المعادن الثمينة تتراجع بتأثير مخاوف تخفيض تصنيف الدول الأوروبية

[التحليلات و الاخبار]

حذّرت وكالة ستاندرد آند بورز بأنها من المحتمل أن يتم خفض تصنيف العديد من الدول الأوروبي، إذ أن مسؤولون في الوكالة أشاروا إلى أنهم سوف يضعون كافة الدول في الاتحاد الأوروبي و البالغ عددها 17 دولة تحت المراجعة و الدراسة، فيما حذّرت المؤسسة كل من ألمانيا و فرنسا و عدّة دول أخرى من احتمال خفض التصنيف الائتماني البالغ AAA خلال الـ 90 يوماً القادم في حال لم يتم معالجة العديد من الأمور العالقة في الاقتصاد أهمها مستويات العجز.

جاء هذا الخبر و كأنه صعقة للأسواق المالية، و شهدنا ارتفاعاً كبيراً في سعر صرف الدولار الأمريكي إثر ابتعاد المتداولين عن الأصول المرتفعة العائد و الاتجاه له، و انحدرت اليوم مؤشرات الأسهم الآسيوية و نستطيع رؤية انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.39% و انخفض مؤشر شنغهاي الصيني المركّب بمقدار 0.21%، و كذلك نرى انخفاض العديد من المؤشرات الرئيسية الأخرى.

الارتفاع الحاد في سعر صرف الدولار الأمريكي سبب موجة بيوع كبيرة على المعادن الثمينة مثلها مثل العديد من السلع و الأصول الأخرى، فنلاحظ انخفاض مؤشر S&P GSCI للسلع يوم أمس بمقدار 0.80 نقطة بالرغم من أنه كان يتداول بارتفاع قبل الإعلان عن احتمال خفض تصنيف ديون العديد من الدول الأوروبية، كذلك نستطيع أن نلاحظ انخفاض مؤشر RJ/CRB للسلع بمقدار 0.55 نقطة، و هذا الانخفاض أيضاً حصل بعد ارتفاع في المؤشر. إن مؤشر S&P GSCI يتأثر بأدوات الطاقة، فقد انخفض يوم أمس بانخفاض العديد من الأصول أهمها النفط الذي انخفض يوم أمس رغم ملامسته لمستويات فوق 102.40، حيث انزلق بعدها ليلامس الأدنى في مستويات الـ 100 دولار للبرميل. بالنسبة لمؤشر RJ/CRB، فتلعب المعادن الثمينة وزناً كبيراً فيه، و انخفاض أسعارا لمعادن الثمينة أثقل على المؤشر.

خلال جلسة نيويورك يوم أمس، انخفض سعر الذهب بمقدار 1.27% و أنهى جلسة نيويورك عند مستوى 1723.20 دولار للأونصة رغم أن السعر ارتفع ليلامس أعلى سعر طلب ( Ask ) عند 1748.50، هذا و قد أغلق سعر الذهب جلسة لندن عند مستوى 1744.00 دولار في سعر القطع المسائي، مما يشير إلى أن الانخفاض حصل فعلاً بعد الارتفاع القوي في سعر صرف الدولار بتأثير من حالة التشاؤم التي سادت الأسواق المالية.

انخفض كذلك كل من سعر الفضة و البلاتين، حيث أغلق سعر الفضة أمس عند سعر 32.08 دولار للأونصة و أنهى جلسة نيويورك بانخفاض مقدره 1.72% بالرغم من ملامسة الأعلى عند مستوى 33.00 دولار قبل الانخفاض، فيما انخفض أيضاً سعر البلاتين بمقدار 1.75% عندما أغلق جلسة نيويورك عند سعر 1516.00 دولار للأونصة.

بنظرة على مؤشر الدولار الأمريكي يوم أمس، نجد بأنه بعد أن انخفض إلى مستوى 78.18 نقطة، عاد ليرتفع بشكل واضح معوّضاً كل خسائره و محققاً الأعلى عند مستوى 78.67 نقطة، و نراه اليوم و قد استمر في الاتجاه الصاعد مما أبقى على الضغط السلبي على أسواق المعادن الثمينة. أسواق المعادن الثمينة أصبحت تبدي تأثّراً شديداً في حركة سعر صرف الدولار، و الأخير يتأثر في حالة الثقة في الأسواق المالية عكسياً.

بيانات مؤشر معهد التزويد الغير صناعي الأمريكي يوم أمس جاءت ما دون التوقعات، و اليوم شهدنا ميزانية الحساب الجاري الأسترالي و قد شهدت انخفاضاً في العجز، لكن في أقل من التوقعات. كذلك، خفض البنك الأسترالي سعر الفائدة إلى مستوى 4.25% في محاولات لموازنة الأمور الاقتصادية في ظل التباطؤ الاقتصادي الدولي عموماً. إن التباطؤ الاقتصادي الدولي سبب آخر لدفع التشاؤم في الأسواق المالية، و هذا يدعم طلبات الدولار الأمريكي دافعاً المعادن الثمينة للانخفاض.

حالياً، نرى سعر الذهب اليوم يتداول بانخفاض مقداره 0.54% حول مستوى 1713.90 دولار للأونصة، فيما استمر انخفاض سعر الفضة ليخسر هذا اليوم 0.69% و يتداول عند مستويات حول 31.86. بالنسبة للبلاتين، فهو يتداول الآن عند سعر 1512.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.26%. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:27 صباحاً بتوقيت نيويورك ( الساعة 07:27 بتوقيت غرينتش ).

أشرنا يوم أمس في تقريرنا الصباحي بأن ارتفاع الدولار الأمريكي قد يكون له تأثير كبير على المعادن الثمينة بالسلب، و هذا اليوم أيضاً، إن استمرت حالة التشاؤم في الأسواق المالية، قد يستمر عندها سعر الدولار الأمريكي في الانخفاض لنرى مزيداً من الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة.

لكن، هنالك بعض التصريحات التي صدرت بعد اجتماع المستشارة الألمانية ميركل مع الرئيس الفرنسي ساركوزي، و أشار التصريح بأن هنالك قواعد و أسس جديدة سوف يتم وضعها لمنع أي أزمة مستقبلية كالتي حصلت و ما زالت تؤثر حالياً، و قد تم مناقشة أساليب احتواء الأزمة و سوف يتم وضع الخطط أمام رئيس المجلس الأوروبي يوم غد الأربعاء، و هذا إن نجح في تقليل التشاؤم قد يقلل انخفاض المعادن الثمينة و الناتج عن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي. لكن يجب مراعاة أن الظروف الاقتصادية الحالية و التشاؤم الذي يسود الأسواق المالية قد يسبب مزيداً من الانخفاض في المعادن الثمينة إن استمر.

[التحليلات و الاخبار]

حذّرت وكالة ستاندرد آند بورز بأنها من المحتمل أن يتم خفض تصنيف العديد من الدول الأوروبي، إذ أن مسؤولون في الوكالة أشاروا إلى أنهم سوف يضعون كافة الدول في الاتحاد الأوروبي و البالغ عددها 17 دولة تحت المراجعة و الدراسة، فيما حذّرت المؤسسة كل من ألمانيا و فرنسا و عدّة دول أخرى من احتمال خفض التصنيف الائتماني البالغ AAA خلال الـ 90 يوماً القادم في حال لم يتم معالجة العديد من الأمور العالقة في الاقتصاد أهمها مستويات العجز.

جاء هذا الخبر و كأنه صعقة للأسواق المالية، و شهدنا ارتفاعاً كبيراً في سعر صرف الدولار الأمريكي إثر ابتعاد المتداولين عن الأصول المرتفعة العائد و الاتجاه له، و انحدرت اليوم مؤشرات الأسهم الآسيوية و نستطيع رؤية انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.39% و انخفض مؤشر شنغهاي الصيني المركّب بمقدار 0.21%، و كذلك نرى انخفاض العديد من المؤشرات الرئيسية الأخرى.

الارتفاع الحاد في سعر صرف الدولار الأمريكي سبب موجة بيوع كبيرة على المعادن الثمينة مثلها مثل العديد من السلع و الأصول الأخرى، فنلاحظ انخفاض مؤشر S&P GSCI للسلع يوم أمس بمقدار 0.80 نقطة بالرغم من أنه كان يتداول بارتفاع قبل الإعلان عن احتمال خفض تصنيف ديون العديد من الدول الأوروبية، كذلك نستطيع أن نلاحظ انخفاض مؤشر RJ/CRB للسلع بمقدار 0.55 نقطة، و هذا الانخفاض أيضاً حصل بعد ارتفاع في المؤشر. إن مؤشر S&P GSCI يتأثر بأدوات الطاقة، فقد انخفض يوم أمس بانخفاض العديد من الأصول أهمها النفط الذي انخفض يوم أمس رغم ملامسته لمستويات فوق 102.40، حيث انزلق بعدها ليلامس الأدنى في مستويات الـ 100 دولار للبرميل. بالنسبة لمؤشر RJ/CRB، فتلعب المعادن الثمينة وزناً كبيراً فيه، و انخفاض أسعارا لمعادن الثمينة أثقل على المؤشر.

خلال جلسة نيويورك يوم أمس، انخفض سعر الذهب بمقدار 1.27% و أنهى جلسة نيويورك عند مستوى 1723.20 دولار للأونصة رغم أن السعر ارتفع ليلامس أعلى سعر طلب ( Ask ) عند 1748.50، هذا و قد أغلق سعر الذهب جلسة لندن عند مستوى 1744.00 دولار في سعر القطع المسائي، مما يشير إلى أن الانخفاض حصل فعلاً بعد الارتفاع القوي في سعر صرف الدولار بتأثير من حالة التشاؤم التي سادت الأسواق المالية.

انخفض كذلك كل من سعر الفضة و البلاتين، حيث أغلق سعر الفضة أمس عند سعر 32.08 دولار للأونصة و أنهى جلسة نيويورك بانخفاض مقدره 1.72% بالرغم من ملامسة الأعلى عند مستوى 33.00 دولار قبل الانخفاض، فيما انخفض أيضاً سعر البلاتين بمقدار 1.75% عندما أغلق جلسة نيويورك عند سعر 1516.00 دولار للأونصة.

بنظرة على مؤشر الدولار الأمريكي يوم أمس، نجد بأنه بعد أن انخفض إلى مستوى 78.18 نقطة، عاد ليرتفع بشكل واضح معوّضاً كل خسائره و محققاً الأعلى عند مستوى 78.67 نقطة، و نراه اليوم و قد استمر في الاتجاه الصاعد مما أبقى على الضغط السلبي على أسواق المعادن الثمينة. أسواق المعادن الثمينة أصبحت تبدي تأثّراً شديداً في حركة سعر صرف الدولار، و الأخير يتأثر في حالة الثقة في الأسواق المالية عكسياً.

بيانات مؤشر معهد التزويد الغير صناعي الأمريكي يوم أمس جاءت ما دون التوقعات، و اليوم شهدنا ميزانية الحساب الجاري الأسترالي و قد شهدت انخفاضاً في العجز، لكن في أقل من التوقعات. كذلك، خفض البنك الأسترالي سعر الفائدة إلى مستوى 4.25% في محاولات لموازنة الأمور الاقتصادية في ظل التباطؤ الاقتصادي الدولي عموماً. إن التباطؤ الاقتصادي الدولي سبب آخر لدفع التشاؤم في الأسواق المالية، و هذا يدعم طلبات الدولار الأمريكي دافعاً المعادن الثمينة للانخفاض.

حالياً، نرى سعر الذهب اليوم يتداول بانخفاض مقداره 0.54% حول مستوى 1713.90 دولار للأونصة، فيما استمر انخفاض سعر الفضة ليخسر هذا اليوم 0.69% و يتداول عند مستويات حول 31.86. بالنسبة للبلاتين، فهو يتداول الآن عند سعر 1512.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.26%. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:27 صباحاً بتوقيت نيويورك ( الساعة 07:27 بتوقيت غرينتش ).

أشرنا يوم أمس في تقريرنا الصباحي بأن ارتفاع الدولار الأمريكي قد يكون له تأثير كبير على المعادن الثمينة بالسلب، و هذا اليوم أيضاً، إن استمرت حالة التشاؤم في الأسواق المالية، قد يستمر عندها سعر الدولار الأمريكي في الانخفاض لنرى مزيداً من الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة.

لكن، هنالك بعض التصريحات التي صدرت بعد اجتماع المستشارة الألمانية ميركل مع الرئيس الفرنسي ساركوزي، و أشار التصريح بأن هنالك قواعد و أسس جديدة سوف يتم وضعها لمنع أي أزمة مستقبلية كالتي حصلت و ما زالت تؤثر حالياً، و قد تم مناقشة أساليب احتواء الأزمة و سوف يتم وضع الخطط أمام رئيس المجلس الأوروبي يوم غد الأربعاء، و هذا إن نجح في تقليل التشاؤم قد يقلل انخفاض المعادن الثمينة و الناتج عن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي. لكن يجب مراعاة أن الظروف الاقتصادية الحالية و التشاؤم الذي يسود الأسواق المالية قد يسبب مزيداً من الانخفاض في المعادن الثمينة إن استمر.