نتائج الانتخابات البريطانية لا تزال خارج التوقعات، والسوق يتفاعل مع الحدث الأكثر ضبابية خلال السنوات الأخيرة
باتت الانتخابات العامة في المملكة المتحدة قاب قوسين أو أدنى، حيث ستُجرَى يوم 7 مايو المُقبل. تظل نتائج تلك الانتخابات خارج التوقعات وبشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة. الحزبان الرئيسيان، العمال والمحافظين، غير قادرين على تأمين أغلبية واضحة حتى اللحظة، وهو ما يخلق قدر كبير من عدم اليقين في السوق، وبالتبعية زيادة حدة التذبذب.
وبغض النظر عن الحزب الفائز، سنشهد سياسات وبرامج مختلفة قد تؤثر على السوق سواء إيجاباً أو سلباً. سياسات حزب العمال هي بطبيعتها معاكسة للنمو الاقتصادي، وتستهدف بالأخص الشركات وأصحاب الثروات.
كما وعد حزب العمل أيضاً بفرض ضرائب على أصحاب الدخول الكبيرة وإعادة تطبيق ضريبة 50p على تلك الشريحة. كما تقدم أيضاً باقتراح لزيادة الضريبة على العقارات التي تزيد قيمتها عن 2 مليون باوند، ووعد بالعمل على تقليص عجز الموازنة بشكل تدريجي. وتعهد الحزب أيضاً بإلغاء عقود ساعة الصفر ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 8 جنيه إسترليني.
على الجانب الآخر، يختلف حزب المحافظين مع العمال بخصوص استهداف أصحاب الدخول العليا حيث يرى بأن تلك السياسة سوف تؤدي إلى هروب الاستثمارات الأجنبية فضلاً عن آثارها السلبية على اقتصاد البلاد.
وينظر المستثمرون بمنظور مختلف إلى السياسات التي سيتَّبِعها كلا الحزبين. حيث يبدو واضحاً في الوقت الحالي التزام المستثمرون الحذر والامتناع عن اتخاذ أي قرارات استثمارية بسبب حالة عدم اليقين المتصاعدة بخصوص نتائج الانتخابات البرلمانية. ولكن بشكل عام يرفض معظم قادة الأعمال السياسات التي يتبناها حزب العمال بحجة أنها ستؤدي إلى سحب اقتصاد البلاد إلى الوراء.
علاوةً على ذلك، تسلِّط حملة حزب المحافظين الضوء على الاستفتاء المحتمل في عام 2017 بخصوص مستقبل عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. تُعد المملكة المتحدة حالياً هي أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، وسيؤدي خروجها من تلك الدائرة إلى تأثير كبير على الاقتصاد البريطاني، كما ستضُر باتفاقية التجارة الحرة بين بريطانيا ونظرائها من بلدان الاتحاد الأوروبي. كما ستؤثر بشكل كبير على التجارة والدخل من الخارج.
ومع ذلك، يترقب المتداولون والمستثمرون بشغف كبير نتائج الانتخابات المُقبلة، ويُبدي مديرو الأصول وصناديق التحوط آراء متباينة حول نتائج الانتخابات. حيث قال جولدمان ساكس أن فوز حزب العمال قد يُحفز عمليات بيع حادة على FTSE 100 . بينما ترى Blackrock أن حدوث تحركات حادة في السوق بعد نتائج الانتخابات ليس سيناريو حتمياً.
ومن وجهة النظر الواقعية في السوق، سيبحث المتداولون عن بيع الجنيه الإسترليني ومؤشر FTSE 100 في حال فوز حزب العمال، بينما قد يقومون بصفقات شراء في حال فوز حزب المحافظين بتلك الانتخابات.