في بوادر تصدع داخل التحالف الحاكم في بريطانيا بسبب الازمة الأوروبية البريطانية, اتهم نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني, ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني بتعريض مصالح بريطانيا العليا للخطر بسبب مواقفه من إصلاح المعاهدة الأوروبية.
ونقلت مصادر مقربة لكليج قوله إنه مقتنع حاليا بأن كاميرون ارتكب أخطاء خطيرة خلال مفاوضاته في الاتحاد الأوروبي وأن تلك الأخطاء أصبحت تهدد المصالح القومية لبريطانيا ومن المحتمل أن تزيد من معدلات البطالة وتؤثر بالسلب علي معدلات النمو الاقتصادي.
وقالت المصادر إن نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار شعر بالغضب البالغ إزاء موقف كاميرون الذي حمله مسئولية عزل بريطانيا عن اوروبا وتهديد تأثيرها في المنطقة الأوروبية.
كما عبر كليج عن صدمته عندما سمع عن تطورات قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة والتي انتهت إلي اتفاق دول الاتحاد علي تعديل المعاهدات دون مشاركة بريطانيا.
كان كاميرون قد اعترض علي مقترح ألماني فرنسي مشترك في القمة الأوروبية الأخيرة, وأيدته غالبية دول الاتحاد الأوروبي, بتعديل المعاهدات الأوروبية بحيث يلعب الاتحاد الأوروبي دورا حاسما في الشئون المالية للدول الأعضاء. واشترط كاميرون منح بريطانيا وضعا استثنائيا. وقال إنه لن يقبل أبدا أي معاهدة لا تحمي مصالح بريطانيا, التي لا تشارك في منطقة اليورو. واعتبرت فرنسا موقف كاميرون غير مقبول.
وتري الحكومة البريطانية أن تعديل المعاهدات سوف يضر ضررا بالغا بالاقتصاد البريطاني وبوضع لندن كمركز مالي عالمي.
من ناحية أخري, القي وزير الخارجية البريطانية ويليام هيج بثقله وراء كاميرون وقال إن ما فعله هو الشئ الصحيح. ووصف المطالب البريطانية بأنها معقولة.
وقال في مقال نشرته صحيفة صنداي تليجراف إن عدم تعديل المعاهدات سيكون أفضل من تعديلها بشكل يضر بمصالح بريطانيا.