تقرير: مقتل القذافي خشبة خلاص لإيطاليا واليورو
قال تقرير اقتصادي إن مقتل العقيد الليبي معمر القذافي قد يكون له تبعات إيجابية على صعيد مساعدة قادة أوروبا للتغلب على أزمة عملتهم الموحدة "اليورو"، وذلك من باب التفاؤل بتخفيف الضغوطات الاقتصادية على إيطاليا المتأثرة سلباً بسبب نقص النفط الليبي، وانسداد الأسواق في ذلك البلد خلال الفترة الماضية.
فقد كانت إيطاليا من بين أكبر الشركاء التجاريين لليبيا، وكان لشركتها النفطية "أني" الدور الأكبر في القطاع النفطي بذلك البلد خلال حقبة نظام القذافي، فقبل اندلاع الثورة مطلع العام كانت الشركة الإيطالية تحصل على 15 في المائة من إنتاجها العالمي من آبار ليبية.
ومن المزايا الإيجابية الإضافية بالنسبة للاقتصاد الأوروبي عامة والإيطالي خاصة، بعد مقتل القذافي، إمكانية عودة ضخ الغاز الليبي خلال فترة قصيرة، إذ أن إيطاليا تعتمد بشكل كبير على الغاز لتلبية متطلبات قطاعها الصناعي، وهي تحصل على عشرة في المائة من حاجتها من مصادر ليبية بتكلفة زهيدة مقارنة بالمصادر الأخرى.
كما ستساعد عودة إمدادات الغاز الليبية في تجنيب إيطاليا أزمة طاقة خلال الشتاء المقبل، إلى جانب تشغيل خطوط النقل، إذ أن ربع السيارات التي تباع في إيطاليا سنوياً تعمل على الغاز الطبيعي.
وقال أندرو ليبو، مدير شركة "ليبو" للاستشارات النفطية، في حديث لمجلة "فورتشن" إن الاستفادة الأكبر بالنسبة لإيطاليا وأوروبا ككل في مرحلة ما بعد القذافي تتمثل في العقود الكبيرة التي يمكن الحصول عليها ضمن خطة إعادة بناء ليبيا، حيث سيكون للشركات الأوروبية الدور الأكبر بمواجهة الشركات الصينية والروسية نظراً لدور الناتو في المعركة ضد النظام السابق.
يشار إلى أن الكثير من المحللين يشعرون بالقلق حيال إمكانية حصول تعثر اقتصادي إيطالي، نظراً للحجم الكبير لذلك البلد في أوروبا، مقارنة بالحجم المحدود لليونان وأزمتها الاقتصادية.
وقد سبق أن قللت المفوضية الأوروبية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي من أهمية خفض التصنيف الإئتماني لإيطاليا، أسوة بأسبانيا والبرتغال وأيرلندا واليونان، بسبب مخاوف من عدم قدرة روما على إدارة الدين وخفض الإنفاق العام، وعبرت عن تفاؤلها بقدرة إيطاليا على تصحيح عجز الموازنة.