!~¤§¦ *5 مفاهيم اقتصاديّة أساسيّة*¦§¤~!
الإقتصاد, العلم الكئيب, الموحش، الحزين.. هيك بسموه. و انتو شو ما بدكن سموه… فيو كثير نظريات كثير مفاهيم شي بيظبط و شي ما بيظبط. بس يلي ما منختلف عليه انو الو تأثير كبير بحياتنا شئنا أم أبينا… بالنهاية هو عبارة عن قرارات و خيارات بتمسّنا شخصياً.. فلازم نعرف شوي أكثر عن شوية مفاهيم أساسية… يلا هلق رح نقلب فُصحى…
النقص أو الندرة
نحن نفهم هذه الكلمة جيداً و إن كنّا لا نعلم ذلك. و لعل هذه الكلمة هي المفهوم الأساسي للإقتصاد. ببساطة، إن على هذه الكوكب ثروات محدودة نستخدمها لتلبية احتياجات و طلبات غير محدودة، لذلك علينا دائماً أن نقوم بعملية الإختيار في هذه الشأن. على سبيل المثال، هناك كمية معينة من القمح تُزرع كل عام، محدودة. بعض الناس يريدون خبز، بعضهم الآخر يريد الحبوب و آخرون يريدون بيرة و هكذا… هناك كمية محدودة لانتاج أي من هذه البضائع و ذلك تبعاً لكمية القمح المحدودة. كيف لنا ان نقرر الكمية التي سوف نستخدمها من الطحين لإنتاج الخبز؟ أو ما هي كمية البيرة التي علينا انتاجها؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة نجدها فقط في السوق نفسه و النظام الذي يعمل عليه.
العرض و الطلب
إن من يجلس في قمرة القيادة عندما يتعلق الأمر بالسوق و سيره و النظام الذي يعمل عليه هو العرض و الطلب. لنأخذ مثال البيرة مرّة أُخرى، و لنفرض أن الناس تريد المزيد من البيرة، هذا يعني أن الطلب على البيرة مُرتفع، و هذا التزايد في الطلب يُمكّننا من بيع البيرة بسعر اعلى. و بذلك نجني أكثر من المال بتحويلنا القمح إلى بيرة منه إلى طحين. و هذا يؤدي إلى إنصراف الكثير من الناس لإنتاج البيرة و بالتالي، و بعد بضع دورات إنتاج، سوف يغرق السوق بالبيرة و هذه سوف يؤدي حتماً إلى إنخفاض سعر هذه المنُتج. و في نفس الوقت، نجد أن سعر الطحين قد أخذ بالإرتفاع حيث أن تواجده في الأسواق قد قل، فيبدأ المُنتجون بشراء القمح لصنع الطحين و هكذا…
كان هذا مثال بسيط جداً يبين لنا مبدأ عمل السوق. إن العرض و الطلب قد يساعدنا على فهم أو تفسير لماذا سعر منتج معين قد انخفض إلى النصف عن العام الماضي و العكس.
التكاليف و الفوائد
إن هذا المفهوم يشمل مساحة واسعة من الإقتصاد الذي له كل العلاقة بالتوقعات و الخيارات العقلانية منها. في معظم الأحيان يقوم كل شخص باختيار ما يعود له بأكبر قدر من الفائدة، بأقل تكلفة ممكنة، أو بمعنى آخر، إختيار ما يعود له بفائدة أعظم من تكلفتها له. فلنعود إلى البيرة، عند ارتفاع سعر البيرة و كمية إنتاجها سوف تقوم مصانع إنتاج البيرة في العالم بتوظيف المزيد من العاملين لانتاج كمية أكثر من هذا المُنتج. و بالمثل سيقوم المُستهلك بشراء المنتج الأعلى سعراً بما يتناسب مع إمكانياته المادية بغض النظر عما اذا كان هذا المٌنتج هو بالفعل الأفضل في السوق ام لا.
إن هذا المفهوم لا يقتصر على المعاملات المالية فحسب، بل يمتد إلى أبعد من ذلك. فمثلاً طلاب الجامعات يُحللون التكاليف و الفوائد على أساس يومي، و ذلك من خلال التركيز على مواد معينة قد يعتقدون أنها سوف تفيدهم في المستقبل على حساب إهمال مواد يعتقدون أنها أقل ضرورة.
كلنا، بطبيعة الحال، نعرف أشخاصاً قد اتخذت قرارات خاطئة في الحياة. جميعنا يحاول أن يكون عقلانياً و لكن هنالك الكثير من العوامل التي قد تضرب محاولاتنا عرض الحائط. الإعلانات التجارية مثلاً، فما هي إلا أساليب و حيل صُمّمت خصيصاً للتأثير بنا على نحو عاطفي و المبالغة في إظهار الفوائد المترتبة وراء شرائنا لهذا المُنتج. فقد تجد إعلاناً يُظهر لك زوجان بمنتهى السعادة على يخت في المحيط متمتعين بحياة هانئة تخلو من المشاكل. إن هذه الصورة و الرسالة العاطفية وراءها "هذه الشخص على اليخت يمكن أن يكون أنت" يطغى على تفكيرك العقلاني الذي هو. في نهاية الأمر، المسؤول فيما إذا كنت بالفعل سوف تعيش هذه الحياة المُترفة يوماً من الأيام. إن مفهوم التكاليف و الفوائد قد لا يستحوذ على تفكيرك في جميع الأوقات و لكنه يسيطر عليك أكثر مما تعتقد، و خاصة عندما بتعلق الأمر بالمفهوم المُقبل.
كل شيء مُتعلق بالحوافز
إن الحوافز هي جزء من التكاليف و الفوائد و التوقعات المنطقية أيضاً. لكنها مهمة بحيث تستحق أن نقف عندها. إن الحوافز قد تغيير العالم من حولنا، و أحياناً بمنحى سلبي. إذا كنت أحد الوالدين أو مُدرب أو معلم أو أي شخص لديه مسؤولية الرقابة و الأمور تسير بشكل سيئ، فهذا يعني أنه قد يكون هناك احتمال أن تكون الحوافز الخاصة بك هي خارج المحاذات مع ما تريد تحقيقه.
لنأخذ مثالاً على ذلك - نعم عدنا إلى البيرة. لنفرض أن لدى مصنعاً للبيرة قياسان من الزجاجات، 500 مل أو 1 لتر في الزجاجة. إن صاحب المعمل يريد زيادة في الإنتاج، لتحقيق ذلك اعتمد على طريقة إنتاج عدد أكبر من زجاجات البيرة في اليوم. بعد بضعة أيام رأى صاحب المعمل أن عدد إنتاج الزجاجات قد ارتفع من 10000 إلى 15000 زجاجة في اليوم. و لكن سرعان ما انهالت عليه المكالمات و الطلبات من الموردين يسألونه عن موعد قدوم الشحنة التالية من زجاجات ال 1 لتر. السبب وراء ذلك هو أن الحافز لديه قد ركز على الطريقة الخطأ لزيادة الإنتاج، حيث أنه اختار زيادة عدد الزجاجات بدلاً من كمية إنتاج البيرة نفسها، و هذا ما اعطى منافسيه فرصة "للغش" حيث أنهم اعتمدوا فقط بيع الزجاجات الصغيرة.
عندما يتم ربط الحوافز مع الأهداف التنظيمية، قد نحصل على فوائد استثنائية. و قد اثبتت بعض الحوافز فعاليّة بحيث تم اعتمادها في الكثير من الشركات، مثل تقاسم الأرباح و مكافآت الأداء و اعطاء تسهيلات للموظفين. و لكن مع ذلك قد تؤدي هذه الحوافز نفسها إلى كوارث فيما اذا خرجت عن محاذاة الهدف الأساسي. مكافآت الأداء المنظمة على نحو سيئ مثلاً، الكثير من رؤساء الشركات عمدوا إلى اتخاذ تدابير مؤقتة للحصول على نتائج مالية معينة تكفي لحصولهم على العلاوة، تدابير قد تكون ضارة جداً للشركة على المدى الطويل.
و الآن لنضع ما مر معنا في إطار واحد
النقص أو الندرة هو المحور الرئيسي الذي يرتكز عليه الإقتصاد، هذا يبدو سلبياً، و لكنه ببساطة يعني أن هنالك خيارات يجب أن تّتخذ. هذه الخيارات تُتخذ عن طريق الاعتماد على مفهوم التكاليف و الفوائد الذي يؤثر على عملية الإختيار و بالتالي يؤدي إلى ظهور مدى من الحيوية في السوق حيث تخضع هذه الاختيارات لمفهوم العرض و الطلب و تدخل اللعبة. على الصعيد الشخصي، النقص أو الندرة يعني أنه علينا اتخاذ قراراتنا و اختياراتنا بناءاً على حوافزنا و على تطبيق مفهوم التكاليف و الفوائد على مختلف مسارات عملنا. العالم واسع و مليء بالخيارات، و بالتالي فإن عالم الإقتصاد مليء بالنظريات و القوانين و المفاهيم التي تساعدنا على فهم و دراسة هذه الخيارات.
يمكن هل مفاهيم يلي قريناها ما تعمل تغيير جذري بحياتنا او بالعالم، بالنهاية في ملايين القرارات و الخيارات، بس اكيد بتساعدنا نفهم و نفسر كثير شغلات حولينا و بتقربنا اكثر من فهم الاقتصاد يلي منعرفو اليوم.