وصول النفط إلى قيعانه السعرية سيخلق فرص تداول عبر كافة فئات الأصول الرئيسية
تعرضت جميع فئات الأصول تقريباً لموجات بيع حادة خلال الأسبوع الماضي، حركتها بصفة رئيسية تهاوي أسعار النفط. بكل تأكيد جميعنا على دراية بالاتجاه الهبوطي في أسواق النفط وكذلك سلبية العوامل الأساسية في المستقبل. وتشمل الأخيرة ما نسمعه جميعاً عن تخمة المعروض العالمي وتباطؤ النمو في الصين بجانب رفع العقوبات عن إيران، وهو ما يجعل المتداولين يشعرون بأريحية عند الضغط على زر البيع لعقود مارس الآجلة.
يبدو واضحاً أن مقولة “الاتجاه هو صديقك” قد انتقلت سريعاً من أسواق الطاقة إلى الأسهم والسلع والعملات. وهو الأمر الذي دفع بالعديد من المستثمرين إلى تناسي أي حديث حول إستراتيجية الخروج. وهو ما يعني بدوره أن البائعين سوف يهرولون إلى جني الربح أو تغطية مراكزهم التي تتحول من تحقيق الربح إلى الخسارة بشكل سريع والإشارة على حدوث تحول في معنويات المستثمرين.
تتأثر الأسواق بثلاثة عوامل: النماذج، والسعر والوقت. يندرج تداول الاتجاه تحت فئة النماذج، بينما لا يبدو الوقت والسعر عاملين حاسمين بالنسبة لمتداولي النفط الخام في الوقت الحالي.
الدورة الوحيدة، أو عامل الوقت، الذي أشاهده في الوقت الحالي هو حدوث توازن بين العرض والطلب، واستناداً إلى البيانات الأخيرة، لا يبدو أن الوصول إلى قاع سعري بالنسبة للنفط الخام أمراً يمكن توقعه في فترة قريبة.
ولا يبدو السعر عاملاً رئيسياً بالنسبة للعديد من المحللين الذين يتوقعون أن يستقر النفط في النطاق 20 – 30$ للبرميل، وهو ما يعد نطاق متسع جداً بالنسبة لنمط تداولاتي.
وبسبب التقلبات المفرطة التي شهدا الأسبوع الماضي بجانب أننا أصبحنا في سوق تحركه الأخبار بشكل رئيسي، لن أضيع أي وقت في محاولة معرفة السعر الذي ستتوقف عنده انخفاضات النفط الخام. أيضاً لن نحاول التداول استناداً إلى الأخبار على الرغم من اعتقادنا بأن الخبر المحوري الذي سيحدث التحول الصعودي في أسعار النفط سيتمثل في ضخ الصين لأموال ضخمة في شرايين الأسواق المالية.
سينصب تركيزنا الرئيسي هذا الأسبوع على محاولة إيجاد نقطة تحول في أسواق النفط في أقرب وقت ممكن. وهي الإستراتيجية التي تعني البحث عن نموذج قاع سعر الإغلاق الانعكاسي على إطار الساعة واليومي والأسبوعي. لن نستهدف اختيار قاع محدد لأن تلك إستراتيجية بالغة الخطورة وقد تؤدي إلى عدة محاولات فاشلة بشكل قد يربك حسابات بعض المتداولين.
السبب الرئيسي الذي يدفعنا للتركيز على النفط الخام هو أنه سوق يمثل حافز للتحكم في التحركات السعرية في العديد من الأسواق. ففي حال وجد النفط قاع سعري مستقر وبالتالي تحفيز موجة تعافي مدعومة بتغطية مراكز البيع، فإن هذا سيفتح الطريق أمام العديد من فرص التداول في أسواق أخرى تشمل من بينها الدولار الكندي والدولار الاسترالي ومؤشرات الأسهم العالمية. وبعبارة أخرى، فإن استقرار النفط الخام عند قاع معين سوف يدفع البائعين إلى البدء بجني الأرباح في كافة الأسواق التي سجلت انخفاضات مؤخراً على خلفية تراجع أسعار الطاقة.
وبشكل أكثر تحديداً، سيسهم تشكيل السعر لقاع محدد إلى سلوك مماثل لتداولات مؤشر E-mini S&P 500 ، أو تشكيل قمة سعرية لزوج USD/CAD.
الفكرة الأساسية في مقالة هذا الأسبوع هو أننا قد نضطر كمتداولين إلى الانتظار لبضعة أسابيع، وربما شهور، انتظاراً لظهور فرص تداول تستند إلى العلاقات بين مختلف الأسواق، وهي بالعادة مجزية إذا كنا جاهزين للاستفادة منها.
إحدى الطرق المفيدة لهذا الاستعداد هو تحديد الأسواق الأكثر ارتباطاً بالنفط الخام ثم الاستعداد لتفعيل صفقة بمجرد وصول النفط إلى القاع المنتظر. ويبدو السوق بالفعل جاهزاً تماماً للقيام بانعكاس قوي خصوصاً في ظل سلبية العوامل الأساسية بجانب احتفاظ صناديق التحوط والسلع بحجم كبير من صفقات البيع، الأمر الذي قد يسهم في تحولات هامة خلال هذا الأسبوع.