العالمي بالمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، تشن فنغ يينغ، إلى أن التنافس والتكامل الاقتصادي بين الصين وامريكا موجود على المدى الطويل. " في الماضي، يعكس التكامل الاقتصادي والتجاري بين البلدين في "تصدير أمريكا راس المال الى الصين، وتصدير الصين المنتجات الى أمريكا"، والآن، تحسنت الصين بشكل كبير من حيث الفضاء وتطبيقات الانترنت والبنية التحتية والقدرات التصنيعية، وينعكس التكامل التجاري بين الصين وامريكا ايضا بتوفير المزيد من السلع العامة والراس المال والخبرة في التنمية ومفهوم مستوى الحوكة العالمية وغيره." وأضافت تشن فنغ يينغ: " لا يحتاج الجانبان إلى مثل هذا التكامل فقط ، وإنما يحتاج إليه الاقتصاد العالمي أيضا."
السعى المشترك للتنمية والسلام رغم وجود الاختلاف
" كثيرما يتركز الرأي العام على الفائض التجاري للصين بالنسبة لامريكا في سياق التبادلات الاقتصادية والتجارية الثنائية. في الواقع، الإحتكاك والخلافات هو أمر طبيعي بالنسبة لدول التجارية الكبرى، ويجب أن ننظر الي ذلك بهدوء ."
يمكن لقوة الإمكانية القابلة للتحقيق جلب المصالح، والتعايش السلمي برغم الاختلاف يمكن حل الخلافات. ويرى العديد من الخبراء أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أمريكا ستعمق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الذي يجلب فرصة نادرة. قال كينت كاير مدير مركز دراسات شرق آسيا في جامعة جونز هوبكينز، أن قمة الصين وأمريكا نفسها هي علامة جيدة، ويمكن للصين توفير فرص العمل المحلية في أمريكا من خلال الاستثمار المباشر والتجارة الالكترونية. وقال لي وي باحث بمعهد بحوث استراتيجية التنمية الوطنية في جامعة الشعب الصينية، أن الشعب الامريكي يشعر بفوائد ملموسة من النمو الاقتصادي في الصين وتنمية قدرات انفاق الشعب الصيني الى حد كبير.
وقد أظهرت الدراسات أن في عام 2015 ، بلغت قيمة صادرات الامريكية من السلع والخدمات 165 بليون دولار، دعمت 910 ألف وظيفة امريكية. ومن المتوقع أنه في عام 2022، تصل الصادرات الامريكية الى الصين إلى 530 بليون دولار، وخلق أكثر من 2.5 مليون وظيفة في أمريكا. وبحلول ذلك الوقت، فإن الصين ستتفوق على كندا والمكسيك لتصبح أكبر وجهة تصدير للبضائع الامريكية.
" الآثار الجانبية " تستحق الانتظار
إذن، ماذا يعني تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا بالنسبة للاقتصاد العالمي؟ يشير الخبراء إلى أن سكان الصين وأمريكا يمثلان 23٪ من سكان العالم ، ويمثلان 40 ٪ من اجمالي الناتج الاقتصادي العالمي، وتشكلان 1/5 من الصادرات العالمية، و 30٪ من الاستثمار الاجنبي ورؤوس الاموال الاجنبية العالمية، وبالتالي تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا غير مواتية للشعبين فقط، ولكن سيحقق إيجابية كبيرة في الاقتصاد العالمي أيضا.
وقالت تشن فنغ يينغ: "مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا سيكون له تاثير مباشر على عملية الانتعاش الاقتصادي العالمي.على سبيل المثال، توصل البلدين الى اتفاق حول معاهدة الاستثمار الثنائية (BIT) واتفاقية التجارة الحرة (FTA) وغيرها مستقبلا، سيكون له تأثير كبير على أوروبا وأسيا واقتصادات أخرى في العالم. وكمثال آخر، تعزيز التعاون بين الصين وأمريكا في بناء البنية التحتية سيعزيز فعالية العمل المشترك في جميع انحاء العالم. ولا ينبغي الاستهانة بآثار جانبية ايجابية لبعضها التي تفضي أساسا إلى تعزيز جولة جديدة من العولمة.
وفي الوقت نفسه، أشار العديد من المراقبين في الداخل والخارج أيضا إلى أنه على الرغم من أن اللقاء من غير المرجح أن تحل كل المشاكل، ولكن زيارة الرئيس شي ستساعد بلا شك في تحسين التفاهم وتوسيع التوافق بين البلدين، والسعي لتحقيق الفوز المشترك، وذلك لانشاء بيئة خارجية للصناعات والتجارات والاستثمارات الجديدة في اقتصاد عالمي. ويمكن القول، في ظل اهتمام الاقتصادات الرئيسية المتزايد بالاقتصاد الحقيقي وانتعاش الصناعات التحويلية، فإن أهمية قمة الصين وأمريكا كبيرة وواضحة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي.