صحف إسرائيل عن حقل الغاز المصري الجديد
أثار إعلان شركة "إيني" الإيطالية عن اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي بمنطقة الشرق الأوسط داخل المياه المصرية، ردود فعل واسعة في الصحف الإسرائيلية، على خلفية الآمال التي كانت تعقدها تل أبيب على تصدير الغاز المستخرج من البحر المتوسط إلى القاهرة.
وقال موقع "دبكا" الإسرائيلي إنه لو صحت تقديرات الشركة الإيطالية، فلن تضطر القاهرة لاستيراد الغاز من إسرائيل، بذلك سيتلقى المشروع الإسرائيلي لتطوير حقول الغاز في البحر المتوسط ضربة "شديدة".
في ذات السياق، قالت صحيفة "ذاماركر" الإسرائيلية، المتخصصة في الشأن الاقتصادي، إن إسرائيل تزعم أن مصر ليس لديها كميات كافية من الغاز، لذلك يجب ضرورة الإسراع في التوقيع على مسودة الغاز من قبل الحكومة، حتى يمكن الإسراع في عمليات التصدير.
وأوضحت الصحيفة أن الاكتشافات، التي أعلنت عنها الشركة الإيطالية، ستغير من مشهد اللاعبين الرئيسيين في غاز المتوسط، بل وستغير الكثير من القواعد والأسس الاقتصادية والجيوسياسية، التي اعتمدت عليها مسودة الغاز، التي أعدتها الحكومة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن شركة إيني تمتلك 40% من منشآت إسالة الغاز الخاصة بمجموعة بينوسا جاز شمالي مصر، وهي الشركة التي طالبت على وجه السرعة شراء الغاز المنتج من حقل تامار الإسرائيلي، ما وضع حكومة تل أبيب أمام سلسلة من التنازلات.
كان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل قد وقع على مسودة الغاز المثيرة للجدل، على أساس توصية من الخارجية الإسرائيلية تقول إن تصدير الغاز لمصر مطلوب ومهم، من أجل الحفاظ على المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
من جانبها، ترى صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الاكتشافات الجديدة ستضر بشكل كبير إسرائيل، خصوصا الشركاء في حقل لفيتان، الذين قالت إنهم وقعوا على اتفاق تفاهمات مع مصر والأردن بنحو 50 مليار دولار لشراء الغاز، لكن تلك الاتفاقيات لن تنفذ إذا اتجهت مصر ومعها الأردن إلى شراء الغاز من الحقل الجديد.
لكنها لفت في الوقت ذاته إلى أن الفائدة أو الميزة الوحيدة للاقتصاد الإسرائيلي، هي أن حقل لفيتان والحقل المصري الجديد لم يتم تطويرهما بعد، والجدول الزمني اللازم لذلك متساو تقريبا.
أما صحيفة "جلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية فقد قالت إن الاكتشاف الجديد يغلق بشكل نهائي إمكانية عقد صفقة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر، سواء من حقل لفيتان أو من حقل تامار. ونقلت وصف وزير الطاقة الإسرائيلي، الاكتشاف بأنه ذكرى سيئة بالنسبة لإسرائيل، ودليل على تغير مشهد اقتصاديات الغاز في المنطقة.
ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن عضو الكنيست، شيلي يحيموفيتش، قولها إنها ترفض بشكل نهائي تفعيل البند 52 من مسودة اتفاق الغاز بين الحكومة والشركات المنتجة، الذي يقول إن التحالف الإستراتيجي مع مصر يحتم الإسراع في تصدير الغاز.
وبعد الكشف عن الغاز المصري، طالبت الحكومة الإسرائيلية بوضع مسودة جديدة للاتفاق، تكون عقلانية وبعيدة عن التنسيقات الأمنية الخيالية، بحسب وصفها.