قصة جديدة في عالم الاحتيال بدأت في نهاية العام الماضي وتصاعدت خلال الشهور الستة الماضية, حيث بدأ مستثمرو شركة إم إم ايه فوركس, والتي تتخذ من دبي مقرا لها, في تكثيف مطالباتهم بعد أن رفض الوسيط سداد ودائعهم لدي الشركة. إم إم ايه فوركس, المملوكة للسيد مالك نوريد أوان, توفر خدمات التداول على الفوركس جنبا إلى جنب مع الحسابات المدارة, وكانت تدعي بان حجم تداولاتها الشهرية يبلغ 20 مليار دولار. بحسب موقع فوركس ماجنتيس لابحاث السوق, فان شركة الوساطة هي إحدى شركات مجموعة ام ام ايه جروب والتي تمتلك مساهمات في بعض شركات الطيران وصناعة المعدات الثقيلة والإعلان. الشركة أصبحت معرضة لاتهامات بممارسة الاحتيال والغش بعد فشل المستثمرين في سحب ودائعهم الأمر الذي قاد السلطات المحلية إلى إجراء تحقيقاتها حول عمل الوسيط وأيضا اعتقال مالك الشركة أوان.
أرباح كبيرة دون الحاجة إلى خبرة
إم إم ايه فوركس دأبت على اجتذاب عملائها عن طريق الادعاء بقدرتها على تحقيق عوائد مرتفعة من خلال حساباتها المدارة وقامت الشركة باستهداف العدد الكبير من العاملين الأجانب في دبي فضلا عن الأفراد منخفضي الدخول من خلال تسويق قدرتها على ضمان تحقيق عوائد مجزية. الشركة باتت متهمة من خلال قسمها الداخلي للتداولات الذاتية بإتباع الطريق الذي يسلكه وسطاء الفوركس المحتالون من خلال السعي إلى اجتذاب المستثمرين غير المتعلمين عبر الادعاء بمزايا تجارة الفوركس ثم التلاعب بالحسابات لاحقا.
وفقا لمصادرنا في دبي, فان إم إم ايه فوركس هي واحدة من بين العديد من شركات الوساطة التي تعمل في البلاد دون الحصول على ترخيص. وبينما لا تحظي الشركة بتواجد كبير في دبي إلا إنها تتمتع بانتشار واسع ضمن مجموعة شركات ام ام ايه جروب في باكستان حيث استفاد الوسيط من شركات المجموعة في تسويق عملياته خصوصا وانه على ما يبدو معروف على نطاق واسع في إسلام أباد وما حولها.
بعد تكوين علاقات جيدة مع العملاء, تسعي إم إم ايه فوركس إلى حث الزبائن على العمل وفقا نظام الإحالات والذي يضمن لـ MMA مواصلة استهداف المستثمرين غير المتعلمين وهو الأمر الذي بدا يلفت انتباه السلطات التي بدأت بدورها في وضع الشركة تحت المراقبة. ووفقا لوسائل الإعلام الخليجية فان العديد من المستثمرين قاموا بأخذ قروض لإعادة استثمارها في حسابات إم إم ايه فوركس متأثرين بالأمثلة التي قدمتها الشركة حول عملاء ناجحين قاموا بتحقيق عوائد مجزية.
كارثة هايب أخرى
بشكل مماثل لبرامج الاستثمار ذات العائد المرتفع (HYIP), فان إم إم ايه فوركس أصبحت موضع الاتهام بممارسة عمليات احتيالية بعد أن بدأ العديد من العملاء الإبلاغ عن توقف الشركة عن الدفع لهم. ونتيجة لذلك بدأ المستثمرين في استخدام الانترنت لجمع معلومات والإبلاغ عن الموقف الحالي. موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك كان احد الاختيارات الرئيسية لهؤلاء العملاء والذين بدءوا في نشر مطالبتهم ضد الوسيط في صفحات MMA وأوان على الفيس بوك. النظر على هذه الصفحات يظهر حوارات كثيرة بين العملاء الغاضبين وما يفترض أنهم عملاء راضون عن الشركة فضلا عن مشاركة كل من أوان و إم إم ايه فوركس.
بعد أن تم إزالة الغالبية العظمي من التعليقات على صفحة أوان, ادعي الرجل أن هذه المطالبات تأتي من أناس يحاولون ابتزازه. برغم ذلك فان الصفحة الرسمية للوسيط ذاته تضمنت ادعاءات من موظفي الشركة بان أوان قام بفصلهم كما انه فر من البلاد وحول الأموال إلى موطنه في باكستان.
التحقيق والاعتقال
المستثمرون بدءوا في التواصل مع السلطات المحلية والتي بدأت بدورها إجراء التحقيقات اللازمة خصوصا في ظل حالة التكاتف التي بدأت تتزايد بين العملاء والذين أصبحوا أكثر صخبا في المطالبة بحقوقهم. صحيفة جالف نيوز أشارت في تقرير لها إلى أن أوان تم اعتقاله من قبل الشرطة على خلفية التحقيقات التي أجرتها وتضمنت اتهامات له بممارسة الاحتيال عن طريق شركته إم إم ايه فوركس. وبمجرد نشر خبر الاعتقال ظهر العديد من العملاء السابقين للادعاء ضد إم إم ايه فوركس والمطالبة بتطبيق العدالة واسترداد حقوقهم
على صفحته الشخصية على الفيس بوك, وأيضا على صفحات ام ام ايه جروب, واصل أوان الدفاع عن نفسه والادعاء ببراءته. وفقا للتعليقات التي نشرها فان العملاء سيتلقون كافة أموالهم بمجرد انتهاء الشرطة من تحقيقاتها خلال 30 إلى 50 يوم. الغريب حقا أن أوان واصل الترويج لإم إم ايه فوركس على صفحات الفيس بوك لاجتذاب عملاء محتملين سواء لشركته أو لباقي شركات ام ام ايه جروب.
القضية الآن باتت بين أيدي السلطات المحلية وسوف تتداولها قاعات المحاكم في الفترة القادمة. بالنسبة للمستثمرين, فان إم إم ايه فوركس هي دليل آخر يثبت مخاطر شركات الهايب وكف أنها محكوم عليها بالفشل في نهاية المطاف. على الجانب الأخر من القصة, فان هذا الرجل الذي يظهر كمالك متعجرف لمجموعة كبيرة من الشركات يبدو الآن في طريقه إلى غاية السجون بعد أن بنى إمبراطوريته الواسعة على الأكاذيب وممارسة الخداع.