من دراسة للاستاذ / حسام زيدان
نبذة عن مبادئ نظرية أمواج ايليوت
نظرية أمواج ايليوت سميت هذه النظرية نسبة إلى "رالف نيلسون إيليوت" و هي مستوحاة من "نظرية داو" المبنية على الملاحظات الموجودة في الطبيعة. فقد إستنتج "إيليوت" بأنه من الممكن التنبؤ بتحركات أسواق الأسهم من خلال مراقبة و تحديد الأنماط المتكررة للأمواج. في الواقع، فإن نظرية أمواج إيليوت تقول بأن الأمر ليس محدوداً بالأسهم، بل أن كل تصرفات الإنسان تتأثر بهذه التسلسلات من الأمواج التي يمكن تحديدها.
قام إيليوت ببناء نظريته جزئياً بالإعتماد على نظرية "داو" التي تقوم أيضاً بتحديد تحركات الأسعار على شكل أمواج، إلا أن إيليوت إكتشف الطبيعة الكسرية لأنشطة السوق. و عليه تمكن من تحليل السوق بشكل أكثر عمقاً، وقام بتحديد الخصائص الثابتة لأنماط الأمواج ، و تحديد توقعات سوقية إعتماداً على الأنماط التي قام بتحديدها.
تعريف أمواج إيليوت
إنتبه "رالف إليوت" في الثلاثينات من هذا القرن بأن الأسواق تظهر بعض الأنماط المتكررة. كانت بحوثه الأولى مع بيانات أسواق الأسهم لمؤشر داو جونز الصناعي المتوسط. فقام من خلال هذا البحث بتحديد الأنماط أو الأمواج التي تكرر في السوق. و رأى أنها تتحرك بشكل بسيط في إتجاه النمط، ما عدى 5 أمواج. و أن أي تصحيح معاكس للنمط يكون في 3 موجات. تم إعطاء الموجات التصحيحية الثلاث الأحرف "A,B,C" ، و يمكن مشاهدة هذه الأنماط في جداول المدى البعيد و القصير، و بشكل مثالي، يمكن تحديد الأنماط الصغيرة ضمن الأنماط الكبيرة. و من هذا المنطلق، فإن أمواج إيليوت تبدو كقطعة من "البروكلي" حيث تبدوا القطعة الصغيرة مثل القطعة الكبيرة التي قطعت منها. هذه المعلومات (حول وجود القطع الصغيرة ضمن القطع الكبيرة) مصحوبة بعلاقات "فيبوناتشي" بين الأمواج، تمنح المتداول درجة من التوقع أو التنبؤ عند البحث عن و تحديد فرص التداول بوجود معدلات مكافأة/ مخاطرة ثابتة.
كان هناك العديد من النظريات حول أصل و معنى الأنماط التي إكتشفها إيليوت، بما في ذلك التصرفات الإنسانية و التناغم الطبيعي. إلا أنه عند تطبيق هذه القواعد على التحليل الفني للسوق (الأسهم، السلع الأساسية، العقود الآجلة، إلخ) نرى بأنها مفيدة بغض النظر عن أصلها.
تبسيط تحليل نظرية أمواج إيليوت
تحليل نظرية أمواج إيليوت هو عبارة عن مجموعة من الأساليب المعقدة. و تقريباً ما نسبته 60% من هذه الأساليب تعد بسيطة و سهلة الإستعمال. أما الـ 40% المتبقية فمن الصعب تحديدها، و خصوصاً بالنسبة للمبتدأ. النهج العملي و المتحفظ يدعوا إلى إستعمال الـ 60% الواضحة.
لماذا لا نقوم بالبحث عن سوق بديل يتماشى مع أنماط نظرية أمواج إيليوت التي يمكن تحديدها بسهولة عندما يكون التحليل غير واضح.
بعد أعوام من الصراع و الجهد، توصلنا إلى النهج العملي التالي في إستعمال مبادئ نظرية أمواج إيليوت في التداول.
يمكن تصنيف نظرية أمواج إيليوت إلى قسمين رئيسيين إثنين:
• أنماط إندفاعية.
• أنماط تصحيحية.
أساسيات نظرية أمواج إيليوت – الأنماط الإندفاعية
تتكون الأنماط الإندفاعية من 5 أمواج. يمكن أن تكون الأمواج الخمسة بإتجاهات للأعلى أو للأسفل. (أنظر إلى الأمثلة في الأسفل). الموجة الأولى تكون في العادة عبارة عن تجمع صغير مع مشاركة عدد قليل من المتداولين. و بعد إنتهاء الموجة الأولى، يقوم المتداولون ببيع السوق في الموجة الثانية. تكون عملية البيع في الموجة الثانية شرسة جداً. و تنتهي الموجة الثانية دون التسبب في إنخفاضات جديدة، و بعدها يبدأ السوق في التحول إلى تجمع جديد.
المراحل الأولية من الموجة الثالثة تكون بطيئة، و تتجه في النهاية إلى أعلى التجمع الأول (أعلى الموجة 1). في هذه النقطة، يكون هناك العديد من التوقفات فوق الموجة (1).
المتداولون ليسوا مقتنعين بالنمط المرتفع، و يقومون بإستعمال هذا التجمع للقيام بالمزيد من تداولات الفترات القصيرة. إذاً من أجل أن تكون تحليلاتهم صحيحة، يجب أن لا يأخذ السوق موقع قمة التجمع السابق.
و لهذا، توضع العديد من التوقفات فوق الموجة (1).
تزداد سرعة الموجة (3 ) و تصبح فوق الموجة (1)، و عندما يتم تجاوز قمة الموجة (1)، تبدأ نقاط التوقف بالعمل. و تترك الفجوات مفتوحة بالإعتماد على عدد التوقفات. و هذه الفجوات هي مؤشر جيد على عمل الموجة ( 3)، بعد أن تخرج نقاط التوقف، يحصل تجمع الموجة ( 3) على إهتمام المتداولين.
سلسلة الأحداث التالية تكون كما يلي: المتداولون الذين كانوا بعيدين عن النقاط المنخفظة، أصبح الآن لديهم ما يسرهم. و من الممكن أيضاً أن يقوموا بإضافة وضعيات جديدة. المتداولين الذين تم إيقافهم (بعد أن كانوا منزعجين لفترة) قرروا أن النمط مرتفع ، و قرروا أن يشتروا في هذا التجمع. كل هذا الإهتمام المفاجئ يعطي الطاقة للموجة (3). و هذا هو الوقت الذي يقرر فيه معظم المتداولون أن التوجه في إرتفاع. و في النهاية، تموت كل نوبات الشراء، و تتوقف الموجة ( 3).
تبدأ الآن عملية تحصيل الأرباح، و المتداولون الذين كانوا بعيدين عن النقاط المنخفضة يقررون أن يأخذوا الأرباح. فقد قاموا بتداولات جيدة و قرروا أن يحتفضوا بالأرباح. و هذه يؤدي إلى تراجع في الأسعار، و هنا تبدأ الموجة ( 4). بينما كانت الموجة ( 2 ) تتميز بعمليات بيع شرسة، فإن الموجة ( 4 ) تتميز بعمية إنخفاض نتيجة لتحصيل الأرباح. و بينما تكون عملية تحصيل الأرباح مستمرة، فإن العديد من المتداولين ما زالوا مقتنعين بأن التوجه في إرتفاع، فإما أنهم تأخروا في الوصول إلى هذا التجمع، أو أنهم كانوا على الخطوط الجانبية. و لهذا، فهم يعتبرون الإنخفاض الناتج عن عملية تحصيل الأرباح فرصة رائعة للشراء و التعويض عن ما فاتهم.
عند نهاية الموجة ( 4) ، تبدأ الكثير من عمليات البيع، و تبدأ الأسعار بالتجمع مرة أخرى.
التجمع في الموجة ( 5 ) ينقصة الحماس و القوة التي كانت موجودة في الموجة ( 3) . و يكون تقدم الموجة ( 5) بسبب عدد قليل من المتداولين.
على الرغم من أن الأسعار تحدث إرتفاعاً جديداً فوق الموجة (3)، فإن معدل القوة الموجود في تطور الموجة ( 5 ) يعد صغيراً عند مقارنته بما كان موجوداً داخل الموجة ( 3 ).
في النهاية، و عندما تموت هذه الرغبات الباهتة في الشراء، يصل السوق إلى قمته و يدخل مرحلة جديدة.
أساسيات نظرية أمواج إيليوت – الأنماط التصحيحية
من الصعب إحتراف التصحيحات. الكثير من المتداولين الذين يعتمدون على نظرية أمواج إيليوت يحققون الأرباح أثناء الأنماط الإندفاعية، و يخسرونها أثناء الأنماط التصحيحية.
يتكون النمط الإندفاعي من خمس موجات، بينما يتكون النمط التصحيحي من 3 موجات، بإستثناء المثلث. النمط الإندفاعي متبوع دوماً بنمط تصحيحي. و يمكن وضع الأنماط التصحيحية ضمن مجموعتين رئيسيتين:
• التصحيحات البسيطة (المتعرجة)
• التصحيحات المعقدة (المنبسطة، الغير نظامية و المثلث)
التصحيح البسيط (المتعرج):
يوجد فقط نمطٌ واحدٌ في التصحيح البسيط، و هو المسمى بالتصحيح المتعرج. و هو عبارة عن نمط مكون من 3 موجات حيث لا تتراجع الموجة B أكثر من 75% من الموجة A. بينما تصنع الموجة C إنخفاضات جديدة تحت الموجة A.
الموجة A في التصحيح المتعرج يكون دوماً لديها نمط خاص بها مكون من 5 موجات، في النوعين الآخرين من التصحيح (المنبسط و الغير نظامي) يكون للموجة A أنماط مكونة من 3 موجات. و عليه، فإن إستطعت أن تحدد نمط مكون من 5 موجات داخل الموجة A في أي تصحيح، يمكنك أن تتوقع أن يكون التصحيح على شكل متعرج.
نسب "فيبوناتشي" داخل التصحيح المتعرج
التصحيح البسيط هو عادة ما يسمى بالتصحيح المتعرج. (Zig-Zag)
التصحيح المعقد (المنبسط، الغير نظامي، المثلث):
مجموعة التصحيح المعقد تتكون من 3 أنماط:
• المنبسط
• الغير نظامي
• المثلث
التصحيح المنبسط:
في هذا النوع من التصحيحات تكون أطوال الموجات متطابقة. بعد نمط إندفاعي مكون من 5 موجات، ينخفض السوق في الموجة A. و من ثم تتجمع في الموجة B إلى الإرتفاع السابق. و أخيراً، ينخفض السوق مرة أخيرة في الموجة C إلى الإنخفاض السابق للموجة A.
التصحيح الغير نظامي:
في هذا النوع من التصحيح، تكون الموجة B إرتفاعاً جديداً. و الموجة C الأخيرة قد تهبط إلى بداية الموجة A أو أدنى من ذلك.
التصحيح المثلث:
بالإضافة إلى نمط التصحيح المكون من 3 موجات، يوجد نمط آخر يظهر بشكل مستمر، و هو النمط المثلث. على غير الدراسات المثلثة الأخرى، فإن نهج مثلث موجات إليوت يخصص 5 موجات فرعية من مثلث ما على شكل A,B,C,D و E بالترتيب.
تحدث المثلثات بشكل كبير في الغالب أثناء الموجة الرابعة. و يمكن رؤية المثلث أحياناً كموجة B في نمط تصحيح مكون من 3 موجات. المثلثات تكون محيرة جداً، و يجب دراسة النمط بشكل دقيق قبل إتخاذ أي قرارات. و تميل الأسعار إلى الإنطلاق من تشكيل المثلث بإندفاع كبير (Thrust).
عندما تتكون المثلثات في الموجة 3، يندفع السوق خارج المثلث بنفس إتجاه الموجة 3. بينما عندما تتكون المثلثات في الموجات B، يندفع السوق خارج المثلث بنفس إتجاه الموجة A.
قاعدة التعديل:
إذا كانت الموجة 2 تعد تصحيحاً بسيطاً، توقع أن تكون الموجة 4 تصحيحاً معقداً. بينما إذا كانت الموجة 2 تصحيحاً معقداً فتوقع أن تكون الموجة 4 تصحيحاً بسيطاً.