إن الكلام مع النساء حضارة
فإذا ذهبت...
فمن يعلمني الكلام؟؟
منذ خمسين عاماً
بدأت أعمال التنقيب عن الحب...
في داخل الانثى العربية...
فقد كنت أعتبر الانوثة
أهم من الذهب.. والماس.. والبلاتين..
ومن كل المعادن الثمينة.
كنت أعتبرها ثروة قومية، شعرية، وتشكيلية..
وشجرة ثقافية نأكل من خيرها..
ونتبارك بزيتها المقدس.
فالورد هي أثنى.. والسنبلة هي أثنى..
والفراشة. والاغنية. والنحلة.
والقصيدة هي أنثى.
التي تمر كالدهشة في أرض البشر..
حاملة في يدها قصيدة..
وفي اليد الاخرى قمر...
يا امرأة أحبها..
تفجر الشعر اذا داست على اي حجر..
يا امرأة تحمل في شحوبها
جميع أحزان الشجر..
ما أجمل المنفى اذا كنا معاً..
يا امرأة توجز تاريخي..
وتاريخ المطر!!.
يا سيدتي:
يا المغزولة من قطن وغمام. يا أمطارا من ياقوت..
يا أنهارا من نهوند..
ياغابات رخام..
يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..
وتسكن في العينين كسرب حمام.
لن يتغير شيء في عاطفتي..
في أحساسي..
في وجداني.. في ايماني..
فأنا سوف أظل على دين الاسلام...
شكراً، يا سيدتي، شكراً.
أنت ملأت يدينا رزقا.
أنتِ ملأت دروب المنفى رطبا.
لو لم أبصر وطني الثاني في عينيك..
لكانت هذي الدنيا كذبا...
يازارعة عمري شجرا.
يا مالئة ليلي شهبا.
لولا حبك..
كان القلب جليدا..
كان العالم خشبا!!...
أنتِ ثقافة هذا العصر..
وأنتِ الشعر، وأنت النثر.
وأنتِ البر، وأنت البحر.
وأنتِ فتافيت السكر.
أنتِ حضارة هذا الكون،
وأنتِ خير، وأنت العدل...
أنتِ امرأة ليست تنسى.
أنتِ الفرح الآتي من أشياء الانثى.
أنتِ القمر الطالع من أعماق حقيبتها.
أنتِ الحجل النائم في طيات ضفيرتها..
أنتِ السمك الراقص فوق مياه أصابعها.
أنتِ قوام تاريخي.
يروي قصصا.
يعزف نايا.
يكتب كتبا.
كنت من قبلك
أبحث عن امرأة استثنائية
تدخلني عصر التنوير.
وعندما عرفتك.. أتممت ديني.
وأكملت ثقافتي!!.
أنا لا امثل دور العشيق..
وراء الستارة..
فحبك ليس مجازا..
وليس استعارة..
ولكنه حجر..
في أساس الحضارة..
من روائع نزار القبانى وعشقه للمراه ......