هذا الموضوع شديد الاهمية للمتاجرين العرب و بالذات المبتدئين و المحترفين منهم و فى هذا سنسرد فى عدة حلقات اسباب افلاس شركات الفوركس و كيف يمكن الاستفادة من الحالات السابقة التى ادت بالشركات الى الافلاس و سوف نقوم بسرد بعض الوقائع التى حدثت فى السابق و الدروس المستفادة منها.
ان التراخيص هى اهم ما يمكنك ان تبحث عنه و تتمعن..و معنى التمعن هو ان لا تكتفى فقط بما هو مكتوب على موقع الشركة و لكن ان تتابع ما هية الترخيص و ما هى الممارسات القانونية التى يعطيها هذا الترخيص للشركة و هل الشركة بالفعل مرخصة من عدمه و فى اى بلد و اى جهة رقابية هذا الترخيص.
ان كل ما سبق هو فقط يندرج تحت بند الترخيص و ما عليك ان تبحث عنه حتى تضمن فى النهاية حقوقك و اموالك و لا تتعرض للنهب و سوف نذكر واقعة حقيقية حدثت مع الموقع عندما كان الموقع وكيلا لشركة البارى و كانت من احدى اكبر شركات الفوركس فى العالم انذاك و لكن مع تدخل المركزى السويسرى فى الاسواق فى عام 2015 و انهيار اسواق المال بالاف النقاط لم تستطع سيولة الشركة تنفيذ و الابقاء على كل العقود المفتوحة مما ادى الى افلاسها فى الحال بسبب تخطى ارباح المضاربين رأس مال الشركة فاوقفت الجهة الرقابية التداول و اوقفت العقود و اعلنت افلاس الشركة..
و لكن ماذا حدث بعد ذلك و قد كانت احدى الشركات فى اف اكس ارابيا و لدينا عملاء مع الشركة تضرروا قطعا من هذا..؟
فى البداية و احتراما لانفسنا وضعنا على عاتقنا اعادة اموال العملاء ايا كانت الطريقة و سرنا فى الطرق القانونية مع الهيئة الرقابية و قمنا بعمل شكاوى رسمية لدى الهيئة الرقابية و مساعدة كل العملاء فى تقديم الشكوى لتسييل المحفظة و بعد بضعة اسابيع عادت اموال العملاء مرة اخرى الى حساباتهم البنكية عن طريق شركة ETX Capital التى اشترت اصول الشركة و قاعدة البيانات و تم اعادة اموال العملاء اليهم مرة اخرى..
هذه القصة الحقيقية لتبين اهمية ان تتعامل مع شركة بترخيص قوى حيث انه حتى و ان افلست الشركة فانت اموالك فى امان..
ان افضل التراخيص هى التراخيص الاوروبية و الاوقيانوسية..
و الاوروبية تعنى البريطانية و السويسرية و الفرنسية و الالمانية ثم المالطية و الروسية.
و الاوقيانوسية و تشمل استراليا و نيوزيلاندا.
و تاتى بعضهم التراخيص من قبرص و حتى و ان كانت الهيئة الرقابية القبرصية Cysec اضعف بكثير من الهيئات الاوروبية الاخرى و لكن ايضا تعتبر افضل من هيئات رقابية اخرى تقع فى جزر او دول افريقية او اسيوية او من امريكا الوسطى لا تعرف اين تقع عالخريطة..
كيف تبدا مرحلة البحث عن الترخيص.؟
فى البداية ادخل على موقع الشركة و ابحث عن الترخيص او Legalization او License و اقرا اين الترخيص و من اى هيئة رقابية و ما هو رقم الترخيص.
فى الواقع لا تبحث عن سجل الشركة التجارى او البطاقة الضريبية او شهادة المنشا او حتى الايزو..ابحث اين ترخيصك.
بعد الحصول على رقم الترخيص اذهب لرابط الهيئة الرقابية نفسها بالبحث عنها فى جوجل و ادخل رقم الترخيص و اقرا بماذا الشركة مرخصة..هل هى شركة صرافة مثلا..هل شركة نقل اموال..هل هذه الشركة مرخص لها بالتداول الالكترونى؟هل مرخص لها باستلام اموال من العملاء؟وتنفيذ صفقات؟
هذه اسئلة هامة جدا.
ثم لاحقا اكتب اسم الشركة على جوجل و اقرا عنها..غالبا الردود التى ستراها مبنية على اراء شخصية او على تنافس بين الشركات و لكن يمكنك ان تجمع بعض المعلومات عنها.
فى الواقع ان لم تجد ما يفيد الترخيص او لم تجد ما تبحث عنه فاخرج من هذا الموقع فورا..
على الرغم من صعوبة ان تعرف طريقة تنفيذ العقود فى الشركة و لان اغلب الشركات لا تفصح صراحة عن طريقة التنفيذ او قد لا تعطى معلومات وافية عن هذا الا ان طريقة التنفيذ الخاصة بالشركة مهمة جدا لتعرفها و تتعرف عليها لتعرف هل هذا الكيان الذى تتعامل معه مؤمن ضد التقلبات العنيفة فى السوق من عدمه..
هناك طريقتين من التنفيذ فى الشركات و هى ما تسمى داخليا باسم A Model و B Model
و سنشرحهم بالتفصيل.
A Model
و هى التنفيذ الصريح مع البنك اى ان كل العقود تقريبا تنفذ مع البنك سواء اكانت مجمعة او فردية او ما يعرف عبر منصات باخرى باسم ECN
ان التنفيذ عبر البنك يعتبر اكثر امانا حتى لا تكون الشركة خصما و حكما فى نفس الوقت و لكنه ايضا يعرضك لتقلبات الاسواق العنيفة و ستتحمل وحدك تبعات القرار.
B Model
و هو التنفيذ الداخلى بين عقود العملاء و هو ما يعرف باسم المقاصة الداخلية و هو ان تقوم الشركات بتسوية عمليات البيع و الشراء مع البنك فى اخر اليوم للفارق بين عمليات البيع و الشراء او ان لا تقوم على الاطلاق بالتعامل مع البنك و لا تسوى العقود (و فى ذلك مشكلة).
ان التعامل بطريقة المقاصة داخل الشركة له مزايا و له عيوب فانت قد لا تحصل على الكثير من الريكوت و قد لا تحصل على ريكوت اصلا..تحصل على سبريدات ثابتة او شبه ثابتة او سبريدات منخفضة و لكنها تنافسية جدا و لا يتم تحصل عمولة عليك كما انه لا يتم رفع السبريدات بشكل مبالغ فيه فى اثناء الاخبار القوية..
و لكن المهم ان تكون الشركة تسوى اخر اليوم عقودها مع البنك و ان تصفى الفوارق من سيولتها الخاص لضمان استمرارها..
و لكن من لا يقوم بالتعامل مع البنك اساسا لا اول ولا اخر يوم فهناك مشكلتين كبرتين..
الاولى هناك مشكلة شرعية ان شرعية التداول اصبحت على المحك بسبب عدم وجود شرط التقابض فى المجلس و هو مع البنك..
و الثانية ان الشركة اصبحت خصما لك و ان ربحك خسارة لها و من الطبيعى ان لا يسعدها مكسبك و ان مع المكاسب الكبيرة ستجد الف سبب و سترهقك التلاعبات..
و هذا و ايضا قد تتسبب حركات السوق العنيفة فى افلاس الشركة..
مثلما حدث مع احدى قلاع الفوركس العالمية العملاقة..
قبل الازمة العالمية الكبرى فى 2008..
و التى انهارت و ضاعت معها المليارات بسبب الية التنفيذ..و ضاع معها الكثير من اموال العرب انذاك..
انها قصة كراون فوركس..ديناصور شركات الفوركس المنقرضة..
و لهذا قصة شيقة تطول و تحزن لسماعها..و لكنه درس هام لاى متاجر.
و لهذا عليك انتظار الحلقة القادمة من الدرس..
فكونوا معنا..