ھذا الموضوع موجه لمن یجید أساسیات مھارات التحلیل الفني ولكن لا یعرف كیف یبدأ .
الھدف من ھذا الموضوع تقدیم طریقة متسلسلة مبسطة وسھلة التطبیق لقراءة أي شارت
بحیث تصبح قالبا مقبولا لكتابة اي تحلیل فني لاي سھم أو عملة وفق التحلیل الكلاسیكي حسب نظریة داو الاساسیة.
قبل ان نبدأ ، یجب ان نتذكر ان ھدف اي تحلیل ھو الاجابة على سؤال بسیط جدا:
"متى نبیع؟ ومتى نشتري؟ "وبصیغة فنیة " ھل العملة عند قمة او في قاع. "
ونتذكر ایضا ان میزة التحلیل الفني تأتي من مصداقیة الارقام التي یستند الیھا لانھا انعكاس لقرارات جمیع
المتداولین وتقیس حركة الاسعار التي حدثت بدقة.
وعیب التحلیل الفني الاكبر ھو انحیاز المحلل الفني. وھذا الانحیاز یأتي عندما تدخل العواطف على التحلیل
ویبدأ المحلل منذ اول نظره على الشارت بمحاولة اكتشاف اشارات تدعم رغباته الشخصیة وقد یجد اشارات
تناسب اھوائه ویكتفي بھا ویتناسى باقي الاشارات السلبیة الاقوى ربما. جرب ان تحدق في سحابة وانت
تبحث فیھا عن شكل رأس انسان ( مثلا ) لو حدقت طویلا ستجد ھذا الشكل بطریقة ما.
لذلك على المحلل ان یتخلص من آماله واطماعه ویتناسى تشاؤمه ومخاوفه قبل النظر الى التشارت.
وان یحصر مھمته في جمع المعلومات الفنیة اللازمة لدراسة حركة السعر . ثم یقوم المحلل بدور القاضي
العادل الذي یفصل بین الاشارات السلبیة والایجابیة ویرجح جانب واحد ولا یكتفي باعطاء احتمالات فقط
فالاحتمالات اساسا لن تخرج عن الصعود او النزول ، ولان مھمة المحلل اساسا ھي دعم القرار الاستثماري
ولیس ضخ مزید من الحیرة
ویجب علیه تجاھل كل الاخبار عن السھم ، ویتذكر اھم قاعدة في نظریة داو التي تنص على أن معرفة "ماذا
" اھم من معرفة " لماذا ". لان الاخبار مھما كانت ایجابیة و اكیدة لاتعني ان ردة فعل السوق علیھا ستكون
ایجابیة. وفي كل الاسواق ، تأتي الاخبار لتشتت ذھن المتداول عن الحقائق، ناھیك عن حقیقة ان الخبر یأتي
بعد الحدث وان ھناك من عرف بالخبر قبل وصوله الیك وتصرف على اساسه مبكرا ، وبدراسة المحلل
لتغیرات العملة السعریة سیكتشف تأثیر الخبر على العملة وھو اھم من الخبر نفسه
ولان الاسعار تتغیر بمرور الوقت ، فأھم ما نبدأ به ھو دراسة حركة السعر لكي نكتشف ( الطریق ) الذي
یسلكه السعر للانتقال من محطة سعریة الى اخرى.
واول خطوة في دراسة الحركة ھي جمع المعلومات ، لھذا یلزم التعرف على ٥ عناصر ودراستھا كل على
حدة اولا ثم الربط فیما بینھا للخروج بتصور كامل عن اداء العملة وبالتالي یمكن التنبؤ بحركتھا القادمة.
1- دراسة الترند ( النزعة او التوجه ) و یقصد بھا اتجاه الحركة العام والمتوسط والحالي. ویتم تحدیده
ویجب تحدید نوعھا بخطوط الترند وتأكیده بالمتوسطات ومؤشرات قوة الترند مثل
الاتجاه والزمن والدرجة الزاویة او سرعة الاتجاه. والترند موضوع ھام وتفاصیلة دقیقة جدا ویغفله للاسف
الكثیر من المحللین ومعظم اخطاءھم تأتي من تجاھلھم لاساسیات الترند وشروطھا ومتى تكتمل ومتى
تنعكس.
2- دراسة قوة الحركة و تسارعھا بما فیھا القفزات السعریة او مایسمى بالفجوات والتعرف على عزم
الحركة وھل ھي في بدایتھا ام منھكة. ویتم تحدید ذلك بمؤشرات المومنتم مثل ADX وماكد و RSI
وغیرھا الكثیر
3-دراسة العوائق التي ممكن ان تغیر اتجاه الحركة ومعرفة قوتھا او بمسمى اخرى مستویات البیع والشراء
والمصطلح الفني لھا مستویات الدعم والمقاومة .والتعرف على قیم انواعھا المختلفة، الظاھرة والمختفیة
والافقیة والمتحركة. ورسمھا على الشارت كدراسات خطیة تشكل بعد ذلك اشكال فنیة ( قد ) تسھل عملیة
قیاس الاھداف.
4- دراسة مدى التذبذب الطبیعي ، لان الاسعار نادرا ما تتحرك على شكل خط مستقیم، وذلك باستخدام
القنوات الثابته والمتحركة بمختلف انواعھا مثل البولنجر وقنوات التراجع المعیاري وشوكة اندرو وتزاوج
المتوسطات بالانحرافات المعیاریة وغیرھا الكثیر.
5- التعرف على حجم المشاركة في الحركة ونقصد بذلك حجم التداول. حیث یجب التعرف على نسبة التغیر
فیه ومتوسط تغیره وتوافقه مع اتجاه الحركة السعریة ومخالفته لھا وھو اھم مؤشر في اي شارت ویزداد
اھمیة عندما تظھر اشكال فنیة مثل الراس والكتفین او الكوب والعروة لانه اساس مصداقیتھا.
وھذه القواعد تنطبق على اي شارت سواء كان بالدقائق ( انترا داي ) او بالایام او بالاسابیع.
ودائما یجب عدم اغفال ان الشارتات ذات الفترة الزمنیة الصغیرة في الاصل جزء صغیر من شارتات الفترات
الاكبر ، لھذا یجب القاء نظرة فاحصة على شارتات الفترات الزمنیة الاكبر للتعرف على الصورة الكبرى ومن
ثم متابعة الفترات الزمنیة الاصغر لان الحركات الفنیة الھامة تنطلق صغیرة اولا.
***ملاحظة ھامة ، ھناك العشرات بل المئات من المؤشرات الفنیة التي تقیس العناصر اعلاه ، وبنكھات
مختلفة ، ومن وجھة نظري انه كلما كانت معادلة المؤشر تعتمد على معلومات السعر الحقیقة كلما كان اصدق
، لان ھناك مؤشرات تعتمد في معادلاتھا على مؤشرات اخرى وبالتالي یصبح ناتجھا لیس قریبا من الواقع
مقارنة بالنوع الاول. كما ان ھناك مؤشرات سریعة في الاستجابة للتغیرات السعریة مثل استوكاستیك و RSI
ومؤشرات بطیئة مثل MACD و تعطي الأولى إشارات اسباقية و الثانية تعطي إشارات تأكيدية
ویجب التأكید ھنا على ان اھم خطوات التحلیل ھي الدراسات الخطیة وھذه تكتشف بالعین المجردة وان
وظیفة المؤشرات الاساسیة ھي القاء مزید من الضوء على الدراسات الخطیة اما بفلترتھا او تأكیدھا او
توضیح ماخفي في الشارت السعري.
تطبیق ھذه الخطوات جمیعا كفیل بالخروج بقراءة كافیة والإخلال بأي عنصر منھا یعني نقصا كبیرا في
القراءة قد تكون نتائجه سلبیة.