تحتفل دول منطقة اليورو السبع عشرة هذه الأيام بمرور عشر سنوات على إطلاق العملة الأوروبية الموحدة التي يستخدمها اليوم ما يزيد عن ثلاث مائة وثلاثين مليون شخص في حياتهم اليومية.تاريخ اليورو قصير و لكن محطاته كثيرة.فما هي أهمها؟
من أهم هذه المحطات بداية تداول أوراق العملة الأوربية وقطعها النقدية في بداية كانون الثاني/ يناير عام 2002 في 12 بلدا من بلدان الاتحاد الأوروبي 27. من هذه المحطات أيضا بلوغ قيمة اليورو دولارا وأكثر من 60 سنتا في 25 من شهر يوليو/تموز عام 2008 أي خلال احتداد الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي انطلقت من الولايات المتحدة.
ويمكن القول أيضا إن السنة الماضية والسنة الحالية التي لم يبق منها إلا أيام قليلة شهدتا دخول اليورو في أزمة حادة بسبب أزمة الديون السيادية في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي . وآخر البلدان الأوروبية 17 التي انضمت إلى منطقة اليورو هي استونيا في بداية العام الجاري.
ما الذي كسبه المواطن في بلدان اليورو وما الذي خسره من خلال اعتماد اليورو والتخلي عن العملات الوطنية ؟
يشعر كثير من المواطنين وبخاصة من متوسطي الحال والفقراء أن اليورو أسهم بحق في غلاء المعيشة أكثر من اللزوم. أما المكاسب التي حققها المواطن تيجة الانتماء وتطبيق العملة الأوروبية الموحدة هي "مزايا كثيرة لا تحصى" حسب المحلل الاقتصادي عادل مهني الذي يعتبر أن " تطبيق العملة الموحدة، أدى أولاً إلى تسهيل الأمور اليومية للمواطن الأوروبي،و تسهيل عملية الانتقال من دولة إلى أخرى، وتسهيل عمليات السياحة والمعاملات التجارية.هذا يجب تذكره بالنسبة لليورو بالرغم من الانتقادات الموجهة إلى العملة الموحدة الآن".
و لكن كيف يبدو مستقبل العملة الأوروبية الموحدة في ظل الأزمة المالية الحادة التي لا تزال تمر بها منطقة اليورو؟
هناك رأي لدى بعض الخبراء الاقتصاديين والماليين مفاده أن وضع اليورو سيتدهور أكثر في المستقبل وأن مستقبله ضبابي المعالم. ولكن محللين وخبراء اقتصاديين كثيرين يرون غير ذلك فلدى أوروبا آليات لتفادي أزمة اليورو كما يقول الخبير الاقتصادي كاميل الساري الذي يشدد على عدم امكانية أي بلد أوروبي من الخروج من منطقة اليورو. لأسباب تقنية وعملية واقتصادية وحتى سياسية، فإذا تفاقمت الأزمة وأصبحت حادة جداً، يمكن للبنك المركزي الأوروبي التدخل لشراء سندات الدول المتعثرة، ويستبعَد انهيار اليورو".
و عن أهمية اليورو يضيف كاميل الساري أن الذي "يجب معرفته أن اليورو أصبح ثاني عملة خزينة في العالم بعد الدولار، أي أن الصين تشتري 40 بالمائة من سنداتها المكوّنة من سندات دول أوروبية".
وإذا كان لابد من الاحتفاظ بكلمة واحدة من الكلمات المفاتيح التي ستسمح بمساعدة اليورو على الثبات فهي كلمة" الحوكمة" التي تسعى بلدان أوروبية في مقدمتها فرنسا وألمانيا إلى التأسيس لها اليوم.