°¨¨™¤¦ كيف يتم هيكلة الصكوك الإسلامية ؟؟¦¤™¨¨°
في حلقات الصكوك السابقة (السندات الإسلامية) تطرقنا للصكوك من عدة جوانب كان أولها إعطاء لمحة عامة عن الصكوك، من ثم تفصيل أنواعها والسبب الرئيسي وراء تعثر بعض إصداراتها. أما اليوم فسنعرض لهيكلة الصكوك، مما تتركب هذه الصكوك؟ هل هي مجرد دين كحال السندات التجارية؟ كيف تكون الصكوك إسلامية مع أنها تؤدي ذات الغرض الذي تقوم به السندات التجارية؟
في الحقيقة هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها هيكلة الصكوك لكننا آثرنا أن نعرض المرابحة والإجارة باعتبارهما أكثر الطرق انتشارا وشهرة.
قبل أن نبدأ تفصيل الطريقتين يجدر بنا بيان الفروق بين الهيكلين: الهيكل الأول ( المرابحة) لايمكن تداوله في أسواق الأوراق المالية بناء على أحكام المعاملات الإسلامية لأنه يمثل دينا يمنع تداوله بيعا أو شراءا إلا إن كان التداول بالقيمة الإسمية ، أما الهيكل الآخر فهو (الإجارة) الذي تميز عن غيره بانتشاره وكثرة استعماله، فإنه لا مانع من تداوله في أسواق الأوراق المالية حيث أن حامل الصك يملك جزءا شائعا من الأصول المؤجرة التي تعطي حاملها الحق في الحصول على جزء من الإيجار.
صكوك المرابحة:
تقوم صكوك المرابحة على تمويل عملية شرائية لأصول معينة بسعر يشمل تكلفة الأصول مضافا إليه ربحا محددا يتفق عليه بين البائع والمشتري.
صكوك المرابحة أداة تمويلية تستخدم من قبل الشركات وكبار المستثمرين للحصول على التمويل اللازم لشراء سلعة معينة.
خطوات هيكلة صكوك المرابحة كالتالي:
1. يقوم طالب التمويل بإنشاء شركة استثمارية ذات غرض خاص تقوم بإصدار الصكوك بغرض تملك سلعة معينة أو بغرض الحصول على التمويل.
2. يقوم المستثمرون بالمشاركة بالاكتتاب وذلك بشراء مجموعة من الصكوك المطروحة، تمثل هذه الصكوك المبلغ الذي دفعه المستثمرون ثمنا للسلعة وربحا متفقا عليه.
3. تقوم بعدها الشركة ذات الغرض الخاص (التي أسست بواسطة طالب التمويل) بشراء السلعة من التاجر(1) نيابة عن المستثمرين.
4. يتم بيع هذه السلعة لطالب التمويل بسعر الشراء مضافا له نسبة الربح المتفق عليها.
5. يدفع المشتري (طالب التمويل) ثمن السلعة بإحدى طريقتين:
• إما أن يدفع الثمن دفعة واحدة يوم استحقاق الصكوك
• أو أن يدفع المبلغ على أقساط متفرقة
في كلا الحالتين سيحصل حملة الصكوك على رؤوس أموالهم مضافا لها الربح الناجم عن عملية المرابحة.
6. إن كان طالب التمويل محتاجا للسلعة فإنه لن يبيعها للتاجر(2)، أما إن كان لا حاجة له بها فإنه سيبيعها للتاجر(2) ويحصل على التمويل اللازم (تسمى هذه العملية بالتوريق).
الرسم التوضيحي التالي يمثل الاطراف والخطوات التي تتطلبها هيكلة صكوك المرابحة:
صكوك الإجارة:
وهي أكثر النماذج شهرة واستخداما في عالم الصكوك، تقوم هذه الصكوك على تأجير الأصول المملوكة من قبل المستثمرين (حملة الصكوك) وتوزيع الإيرادات الإيجارية عليهم بناء على ملكيتهم في الأصول المؤجرة.
لصكوك الإجارة خصائص عديدة منها:
• أنها تباع وتشترى في سوق الأوراق المالية بدون قيود حيث أنها لا تمثل ديونا بل أصولا ثابتة مؤجرة.
• كما أن العوائد الإيجارية محكومة بقدرة المستأجر على سداد الإيجار، بينما تتحدد قيمة الصكوك بقيمة العقار المؤجر فإن انخفضت قيمته انخفضت قيمة الصكوك والعكس صحيح.
• يتحمل حملة الصكوك مسؤولية وتكاليف صيانة العين المؤجرة حيث أنها ملك لهم.
صكوك الإجارة تستخدم كغيرها من الصكوك كأداة لتمويل المشاريع الإستثمارية. تهيكل صكوك الإجارة كالتالي:
1- يقوم طالب التمويل بإنشاء شركة ذات غرض خاص، ثم يبيعها أصولا محددا على أن يشتريها مرة أخرى وقت استحقاق الصكوك (بهذا يضمن حملة الصكوك رؤوس أموالهم).
2- تقوم الشركة (ذات الغرض الخاص) بإصدار الصكوك وبيعها للمستثمرين.
3- يتم تسليم ايرادات بيع الصكوك لطالب التمويل (بائع الأصول)
4- يتم تأجير الأصول التي صارت مملوكة لحملة الصكوك لطالب التمويل.. (أي أن بائع الأصول صار مستأجرا).
5- يحصل حملة الصكوك على العوائد الايجارية.
6- عند تاريخ استحقاق الصكوك يقوم طالب التمويل بإعادة شراء الأصول المؤجرة من المستثمرين، وبهذا يكون استعاد ملكية أصوله واسترد المستثمرون أموالهم.
الرسم التوضيحي التالي يمثل الاطراف والخطوات التي تتطلبها هيكلة صكوك المرابحة: