يطل على القارة العجوز أسبوع اقتصادي جديد، بعد أن حصلت فيه أسبانيا على الموافقة النهائية من وزراء مالية منطقة اليورو، و تتمحور الأضواء على القراءة الأولى لبيانات النمو البريطانية خلال الربع الثاني من هذا العام، و هذا مع تحضيرات بعض الحكومات الأوروبية للقيام بمزادات لبيع سندات حكومية، و مع قيام العديد من الشركات الأوروبية بالإعلان عن نتائج اعمالها خلال الثلاثة أشهر المنتهية في حزيران.
المملكة المتحدة
ستقوم المملكة المتحدة هذا الأسبوع بالإعلان عن القراءة المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي خلال الثلاثة الأشهر المنتهية في حزيران و التي من المتوقع ان تظهر تباطؤ في وتيرة الانكماش عند 0.2% مقارنة الانكماش خلال الربع الأول من العام الجاري عند 0.3%، و يتوقع أن تبقى القراءة السنوية ثابتة عند الانكماش بنسبة 0.2%.
وقعت المملكة المتحدة خلال الربع الأخير من العام الماضي بانكماش اقتصادي عند 0.3% و استمرت حالة الانكماش الاقتصادي حتى الربع الأول من 2012، و تتزايد التوقعات بأن تقع المملكة في ركود اقتصادي عميق خلال الفترة القادمة، و يعود السبب المباشر لهذا الانكماش الاقتصادي في الأراضي الملكية لأكبر تخفيضات في الإنفاق العام منذ الحرب العالمية الثانية التي أقرتها الحكومة الائتلافية بقيادة ديفيد كاميرون في 2010 لتخفيض العجز في الميزانية العامة التي بلغ مستويات 11.1% من الناتج المحلي خلال العام نفسه.
أن عمر خطة التقشفية البريطانية خمس أعوام و يتوقع أن لا تنتهي قبل عام 2020 كما صرح بذلك كاميرون خلال تعاملات الأسبوع الماضي ،و هذا ما يزيد التوقعات بان المملكة لن تستطيع الوقوف على قدميها من جديد بوقت قريب خاصة مع الانكماش الذي تعاني منه القطاعات الاقتصادية خاصة الصناعي الذي كان اكبر متضرر وسط الانخفاض الحاد في الصادرات وسط تفاقم أزمة الديون السيادية مع تراجع الطلب على المنتجات البريطانية من منطقة اليورو التي تعد الشريك التجاري الاول للمملكة.
يحاول البنك المركزي البريطاني دعم وتيرة النمو الاقتصادي في البلاد لذلك فأنه قام بتوسيع برنامج شراء الأصول لمستويات 375 مليار جنيه مرتفعا بمقدار 50 مليار جنيه، و هذا لدعم الاقتصاد الذي يعاني من تداعيات أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو و التي شلت عصب الحياة.
في محضر اجتماع البنك المركزي البريطاني تركت اللجنة النقدية الباب مفتوحا لمزيد من التيسير النقدي خاصة مع التوقعات السلبية حيال النمو، و تركيز البنك على دعم وتيرة النمو خاصة و ان انخفاض معدلات التضخم لمستويات 2.4% يعطي البنك الضوء الأخضر لمزيد من التخفيف الكمي خلال الفترة القادمة.
من المقرر هذا الأسبوع بان تقوم الشركات البريطانية بالإعلان عن نتائج اعمالها خلال الربع الثاني من 2012 و التي من المتوقع ان تظهر تراجعا في ادائها انعكاسا للصعاب التي يواجهها الاقتصاد وسط حالة الانكماش التي تعاني منها المملكة المتحدة، من بين أهم الشركات التي سوف تعلن عن أرباح الربع الثاني ،جلاكسوسميث و بيت ي جروب و رويال دويتش شل ، استرازينكا ، لويدز بنك، رولز رايس ، باركليز.
منطقة اليورو
ستبقى العيون في منطقة اليورو تتبع تطورات الديون في أسبانيا، فعلى الرغم من قيام الحكومة بإقرار سياسة تقشفية صارمة بقيمة 65 مليار يورو خلال العامين و نصف القادمين بالإضافة لتمرير البرلمان الألماني خطة إنقاذ البنوك الأسبانية إلا أن هذا المعطيات الايجابية لم تستطع تهدئة الأسواق و تقليص الارتفاع الكبير في تكاليف الاقتراض التي اخترقت خلال تعاملات الاسبوع الماضي مستويات 7% بعد المزاد الأسباني ذو الأمد المتوسط.
ستعقد الحكومة الاسبانية في 24 من الشهر الجاري مزاد قصير الأمد لبيع سندات ذات أمد 6 أشهر و 3 أشهر و يتوقع فشل هذا المزاد مع الارتفاع الكبير في العائد على السندات الأسبانية، و ضمن الحديث عن المزادات الاوروبية ستقوم الحكومة الألمانية ببيع سندات حكومية ذات امد 30 عاما و يتوقع ان يشهد طلبا قويا وسط تفاقم ازمة الديون السيادية الذي يدعم الطلب على السندات الألمانية كملاذ أمان.
سيعلن الاقتصاد الالماني خلال تعاملات الأسبوع عن مؤشر IFO لمناخ الأعمال و التي من المتوقع تواصل انخفاضها وسط الصعاب الكبيرة التي يواجهها أكبر اقتصاد في منطقة اليورو مع الضعف العام الذي تعاني منه جميع القطاعات الاقتصادية في ألمانيا، و من المقرر هذا الأسبوع ايضا أن تعلن البلاد عن القراءة المتقدمة لمؤشر مدراء المشتريات الخدمي و الصناعي و التي من المتوقع ان تظهر استمرار انكماش القطاعات خلال الشهر الجاري.
ستعلن منطقة اليورو أيضا عن ذات القراءة لقطاع الصناعة و الخدمات، و التي من المتوقع ان تظهر استمرار حالة الانكماش وسط تردي الأوضاع الاقتصادي في منطقة اليورو و وسط تفاقم أزمة الديون السيادية التي دفعت العديد من الاقتصاديات الأوروبية لإقرار سياسات تقشفية صارمة لتخفيض العجز في ميزانياتها و تهدئة الأسواق المالية.
ستكمل الشركات في منطقة اليورو هذا الأسبوع بالإعلان عن نتائج اعمالها خلال الربع الثاني من 2012 و التي من المتوقع ان تظهر تراجعا في ادائها انعكاسا للصعاب التي يواجهها الاقتصاد وسط حالة الانكماش التي تعاني منها المنطقة، من بين أهم الشركات التي سوف تعلن عن أرباح الربع الثاني ساب، ديملر، باسف، سيمنز، دويتشيه بورصة ، فولكس واجن، توتال ، أي أيه دي أف، سوستيه جنرال، بيجو، فرانس تيلكوم ، الكتيل ، لافارج، دانون، روشيه.
و من المقرر هذا الأسبوع ان تصل مجموعة الترويكا( البنك المركزي الأوروبي، صندوق النقد الدولي، المفوضية الأوروبية) إلى اليونان لمراجعة الاوضاع الاقتصادية في البلاد و التطور في اداء السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها البلاد..