قالت مصادر مسؤولة اليوم إن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ستشرع يوم الثلاثاء في مفاوضات لإقامة منطقة تجارة حرة مع الصين واليابان والهند ودول أخرى مجاورة، وذلك في مسعى لتقليص اعتماد المنطقة على الدول الغربية التي تعيش أزمة اقتصادية.
وينتظر أن يؤدي إقامة هذه المنطقة إلى تحويل الدول الـ16 المعنية إلى أكبر منطقة تجارة حرة بالعالم خارج منظمة التجارة العالمية، بحيث تضم رابطة آسيان 3.5 مليارات نسمة ولها سوق تناهز حجمها 23 تريليون دولار أي ثلث الناتج المحلي العالمي.
وسيعطي رئيس الوزراء الكمبودي هون سين -وهو الرئيس الحالي لآسيان- إشارة الانطلاقة الرسمية للمفاوضات آخر أيام قمة زعماء الرابطة التي تعقد في بنوم بنه، وستضم هذه الشراكة الاقتصادية الإقليمية عشر دول أعضاء هي بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلند وفيتنام، إضافة إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وأستراليا ونيوزيلندا.
وقال الأمين العام لآسيان سورين بيتسوان إن نجاح مبادرة إنشاء منطقة للتجارة الحرة سيعزز من التحول الجاري في ميزان القوة الاقتصادية بالعالم من دول الغرب إلى آسيا.
مبادرة إستراتيجية
واعتبر كبير الاقتصاديين المتخصصين بمنطقة آسيا والهادي بمؤسسة أي إتش أس غلوب إنسايت أن هذه المبادرة تكتسي أهمية إستراتيجية للمنطقة المذكورة، حيث ستمكنها من تجاوز ضعف النمو الاقتصادي الذي يعتري الأسواق الأساسية لدول آسيا وهي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف راجيف بيسواس أن إقامة منطقة للتجارة الحرة من شأنه زيادة حجم التجارة الإقليمية وتدفق الاستثمارات، والنهوض بالعلاقات التجارية بين الدول النامية بقارة آسيا.
ويرى دبلوماسيون ومحللون أن إقامة منطقة تجارة حرة لدول آسيان ستكون بمثابة توازن للقوة إزاء مبادرة أخرى هي الشراكة عبر الهادي، والتي تنطوي على إقامة منطقة للتجارة الحرة يتم التفاوض بشأنها تضم الولايات المتحدة وعشر دول أخرى بعضها أعضاء في آسيان