شهدت أسواق المال الرئيسية أداءً متبايناً يوم أمس حيث انصب التركيز على تدفقات العملات الأجنبية في حين يحاول المستثمرون هضم واستيعاب التطورات العالمية الأخيرة. وإن الإعلان الرسمي لبدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتوقعات الدولار على ضوء جدول أعمال السياسة المالية للرئيس ترامب هما النقاط الرئيسية للمناقشة بين المشاركين في السوق مع نهاية هذا الأسبوع.
وعلى صعيد Brexit، فمن المتوقع أن يعلن الاتحاد الأوروبي رده اليوم على طلب الانسحاب الرسمي من بريطانيا، ومن شأن ذلك أن يطلق صافرة البدء للمفاوضات بين الطرفين بشأن شروط الطلاق. هذا وقد اقترحت رئيسة الوزراء البريطانية في رسالة الانسحاب توقيع اتفاقية تجارة حرة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي كوسيلة لمواصلة العلاقات التجارية، وحاولت في الحقيقة جعل توقيع هذه الاتفاقية شرطاً مسبقاً لتعاون المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي على صعيد مكافحة الإرهاب بعد التفكك.
إلأ أنه من المستبعد أن يسمح القادة الأوروبيون للمملكة المتحدة بإملاء شروط الطلاق، وحسب مسودات مسربة من ردهم الذي سيصدر اليوم، يبدو أن الأوروبين غير مستعدين لتقديم إي تنازل، وإنما سيركزون على الالتزامات المالية للمملكة المتحدة تجاه الاتحاد. وهناك شائعات بأن القيادة الأوروبية سوف تطالب بريطانيا بتسوية التزاماتها المالية أولاً وقبل إجراء أي نقاش حول اتفاقية التجارة الحرة – وإن مشروع قانون محتمل للتسوية بقيمة 60 مليار يورو سيكون بلا شك مسألةً صعبة يجب معالجتها خلال الجولات الأولى من المفاوضات.
ماذا ننتظر اليوم
وعلى صعيد الدولار، تواصل العملة الأمريكية أداءها الجيد أمام نظيراتها من العملات باستثناء الجنيه الاسترليني - ربما بسبب إغلاق بعض صفقات البيع في الوقت الحالي. وقد استفاد الدولار من التصريحات الإيجابية الأخيرة من قبل مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول وتيرة رفع أسعار الفائدة، ولكن الرئيس ترامب حاول يوم أمس استحضار نقاش "التلاعب بالعملة" مرة أخرى.
وقد تحدث الرئيس الأمريكي عن هذه المسألة في مناسبات عديدة في الماضي ملمحاً بإشارات واضحة حول بعض الدول الاقتصادية الكبرى التي تتنافس مع الولايات المتحدة في مجالات التصنيع والتصدير والتي تقوم عمداً بتخفيض عملاتها المحلية في محاولة منها لبيع منتجاتها في الخارج بسعر أرخص. ومن الواضح أن هذه الإشارات تستهدف الصين في المقام الأول حيث تجري بعض الشائعات الآن بأن ترامب يدرس طرق لمعاقبة المتلاعبين بالعملة. وربما تكون هذه التسريبات هي محاولة لتعزيز قيمة العملات الأخرى مقابل الدولار، إلا أن الدولار لم يتفاعل مع الخبر حيث ساعدت أرقام الناتج المحلي الإجمالي القوية على زيادة مكاسبه.
اليوم سيكون التركيز بشكل رئيسي على أوروبا مع صدور بيانات العمالة الألمانية وأرقام التضخم في منطقة اليورو التي ستجذب انتباه المستثمرين. كما يجب التركيز على مبيعات التجزئة الألمانية التي ستصدر مبكراً هذا الصباح. ومع ذلك، تشير التقديرات بأرقام سلبية لكافة التقارير الصادرة هذا اليوم، حيث من المتوقع انكماش مبيعات التجزئة الألمانية وعدم ارتفاع مستويات التضخم الأوروبية، ما يبقي اليورو تحت الضغط ليوم آخر..