الدولار يحاول جمع ما يستطيع جمعه من العزم الصاعد
الكوارث الطبيعية في اليابان و التسرّب الإشعاعي، أزمة الديون الأوروبية و تبعاتها، التوتّر السياسي في الشرق الأوسط و مخاوف تدخل في سعر صرف الفرنك السويسري لإضعافه، و لا يجب أن ننسى ضعف الاقتصاد البريطاني و الذي يرافقه ارتفاع في مستويات التضخم. كلها أسباب دفعت المتداولين للاستثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية و منها استفاد الدولار من طلبات عديدة منها طلبات مضاربية و أخرى طلبات ملاذ آمن في الدولار الأمريكي.
توقعات تشير إلى أننا أمام احتمال ظهور بيانات من الولايات المتحدة الأمريكية بإيجابية هذا الأسبوع، منها اليوم بيانات الدخل الشخصي الذي من المتوقع أن تشير البيانات إلى أن نمواً مقداره 0.4% حصل في متوسط الدخل في المجتمع خلال شهر شباط الماضي، و هذا بالتأكيد قد يكون انعكاسه إيجابياً على الاقتصاد الذي بالفعل استطاع أن يثبت لنا استمرارية التعافي الاقتصادي فيه عندما مرت و ما زالت تمر العديد من الدول في مشاكل اقتصادية جمّة.
بذلك، جمع الدولار عزماً صاعداً واضحا ًو ما زلنا نرى الدولار يحاول جمع ما يستطيع جمعه من ذلك العزم الصاعد مقابل العديد من العملات الأجنبية لتعويض خسائر كان قد تعرّض لها سابقاً. و نرى سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل اليورو يرتفع في وقت نرى فيه المتداولون قلقون تجاه أزمة الديون الأوروبية و ما قد تسببه لاحقاً.
انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم، بعد أن لامس اليورو الأعلى له عند مستوى 1.4084، عاد لينخفض مقابل الدولار الأمريكي حتى حقق الأدنى له عند سعر 1.4019 دولار لليورو الواحد. حتى هذه اللحظة، نرى الزوج يتداول بميل للهبوط بين مستوى الدعم 1.4000 و مستوى المقاومة 1.4080. تشير التحليلات الفنية بأن أمام الدولار عائقاً هاماً يجب أن يثبت أنه قادر على تحقيق تعدّ عليه، و هذا العائق هو مستوى 1.3970. يجب على الدولار الأمريكي أن يحقق كسراً لمستوى الدعم المشار له من أجل تأكيد استمرار الاتجاه الهابط و إلا عدنا لنرى بعض الاتجاه الهابط للدولار.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقرار البنك البريطاني و طريقة تصويت الأعضاء بالنسبة لسعر الفائدة و سياسة التخفيف الكمي كانت القاصمة للجنيه الإسترليني. طمع المتداولون في أن يروا اتجاهاً أكبر نحو تصعيب شروط الائتمان بين الأعضاء، لكن محضر اجتماع البنك البريطاني الأسبوع الماضي أظهر انقساماً أقل، و كذلك الموازنة التي تم اقتراحها قد تكون سبباً للسيطرة على التضخم دون الحاجة لتغيير سريع في اتجاه البنك البريطاني لسياسته المالية أو النقدية. بل أظهر تقرير بأن مستويات التضخم قد لا تستمر في الارتفاع فيما الاقتصاد الملكي يواجه خطر العودة للركود. بذلك، بدأت الضغوط السلبية منذ الأسبوع الماضي و هذا الأسبوع تأثر الجنيه أكثر في حالة من الاضطراب السياسي في بريطانيا و الذي أنشأته الموازنة التي تم اقتراحها.
بالنظر إلى تداولات زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم، نرى بأن الزوج و قد انخفض بشكل واضح من مستوى 1.6021 ليحقق الأدنى له حتى هذه اللحظة عند مستوى 1.5934 دولار للجنيه الواحد. بحسب التحليل الفني، قد تم كسر مستوى 1.5995 و هذا الكسر قد يكون سبباً لمزيد من الاتجاه الهابط خلال الفترة المقبلة ما لم يثبت الزوج قدرته على العودة للاستقرار فوق مستوى الحاجز النفسي 1.6000 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، لكن في حال عجز الجنيه عن ذلك، فقد نرى الدولار يدفع في الجنيه للهاوية التي أول قاع محتمل لها مستوى 1.5870 ثم مستوى 1.5745 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
إيجابية تداولات العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية تبقي على الدولار الأمريكي قوياً، و مقابل الين الياباني أيضاً نرى بأن هنالك اتجاه نحو الدولار الأمريكي بسبب احتمالات استمرار دعم اتجاه الين الهابط من قبل البنك الياباني و العديد من الجهات التي تحاول مساعدة اليابان من خلال إضعاف الين الياباني للحفاظ على فرصة عودة الاستقرار في الاقتصاد. و منذ التدخل في سعر صرف الين الياباني لإضعافه من قبل مجموعة الدول العظمى السبع، دخل الين اتجاهاً هابطاً مقابل الدولار. و اليوم، نرى الدولار يرتفع مقابل الين الياباني لليوم الثالث على التوالي دون توقّف.
ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم من مستوى 81.37 محققاً ملامسة لمستوى 81.84 ين للدولار الأمريكي الواحد. لكن، بحسب التحليل الفني فعلى الدولار إثبات جدارته أكثر مقابل الين ، حيث أن مستوى المقاومة 82.55 يعتبر العائق الأكبر للدولار الأمريكي و دون تحقيق اختراق له قد يعود الاتجاه الهابط للدولار مقابل الين الياباني.
بشكل عام، نرى الدولار الأمريكي قوياً مقابل سلّة العملات الأجنبية الرئيسية الست، لكن الدولار الأسترالي ما زال يتداول بإيجابية لليوم الثامن على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، و رغم أن الدولار الأسترالي انخفض اليوم مقابل الدولار بعد أن لامس الأعلى له عند 1.0312، لكن ما زال الدولار الأسترالي يتداول بإيجابية، حيث نرى الدولار الأسترالي من العملات القليلة التي استطاعت أن ترتفع مقابل الدولار و يرجع ذلك لاتجاه المتداولين نحو الاستثمار في الدولار الأسترالي كعملة ذات عائد مرتفع و على احتمالات رفع أسعار الفائدة في المستقبل في أستراليا.