مع تلويح الاتحاد الوربي بامكانةي ايجاد خيارات عن الغاز الروسي القادم من روسيا حيث ان روسيا تعتبر ثاني دول العالم تصديرا للغاز
حيث صرحت المستشارة الالمانية عن المضي قدما في الاعتماد علي الغاز الصخري بديل عن الغاز الروسي
ولكن ما هو الغاز الصخري تحديد..؟
لم يكن هناك منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، حينما كان يوجد فيض من الاكتشافات بما في ذلك النايلون والمطاط الصناعي وبلاستيك بولي كلوريد الفينيل والبوليسترين، أي تغير تكنولوجي له مثل هذه العواقب بعيدة المدى.
مع أنه في ذلك الوقت لم يكن التغير في الصناعة الكيميائية نفسها، لكن في أعمال النفط والغاز. التطورات في التنقيب الأفقي والتكسير الهيدروليكي فتحت المجال لمخزون صخري لم يكن من المستطاع الوصول إليه من قبل، ما نتج عنه طفرة في إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، وقد قلل هذا من أسعار المنتجات الأساسية لصناعة البتروكيماويات: سوائل الغاز الطبيعي التي تستخدم المواد الطبيعية، الإيثان على وجه التحديد.
هذه المواد الأولية الرخيصة تعيد تشكيل مشهد المنافسة العالمية فيما يتعلق بالبتروكيماويات. أنطون تيكتين من مصرف فالينس جروب الاستثماري المتخصص، الذي يعمل في الصناعة الكيميائية، يقول إن الولايات المتحدة الآن لديها ''ميزة تنافسية هائلة''.
التكلفة بالفعل أقل في الولايات المتحدة عنها في أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو الصين. في المستقبل من المرجح أن تكون أقل حتى مما في الشرق الأوسط.
منذ ثلاث سنوات فقط، بدا وكأن معظم عمل الكيماويات الأمريكي ينخفض على المدى الطويل. رأت شركات مثل ''داو كيميكال''، أن مستقبلها في الاستثمار بالشرق الأوسط وأن تتحول إلى منتجات أكثر تخصصا.
قلبت ثورة الغاز الصخري هذا الأمر رأساً على عقب، بتشجيعها للشركات على وضع خطط للاستثمار في السعة الإنتاجية الجديدة للمواد الكيميائية الأمريكية.
كيفين سويفت، كبير الاقتصاديين لشركة إيه سي سي الصناعية، يقول: ''هذا هو مقر صناعة المواد الكيميائية الآن''. قامت شركة أيه سي سي باحتساب 17 مشروعاً منفصلة، إما مخططة وإما قيد البحث، لزيادة سعة عملية واحدة فقط: ''تكسير'' الإيثان لصناعة الإيثيلين، البنية الأساسية للبلاستيك مثل البولي إيثيلين.
الشركات الأمريكية مثل ''داو'' و''إيكسون موبايل'' و''سي بي كيم'' – المشروع المشترك بين شركتي ''شيفرون'' و''فيليبس 66'' – لحقت بها شركات عالمية كبرى مثل ''رويال دتش شل'' و''ليونيلبازل''، وكلتاهما موجودتان في هولندا، وشركتا ''فورموسا بلاستك'' من تايوان، و''ساسول'' من جنوب إفريقيا، وشركتا ''بي تي تي جلوبال'' و''إندوراما'' من تايلاند، و''برازكيم'' من البرازيل، وجميعها تبحث عن الاستثمار في تكسير الإيثان في الولايات المتحدة، وقد قام عديد منها بتعهدات بالفعل.
يقول سويفت إنه إذا ما مضت جميع هذه المشاريع قدماً، فقد ترتفع سعة تكسير الإيثان في الولايات المتحدة لما يصل إلى 40 في المائة بحلول عام 2018. الإيثيلين الذي يمثل 40 في المائة من التجارة العالمية في المواد الكيماوية من حيث الحجم، هو معيار مفيد للصناعة ككل - طبقا لحسن أحمد من شركة أوليمبك للبحوث الاستثمارية.
قرابة نصف الإنتاج العالمي أساسه مادة البنزين الخام (النافتا)، وهو هيدروكربون سائل خفيف، أما الباقي فأساسه مادة الإيثان وغازات أخرى.
ولأن البنزين الخام يُنتج من النفط، فسعره مرتبط بالنفط الخام. إنه يساوي اليوم نحو 100 دولار للبرميل، وقد ارتفع سعره قليلاً في السنة الماضية.
وعلى العكس فإن سعر الإيثان في الولايات المتحدة قد انخفض بشدة بمقدار من قرابة 80 سنتا للجالون منذ عام مضى إلى أقل من 23 سنتاً اليوم، حيث إن قدرة المعالجة الجديدة دخلت مرحلة الإنتاج، وقد حول منتجو الغاز في الولايات المتحدة تركيزهم تجاه الغاز الطبيعي المسال. قبلت شركات المواد الكيميائية الأمريكية بشكل عام أنه يجب زيادة سعر موادها الأولية.
يقول بيت سيلا، المدير التنفيذي لشركة سي بي كيم: ''كي يعمل هذا الشيء يجب أن يكون الجميع قادرين على صناعة ما يكفي من العائد لجذب رأس المال، من حفر الآبار إلى صناعة المنتجات''.
المدير التنفيذي لشركة داو كيميكال، أندرو ليفريز، يقترح أن الإيثان بالأسعار العالية التي تصل إلى ما فوق 30 سنتا للجالون، سيكون سعرا معقولا على المدى الطويل. حتى وإن كان الإيثان يكلف من 40 إلى 50 سنتاً للجالون، سيكلف الإيثيلين نحو 400 إلى 500 دولار للطن إذا ما أنتج في الولايات المتحدة - كما يقول مقارنة بسعر 1200 دولار للطن في أوروبا.
شركات الكيماويات الأوروبية كانت تحذر من تأثير ميزة التكلفة الأمريكية على مكانتهم التنافسية.
كما بدأوا يفكرون أيضاً في الاستثمارات الأمريكية الخاصة بهم. فقد أعلنت شركة باير الألمانية في حزيران (يونيو) اتفاقية مع شركة إيثار كيميكالز الأمريكية، للبحث عن إيثان التكسير المحتمل وجوده في ولاية ويست فيرجينيا الأمريكية.
يعتقد تيكتين أن ثورة الغاز الصخري ستقود إلى تحولات مماثلة في الصناعات الكيميائية لسنوات قادمة.
ويقول: ''سنرى كثيرا من أنشطة الاندماج والاستحواذ، وكثيرا من الاستثمار في الولايات المتحدة، وكثيرا من الشركات الأوروبية التي تسعى للدخول في عملية الإنتاج''.
حتى الشركة السعودية للصناعات الأساسية ''سابك''، أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، تجري محادثات بشأن استثمار محتمل في الولايات المتحدة، كما قال مديرها التنفيذي لـ ''فاينانشيال تايمز''.
على الرغم منه أنه حتى عام 2006 كان مصنعو المواد الكيماوية في السعودية قادرين على توقيع عقود بإيثان رخيص للغاية، ما مكنهم من إنتاج الإيثان بنحو 200 دولار للطن فقط، إلا أنه يبدو أن كافة إنتاج المملكة أصبح الآن مقيداً.
زيادة الإمدادات ستتطلب تطويرات جديدة في الغاز، ولن تكون متاحة بمثل هذه التكلفة المنخفضة. في الوقت المناسب قد تتمكن أوروبا والسعودية والصين من التماشي مع تكلفة المواد الأولية بالولايات المتحدة، على الرغم من أن جهودهم لتطوير الغاز الصخري الخاص بهم تتقدم ببطء بشكل عام. في الولايات المتحدة، هناك مخاوف بيئية بشأن التكسير الهيدروليكي قد تصيب إمدادات الغاز، والإنتاج طويل المدى المحتمل من مستودعات الغاز الصخري قد تكون أقل من توقعات الصناعة. شركة داو وشركات كيماوية أخرى قلقة من أن السماح بالصادرات الأمريكية المتزايدة من الغاز الطبيعي المسال قد تزيد من السعر.
أحد التقارير الصادرة بتكليف من وزارة الطاقة قال هذا الشهر إنه حتى وإن كانت صادرات الغاز الطبيعي المسال غير محدودة، فإن الارتفاعات في أسعار الغاز الأمريكي ستكون قليلة نسبياً. أما الآن، فإن الميزة التنافسية للولايات المتحدة تبدو بمأمن. يقول سيلا: ''لن يدوم هذا للأبد، لكن لدينا نقطة بدء مميزة''.
ارتفاع تكلفة الإنشاءات
أحد عواقب تزايد ارتفاع الاستثمار في المصانع البتروكيماوية الأمريكية، يبدو أنه الزيادة في تكلفة الإنشاءات.
أعلنت شركة ساسول من جنوب إفريقيا هذا الشهر عن خطط لبناء ''مكسر'' للإيثان، ومصنع لإنتاج وقود الديزل من الغاز الطبيعي في ولاية لويزيانا الأمريكية، ما يكلف في المجمل 21 مليار دولار؛ وهو رقم أعلى بنسبة 50 في المائة من التقديرات الماضية.
لم تتخذ الشركة بعد قرار نهائي بشأن الاستثمار في المصانع، لكنها بدأت بالفعل في المعدات المكلفة على المدى الطويل مثل الأوعية المعدنية.
المدير التنفيذي لشركة ساسول، ديفيد كونستابل، قال: ''بعض أسعار معدات التكسير تثير دهشتنا تماماً''.
وأضاف: ''أعتقد أن قليلا من مكسرات الإيثان المقترحة قد تتزعزع ولا تؤتي ثمارها. ونعتقد أن هناك ميزة للمتحركين أولاً، ونعتقد أنه من المهم للغاية أن نكون ضمن أول مصنعين يتم بناؤهما للتكسير''.
أندرو ليفيريز، المدير التنفيذي لشركة داو كيميكال، قال أخيراً إن بناء مصنع تكسير على مصنع مبني مسبقاً، كما تنوي شركة رويال دتش شل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية تطلب ''إنفاقا ماليا كبيرا'' - أكبر بكثير من التوسعات في قدرات الأراضي الصناعية المستخدمة مسبقاً التي تقوم بها شركة داو.
تظهر البيانات حول تكلفة الإنشاءات البتروكيماوية التي أجرتها شركة أي إتش سي سيرا البحثية، بعض علامات التضخم: ففي حين أن ارتفاع الأسعار في الثمانية عشر شهراً الماضية كان الأقوى في العالم النامي، فإن التكلفة تنخفض في أوروبا لكنها ''ثابتة على ارتفاع طفيف'' في الولايات المتحدة.
مع ذلك فقد قال أنطون تيكتين من مصرف فالينس جروب الاستثماري، إنه لم يتوقع أن تكاليف الإنشاء المرتفعة ستعرض قضية الشركات الكيماوية التي ستستثمر في الولايات المتحدة للخطر.
قال: ''التضخم في تكلفة رأس المال يحدث عندما يكون لديك طفرة اقتصادية''.
لكن ليس هذا هو المحرك الأساسي للاقتصاديات، فميزة التكلفة التي نراها في الولايات المتحدة حتى في هذه الأثناء مذهلة للغاية''.