نفسيات المتداولين والمتاجرة
من اكثر الاسباب التي دفعتني لكتابة هذا الموضوع هو اهميته تحديداً للمتداول العربي ، حيث يعرف عن العرب انهم عاطفيين جداً .
فنتأثر كثيراً اذا فارقنا احد الاحبه حتى لو لغرض السفر والتعلم ، وكأنه لن يعود ، انا لا اطلب ان نكون مثلاً بدون مشاعر ولكن
هي دعوة ان نكون عقلانيين اكثر منا عاطفيين ، نقيس الامور دائما ضمن حسابات المنطق والعقل بعيداً عن العاطفة خاصة اذا ما
كان الامر يتعلق بتجارة او اموال فلا مكان للعواطف والاحاسيس هناك ، كيف لا وهي احد اهم اسباب الخسارة في الفوركس
لدى المتداولين وهي الحالة النفسية للمتداول وهنا سوف اسرد عدة نقاط هي بنظري اهم اسباب الخسارة بسبب نفسية المتداول .
1- الرغبة بالدخول لدخول ذاته .
في الفوركس تماما الحال مشابه للحرب ، حينما تجلس متموضعاً خلف احد السواتر بسلاحك القناص تنتظر فريستك بالتأكيد سيأتي احدهم
ضمن اهدافك ولكن بعد انتظار لفترة من الوقت ، لكن اذا قررت ان تطلق النار على اي هدف دون تخطيط وانتظار سيتم كشف مكانك ويتم قتلك.
يشعر الكثير من المتداولين خصوصاً في فترات الذبذبة انهم يجب ان يدخلوا بأي فرصة كانت دون الانتظار وان استمرارهم خارج السوق يضيع عليهم
الكثير من الارباح ، نفسيته لا تحتمل الانتظار لصيد فريسته فتراه يدخل احد الفرص دون اي سبب ويقع ضحيه لخسارة قد لا يخرج منها الا بالمارجن كول .
لذلك ان تكون لديك صفقة مفتوحة بالسوق ليس امر سهل ، يجب ان لا تضغط على زر الشراء او البيع الا بحالة وجود فرصة مؤكده او واضحة
حينها تضغط على الزناد وتضرب نحو الهدف ، شخصياً انتظر كثيراً طوال الاسبوع من اجل فرصة او اثنتين واحياناً ولا فرصة والكثير لا يستطيع احتمال
ذلك ، ولهذا تراه يدخل لمجرد الحاجة لدخول وتكون النتائج سيئة .
2- نشوة النصر
هناك الكثير من المتداولين ينجر خلف عواطفه حينما يحقق ارباح من صفقة او اثنتين او حتى ثلاثه ، فيرى انه قد قام بذلك بسهولة .
وان الامر لا يحتاج لكل هذا التعقيد فيسيل لعابه وتأخذه العزة بالربح فيعتقد انه يجب ان يكرر ذلك كثيراً وهو يعيش بحالة سكرات الربح .
فهنا ترتفع ثقته بنفسه بشكل عكسي ويهجم من جديد على السوق دون وعيه متأثراً بسكرة الربح السابق ويدخل فرص اخرى دون تخطيط .
فيقع ضمن امواج السوق العاتية التي لا ترحم ، و أحذر من هذه الحالة فالكثير حينما يحقق عدة نقاط من هنا وهناك يعتقد انه جون ميرفي .
فالمفروض ان تتعامل مع السوق بحذر دائم وتخطيط مستمر ، تضرب رصاصة واحدة نحو الهدف بشكل قاتل ثم تنتظر الضحية الاخرى .
فلا تطلق النار بالهواء بكثافة فرحاً بعد ان تنجح باصطياد فريستك فقد يؤدي ذلك لتحديد مكانك من العدو وبتالي استهدافك مباشرة وقتلك .
3- نزعة الانتقام
الانتقام حالة نفسية ونزعة موجودة لدى اي انسان عربي اجنبي او غيره ، تأتي له حينما يتعرض لاعتداء من احد فيرغب بالرد حينها .
بالتأكيد مطلوب الرد فأنا لا اطلب ان نكون دجاج لا تدافع عن نفسها لكن بتفكير وعقلانية وعدم سيطرة العاطفة على قدراتنا فتؤدي بنا الى تهلكه .
الانتقام بالفوركس وجوده خطير جداً ، فحينما يتعرض احد المتداولين لخسارة قد يشعر بالغيظ ويرغب حينها بدخول صفقة جديدة للانتقام من السوق
واسترداد امواله ، وهذه بالحقيقه مصيبة جديدة ستقع على رأسه اذا ما قام بذلك ، لانه حينها سيدخل اي صفقة اخرى ليس لانها دقيقه واضحة
ولكن لينتقم بسرعة ويحقق حاجته النفسية للانتقام فتزداد الامور تعقيداً ، هنا ادعو الجميع لعدم المتاجرة وانت بهذه الحالة فعليك تهدأت نفسك
والابتعاد عن السوق لبرهة من الزمن مثلاً لساعات محدودة وتغيير الجو بالكامل بخروج بمشوار صغير ونسيان ما حصل والعودة من جديدة
بحالة نفسية جديدة مريحة يسيطر بها العقل عليك اكثر من العاطفة والا سوف تندم .
4- الثقة المهزوزة بالنفس
هناك الكثير من المتداولين وربما الاغلبية تتاجر واياديهم ترجف حينما يضغطون على اوامر البيع والشراء رغم انهم يدخلون بتخطيط .
هذه النوعية لا تدخل السوق عبث وانما يدخل فرصة واضحة له ولديها اسباب فنية او اساسية تدعو للبيع او الشراء بهدف وبعدد نقاط محدد .
فتراه ما ان تحقق الصفقة عدة نقاط ويبدأ اللون الاخضر ينير الصفقة حتى ينقض عليها ويغلقها رغم انها لم تحقق نصف 50% او حتى ثلث 30%
الهدف ، رغم ان الاتجاه واضح لديه والصفقة بطريقها لتحقيق الهدف لكنه لا يحتمل ، العاطفة تسيطر عليه وتدعوه لاغلاقها خوفاً من الانعكاس دون وجود
اسباب لذلك فتسيطر عليه حالة من الخوف تطلب منه اغلاق الصفقة والهروب بالربح الحالي دون اسباب منطقية فيحرم نفسه من ربح محتمل وبنفس
الوقت تراه يلاحق الخسارة ويصبر عليها طويلاً ، وهنا ادعو الجميع اذا وضعت هدفاً لصفقة مثلاً 30 نقطة او 50 ودخلت فلا تخرج منه الا بحالة
وجود اسباب واضحة للانعكاس لان فكرة الدخول بحد ذاتها مخاطرة فلا تخاطر وتدخل بفتح احد الصفقات من اجل بضع دراهم معدوده .
5- عدم الاعتراف بالخسارة (اثره مدمر)
الفوركس تجاره مثل اي تجاره ، ايه انه ربح وخسارة فلا يوجد تجارة واحدة بالعالم دون وجود نسبة مخاطرة معينة الا (الربا) .
كثير من الاخوة المتداولين حينما يفتح صفقة خصوصاً اذا كانت بدون ستوب وتعكس عليه يرفض اغلاقها بعد فشلها و زوال اسباب الدخول .
فمثلاً دخل احدهم بيع بعد كسر الترند ولكن بعد دخوله عاد السعر لتداول اعلى خط الترند المكسور واغلق اعلاه وابتعد كثيراً عن نقطة الدخول .
هنا هذه النوعية من المتداولين ترفض الاعتراف بالخسارة وتبقى تعيش على أمل ان السعر سيعود الى منطقة الدخول لاحقاً وكل يوم على
نفس المنوال ويستمر السعر بالانعكاس عليه حتى يأتيه المارجن كول ويقضي على حسابه ، يجب عليك ان تعترف بالخسارة حين وقوعها واغلاق
الصفقة على خسارة اذا حدثت ، فهذه ليست نهاية الطريق ، كما انه يستحيل ان تدخل هذا السوق ولا تخسر صفقة واحدة ، حتى اكبر المحلليين
او المتداولين يمر بدورة خسارة وهي طبيعية اذا ما كان ربحه اكثر من خسارته ، فالخسارة شيئ طبيعي وقوعها حينما تقع ولا تجعل ستوبك هو
المارجن كول فاذا لم يكن لديك القدرة على الاعتراف بالخسارة حين وقوعها اعلم انك تسير نحو النهاية مبكراً ، فعود نفسك على القبول بذلك .