وارن بافيت
وارن بافيت شخصية لا يجهلها أي متابع للشأن الأقتصادي العالمي، وحين تقرأ عن هذه الشخصية كيف قام ببناء ثروة مالية "بعصامية" تتجاوز 50 مليار دولار تبرع بثلثي المبلغ أي ما يقارب 37 مليار دولار لجمعية بيل جيتس وزوجته، سيدهشك هذا الرجل في كل تفاصيل حياته، من بيته وسيارته القديمة ولا يملك طائرة خاصة ولا "ماكنة" إعلامية تلمع أينما ذهب وحل، وارن بافيت يقدم خطابا سنويا واحدا للمساهمين في شركته التي يديرها وهي "Berkshire Hathaway" ولديه مبادئ واستراتيجيات بسيطة وليست معقدة ولكن الأهم "الانضباط والالتزام" بها، ولست هنا بصدد استعراض شخصية نبحث عنه أينما تحدث أو حاور أو كتب أو قرر، لست بصدد استعراض شخصية يمكن أن نطلق عليها "أبو الثروات" ولا يمارس أي نوع من أنواع المضاربة، ولكن ما أثار اهتمامي حقيقة هو "الشغف" الكبير لدى هذا الرجل "البسيط" رغم كل هذه الثروات لعمل "الخير" والبذل الهائل للجميعات فهل نجد من يمكن له أن يتبرع بثروة تقارب 130 بليون ريال أي ما يعادل 37 مليار دولار، تقف مذهولا وعجبا أمام هذا الرجل المتشدد بانضباطه الاستثماري، فلا يملك القصور والطائرات وجيشا من "الملمعين" له في الإعلام.
آخر ما قام به الآن "وارن بافيت" في سبيل دعم أعمال الخير ودعم الجمعيات، أن وضعت شروط "للغداء" معه بأن يدفع كل من يريد الجلوس معه والغداء أيضا ما يقارب 2.63 مليون دولار، وقد ارتفع سعر الغداء معه مقارنة بعام 2008 بنسبة 24%، تفكر كثيرا هل هذا يحدث حقيقة؟ وقد تمت فعلا فقد دفع مدير الصندوق التحوطي الاستثماري من هونغ كونغ جاو دانيانغ مبلغ 2.11 مليون دولار لتناول الغداء مع بافيت. أما العام الماضي فبلغت قيمة أكبر مزايدة على الغداء مع بافيت مبلغ 1.68 مليون دولار، وكانت من شركة استثمارات "ساليدا كابيتال" الكل يريد أن "يسمع" أي كلمة تصدر من هذا الرجل، أي همسة عبارة إيحاء، قراءة كتبه أصبحت نهماً لا يتوقف، وكل ذلك ليس في حسابه الشخصي بل دعم لأعمال الجمعيات الخيرية، ولم يستخدم كل هذه الشهرة العالمية في دعم شركته الخاصة أو أعماله فيؤمن كثيرا "الجيد سيفرض نفسه حتما" والأرقام تتحدث أبلغ من الصوت، دعم الجميعات لدى هذا "البافيت" غير مسبوق ويقتطع من وقته وماله ما لم يسبقه عليه أحد. إذاً كم ستصبح قيمة هذا الرجل في حال كانت الوليمة "عشاء"؟ وأجزم أن كثيرا من رجال الأعمال الذين يعتد بهم بهذا العالم يتمنون الجلوس معه والاستماع له، فهي خرافية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
لست بصدد المقارنة مع رجال الأعمال لدينا، بل هناك من وضع "وقفا" وثروات هائلة لدينا، وأعمال الخير هي منهج وواجب ديني لدينا لا شك به، ولكن السؤال الأهم كم عدد الأثرياء لدينا وكم منهم من "أوقف خيرا" أو "دعم" أو دفع زكاة ماله الواجبة؟ قد تجد رجال أعمال لدينا الأفضل لك ألا تقبل "وليمته" لأنك ستدفع ثمنها أضعاف ما تتوقع، لأنه يريد أن يأخذ أكثر مما يعطي ولا يدري أنك لا تعطي أو تأخذ؟!
اترركم مع سيرته
صوره وارن بافيت
وارن بافت (1930) رجل أعمال, أشهر مستثمر أمريكي في البورصة الأمريكية, رئيس مجلس إدارة شركة Berkshire Hathaway ومن أغنى أغنياء العالم بثروة 62بليون دولار أمريكي.
نشاته:
في عام 1941 عندما أصبح وارن بافت في سن الحادية عشر, بدأ يعمل في بيت السمسرة الذي كان يديره والده حيث اشترى اسهمه الأولى. وعندما أصبح في الرابعة عشر من عمره (1945) كان يجني 175$ دولاراً في الشهر من توزيع صحيفة ذي واشنطن بوست. كما اشترى أرضاً زراعية في نبراسكا مساحتها 40 أكر مقابل 1200$ دولار.
تعليمه:
في عام 1947_1949 التحق بكلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا, ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وتخرج منها. وفي عام 1950 حاز على درجة بكالوريوس في العلوم من جامعة نبراسكا، وفيما كان في السنة الأكادمية الرابعة, قرأ كتاب The Intelligent Investor -المستثمر الذكي- لبنيامين غراهام, والذي ينصح بتجنب الأسهم التي سرعان ما تختفي وبشراء الأسهم التي تعرض بأسعار تقل عن قيمتها الحقيقية.
رُفض طلبه للإلتحاق بكلية هارفارد للتجارة, ولذلك التحق بكلية التجارة بجامعة كولومبيا حيث درس كتاب غراهام. وتخرج من جامعة كولمبيا عام 1951.
رحلته للثروه:
بعد تخرجه من جامعة كولومبيا ذهب لكي يعمل في وال ستريت, مخالفاً نصيحة والده ونصيحة غراهام. ثم عاد بعد ذلك إلى اوماها ليصبح سمساراً في مؤسسه والده ومدرساً لمادة التجارة في الصفوف المسائية. في عام 1954 حصل على وظيفة براتب 12000$ في السنة في نيويورك حيث كان يساعد في إدارة شركة غراهام المتضامنة للاستثمار.
في عام 1956 عاد بافت إلى أوماها - بعد أن تقاعد غراهام وحل شركته- ليؤسس بافت أسوشيتس المحدودة برأس مال 105000$ جمعه من الأصدقاء وأفراد العائلة, إضافة إلى مساهمته بمبلغ 100$. ثم أسس في وقت لاحق شركتين متضامنتين ليدمج الشركات الثلاثة في نهاية الأمر. ووضع لنفسه هدف بأن يتغلب على الداو بمقدار عشرة نقاط مئوية كل عام.وبعدج خمس سنوات (1962) أصبحت الشركة المتضامنة تساوي 7.2 مليون دولار., وزادت ثروة بافيت عن مليون دولار.وفي نفس العام تم دمج كافة الشركات المتضامنة في بافيت بارتنر شيبس المحدودة التي بدأت تشتري أسهم Berkshire Hathaway بيركشاير هثواي, نيو بيدفورد المتعثرة, وماس تيكستايل ميل مقابل أقل من 7.6 دولارات للسهم الواحد. كما استخدم رأس مال بيركشاير في الاستثمار في القطاعات التجارية الأخرى مثل قطاع التأمين.
مع حلول عام 1963 أصبحت بافيت بارتنر شيبس المحدودة أكبر مالك للأسهم في بيركشاير.وسيطر عليها في عام 1965.وفي عام 1967 فاقت بافت الصافية 10 ملاين دولار, وفي تلك السنة اشترت بيركشاير هثواي شركة ناشونال إندمنتي للتأمين مقابل 8.6 مليون دولار. لكن في عام 1969تم حل الشركة بعد أن حققت عائدات سنوية متراكبة بلغت نسبتها 29.5% مقابل 7.4 للداو. وهذا ما دفع بافيت إلى الاستنتاج بأن الكثير جداً من الأسهم تعرض بأسعار تفوق كثيراً قيمتها الحقيقية. تضمنت الأرصدة التي جرى توزيعها الشركاءأسهم شركة بيركشاير هثواي. وباتت ثروة بافيت تقدر بحوالي 25 مليون دولار.
الوصايا العشر لوارن بافيت :
يقول “وارن بوفيت” : أنا متأكد من أن الاشخاص الذين يتبعون هذه الوصايا العشر سيكونون في وضع مالي جيد، كما أنني على يقين أن الاشخاص الذي سيبدأون بتطبيق هذه النصائح سيتحسن وضعهم المالي.
1:العمل الدؤوب
كل عمل دؤوب يحمل معه الأرباح أما مجرد الكلام فإنه لا يجر إلا الفقر.
2:الكسل
جراد البحر النائم على الشاطئ يتم جرفه مع التيار.
3:الإيرادات
لا تعتمد أبدا على مصدر واحد للدخل (على الأقل اجعل الاستثمار مصدرك الثاني للدخل).
4:الإنفاق
إذا اشتريت أشياء لا تحتاج إليها، قد تبيع في وقت قريب أشياء أنت في حاجة إليها.
5:المدخرات
لا تدخر ما يفيض مما تنفق وإنما أنفق ما يفيض مما تدخره.
6:السلفيات (الديون)
قد يتحول المدين عبدا للدائن.
7:التدقيق المحاسبي
لا فائدة من حمل المظلة إن كان الحذاء مشقوقا !!
8:مراجعة الحسابات
كن حذرا من النفقات البسيطة فقد يغرق شق صغير سفينة كبيرة.
9:المخاطرة
لا تختبر عمق الماء بكلتي قدميك.
10:الاستثمار
لا تضع البيض كله في سلة واحدة.
:::::::::::::::::::::::::::