سجلت العملات الآسيوية ارتفاعا هذا الأسبوع ابتداء من الوون الكوري، في علامة متفائلة للمستثمرين على خلفية أسعار الفائدة المناسبة والبيئة الخصبة للمزيد من الاستثمارات في الإقليم الآسيوي.
في هذا الإطار نذكر أن الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم تعاني من معدلات تضخم مرتفعة مما استدعاها لرفع قيمة عملتها وإتباع سياسات تضييقية لحصر معدلات التضخم، وارتفاع قيمة العملة من العوامل التي تساعد على كبح جماح معدلات التضخم المرتفعة.
من ناحية أخرى سجل الوون الكوري ارتفاعا كبيرا هذا الأسبوع، إشارة إلى أن البنك المركزي لكوريا الجنوبية قد يقدم على زيادة أخرى في أسعار الفائدة خلال المرحلة القادمة، خصوصا أن بداية التعافي العالمي قاده الإقليم الآسيوي وعلى الأخص الصين التي سجلت معدلات نمو مرتفعة بشكل كبير مما كلفها أعباء تضخمية يجب مواجهتها.
في غضون ذلك أظهرت بيانات هذا الأسبوع أن معدلات التضخم في الصين تسارعت بنسبة 4.9% خلال شهر كانون الثاني عن نسبة 4.6% خلال الشهر السابق، متجاوزة توقعات وأهداف الحكومة الصينية ومتعدية للمعدلات الآمنة، حيث كانت الحكومة الصينية تهدف إلى حصر معدلات التضخم عند نسبة 4%.
في هذا الإطار نذكر أن البنك المركزي الصيني اتجه في الفترة السابقة لتوجيه المودعين للإبقاء على ودائعهم في البنوك بدلا من شراء العقارات والأسهم للتخفيف من حدة التضخم، حيث أشارت التوقعات أن الصين ستعاني من الآثار التضخمية حتى النصف الأول من هذا العام.
أيضا كانت البيسو العملة القومية للفلبين سجلت ارتفاعا مع مطلع هذا العام في موسم الأعياد و من ناحية أخرى بسبب انتعاش القطاع الصناعي في اليابان مطلع العام التي تعد الشريك الأول للفلبين مما ساهم في ارتفاع الطلب على البيسو.
في غضون قامت كوريا الجنوبية في الفترة السابقة برفع أسعار الفائدة بنحو 5 نقطة أساس لتصل إلى نسبة 2.5% لحصر معدلات التضخم بين 2% و 4%.
من جهة أخرى ارتفاع أسعار الفائدة له عامل إيجابي بالنسبة للاستثمارات التي ستحصل على عائد فائدة مرتفع للزيادات المستمرة في أسعار الفائدة في المنطقة الآسيوية، بالإضافة على سماح الدول الآسيوية برفع قيمة عملتها لتجنب الأخطار التضخمية، ولكن ارتفاع أسعار الفائدة على الودائع قد يكون عاملا مشجعا للاستثمارات خصوصا كما ذكرنا أن الإقليم الآسيوي مثمثلا في اقتصادياته الكبرى قادت بداية التعافي العالمي.